20 , يوليو 2025

القطيف اليوم

لماذا نكتب؟

لماذا نكتب؟ وماذا نكتب؟ وكيف نكتب؟

أسئلة كثيرة، سهلة وممتنعة، أي سهلة وصعبة في الوقت نفسه.

ربما يعد البعض أن الكتابة مجرد تعبير داخلي أو هواية يمارسها، بينما يرى البعض الآخر، وهم القلة، أن الكتابة رسالة يوجّهها الإنسان للآخرين.

عمومًا، للكتابة لدى كثير منا وجهات نظر مختلفة. من جهتي، أعدها ـ في نظري القاصر ـ فنًا من فنون المحاكاة؛ سواء كانت المقالة اجتماعية، تربوية، حضارية، تاريخية، فلسفية أو حتى سياسية، فإنها كتابة بحد ذاتها، وكلٌّ منّا يختار ما يعجبه منها.

لكن أغلبنا، أعزّتي القرّاء، يختار المقالات الاجتماعية، ربما لأنها تحمل تألفًا فكريًا، ولأن نسيجنا الاجتماعي والبيئي متقارب في الأفكار.

فهذا يميل إلى المذكرات الشخصية – مثلي – فعندما تقع عيني على عنوان مقال معيّن، بغض النظر عن اسم كاتبه أو نوع جنسه، أقرؤه حتى لو كان طويلاً، وأقوم بتجزئته على فترات.

أغلبنا يميل فكريًا لبعض الكتّاب دون غيرهم، ربما بسبب تشابه الأفكار، حتى لو لم نعلّق على مقالاتهم، وقد يكون ذلك تقصيرًا منّا.

وبعض الناس لا تحب التعليق، ويفضّل بعضهم إرسال رأيه خاصًا، سواء كان نقدًا أو تشجيعًا. وهناك أيضًا من الكتّاب مَن لا يفضّلون التعليق على مقالاتهم، وهم محل تقدير واحترام.

من هنا، أحب أن أنقل لكم قصة وشيئًا لفتني أمس.

ذهبتُ إلى المقبرة الساعة الخامسة صباحًا مع أخي عبد الإله لزيارة قبري والدينا – رحمهم الله تعالى.

وأثناء جلوسي في السيارة، لفت انتباهي عمّال النظافة؛ كان لديهم حاويتان – واحدة كبيرة وأخرى صغيرة – وكانوا يلتقطون الطعام، خصوصًا الخبز، من حاوية القمامة -أعزّكم الله- إلى الحاوية الأخرى.

كانت تلك أول مرة أشاهد فيها مثل هذا المنظر، ولا أعلم: هل يقومون ببيعه -أكرمكم الله- لأصحاب الحيوانات، أم لا؟ أليس الأَولى بنا أن نحافظ على النعمة؟ سواء كانت زائدة عن الحاجة فنخزّنها في الفريزر، أو نعطيها لمن يستفيد منها، بدل رميها في القمامة؟!

وهنا أتذكر جملة لوالدتي – رحمها الله – كانت تقول دائمًا: “حافظوا على النعمة، ترى النعمة زوالة".

فلنحرص على ألا ننسى قول الله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (سورة الأعراف، الآية 31).

آية صريحة تدعو إلى الاعتدال في الأكل والشرب، وتنهى عن الإسراف. فهل نُطبّق ذلك؟


error: المحتوي محمي