في الجش.. لينقذ أباه الروحي.. جمال البصري أهدى كُلْيته لـ«غريب» وسجّل اسمه ضمن 100 متبرع تقلّدوا وسام الملك عبدالعزيز

بين 100 اسم مُنِحوا وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لتبرعهم بأحد أعضائهم، عاد اسم جمال عبدالله البصري ليجدد للذاكرة قصة إيثار من نوعٍ مختلف، فعلى الرغم من أن حكايات التبرع أصبحت ميزة مشرفة تتكرر بين حين وآخر في المنطقة، إلا أنه كتب حكايته بأسلوب مختلف، فالفصول متداخلة فيها، والأبطال لا رابط يربطهم ببعض.

فقبل 14 شهرًا، وتحديدًا يوم الاثنين 1 نوفمبر 2021م، كان “البصري” يرقد في غرفة العمليات ليتبرع بكليته لشخص لا يعرفه، إلا أنه بتبرعه ذلك كان ينقذ حياة “أبيه الروحي”، بعد معاناته مع الفشل الكلوي.

نعم “أبوه الروحي”، فجمال ابن بار بما تحمل الكلمة من معانٍ، إلا أن بِرَّه تجاوز والده الحقيقي، وأحاط أباه الروحي “سماحة الشيخ محمد عبدالله كاظم الجشي” الذي يعد أبًا لكل أبناء بلدة الجش.

حكاية التبرع
إن كان “البصري” قد تبرّع بكُلْيته مباشرةً لمن يعتبره في مقام أبيه، فذلك لا يعد غريبًا، إلا أنه ليس ذلك ما حدث، فقبل عامين أو عامين ونصف العام من عملية التبرع، علم جمال بإصابة سماحة الشيخ بالفشل الكُلوي وخضوعه للغسيل، فعرض كالكثيرين غيره من المقربين من سماحته أن ينهي معاناته  بالتبرع له، وحين وقع الاختيار عليه تفاجأ بأن الحظ لم يكن بجانبه تمامًا، فقد تبيّن عدم مطابقته للتبرع.

يقول لـ«القطيف اليوم»: “حين ظهرت النتائج، ولم تكن متوافقة تمامًا، بقيت أدعو الله أن أوفق لأكون سببًا في تخلصه من معاناته، وأن أكون المتبرع بأي طريقة أو سبب من الأسباب، وكان المستشفى قد أخبرني أن صحتي ممتازة، وتحاليلي أيضًا جيدة، وأنني جاهز للتبرع، إلا أنهم بحكم الوضع الصحي للشيخ والأمراض التي يعاني منها وتقدمه في العمر قرروا أن يحاولوا أن يجدوا كُلْية متطابقة جدًا وبصورة كبيرة مع مواصفاته، خوفًا على صحته من الأمراض”.

وذكر أنه بسبب كونه لائقًا تمامًا للتبرع عرض عليه مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام أن يضعه على نظام التبادل؛ وهو نظام يلجأ إليه الأطباء عند غياب التوافق الطبي بين المتبرِّع الحي والمريض المستقبِل لعملية الزراعة، وحينها يمكن أن يَجري التبادل مع ثنائي آخر، شريطة أن يكون هناك توافق بين المتبرِّع من كل ثنائي والمريض المستقبِل من الثنائي الآخر، وفي حال موافقة كلا المتبرِّعَيْن، فإن الأطباء قد ينظرون في إمكانية إجراء التبرع التبادلي، وقال: “لقد وافقت على ذلك، حتى تم إبلاغي بتوفر متبرع جاهز للتبادل خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، وبهذا حظيت بهذا الشرف، حيث تمت عملية التبرع بالتبادل لشخص لا أعرفه كما هي شروط هذا النوع من التبرع”.

تكريم
تسلّم البصري، يوم الاثنين 9 جمادى الآخرة 1444، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة،  إلى جانب تقلّده وسامًا آخر فيه أيضًا من الشرف والعظمة فهو من أولئك الذين أحيوا نفسًا ليس فقط بكُلْيته، إنما بإيثاره الذي حركه الحب والرغبة في رد الجميل للأب الذي لا يحمل اسمه ولا حتى دمه.

اقرأ أيضًا: (هنا) / (هنا)




error: المحتوي محمي