20 , يوليو 2025

القطيف اليوم

أبناؤكم أمانة في أعناقكم

كلمة أمير المؤمنين عليه السلام: "وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني" تختصر معنى يوم الطفل العالمي فحبذا لو يتبنى المعنيون بالطفل هذه الكلمة كبوصلة لمفهوم الطفولة والولد في قلبي والديه.

حضانة الطفل وحفظه أمانة وواجب شرعي، يوم الطفل العالمي ليس برتوكولًا احتفاليًا فقط، نفقة الطفل على والده في فترة حضانته، البنون زينة فوفر لهم وقتا لتلعب معهم وتسعدهم.

اليوم العالمي للطفل ليس يومًا احتفاليًا بل هو يوم تدرس فيه حاجات الطفولة وتحدياتها وكيف يعبرها أطفالنا بسلام مع كل هذه العقبات والمطبات والمصاعب التربوية الظاهرة اليوم وفي كل النواحي، هو يوم نفكر فيه في الطريقة الفضلى لتحصينه من الانحراف الجنسي والسلوكي وكيفية ضخ القيم العملية المؤثرة التي يمكنها من تقوية كفاءته على بناء نفسه ومواجهة التحديات الغريزية، وكيف يتعامل مع التغيرات الاجتماعية وما له من تصورات وأحلام وأمنيات تتجدد بجيله وقيمه فلا نغلق أبواب التجديد في العادات والأعراف والقيم ولا نضيق عليه الانخراط المتزن فيه فما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".

هو يوم نبحث فيه عن المؤثرات القوية والخطيرة التي تجرفه إلى هاوية الانحراف ويتحول إلى عالة على مجتمعه بدلًا من أن يكون عونًا ويدًا بانية، هو يوم نتفهم فيه حقوق الطفل وواجبات والديه وكيف يكون التعامل الصحيح بينهما إن كان يعيش بينهما أو اختلفا فأصبح مقسومًا بينهما كما هو واقع المشكلة المؤلمة اليوم مع كثرة الانفصالات ومصاعب التوفيق التربوي بينهما، هو يوم نفكر فيه بكيفية التوفيق بين العمل وتربية الطفل حتى لا يكون فاقدًا للأحضان الأبوية فيكون متعطشًا للعواطف والتي تجرفه إلى الهاوية. ورد عن نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله): "لاعب ابنك سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا، ثم اترك له الحبل على الغارب".

هو يوم نفكر فيه بكيفية تغذيته عاطفيًا وتربيته تربية حسنة ليكون عالمًا خلوقًا عارفًا بصيرًا بالحياة وليس مجرد تخصص علمي خالٍ من العمق القيمي.

هو يوم نؤكد فيه على تعليمه وزرع المعرفة والفكر وتدريبه على كيفية بناء نفسه وقدراته العلمية بثقة، هو يوم نوضح فيه مفاهيم الحضانة والتربية والولاية وكيفية زرع الثقة وتقويتها وتطوير مهاراته الذاتية، وكيف نحصنه من الاعتداء والتحرش الجنسي والشذوذ وكيفية تعامله مع حالات التنمر في المدرسة وكيف نخفف من أثر الطلاق على صحة الطفل النفسية وكيف يتوجب على الوالدين التخفيف من خلافهما العلني خصوصًا مع الطلاق لئلا يضيع أبناؤنا من بين أيدينا.

وأخيرًا فإن حضانة الطفل وهي ولاية وسلطنة على تربية الطفل وهي مشتركة بين الأب والأم في السنتين الأوليين (كما هو رأي السيد السيستاني) ويختص الأب بعدهما ويسقط حقها بزواجها بعد الطلاق، ولكن لا تفصله عن أمه -حين الخلاف- إن كان في ذلك مفسدة لعدم وجود البديل الصالح، فلابد من بقائه معها سواء تزوجت بعد الطلاق أم لا، ويتوجب على الأب نفقة أبنائه سواء أكانوا معه أم مع أمهم، وتنتهي الحضانة ببلوغهما رشيدين فيكون لهما الخيار ولا يجوز لهما مخالفة الوالدين إن كان يؤذيهما ابتعادهما إلى طرف آخر عنهما.

تنويه: تحية للمؤتمر الذي انعقد بمدينة الخبر "أحدث آليات الحد من العنف ضد الأطفال" وحبذا أن تنشر تلك الأوراق للفائدة مع الشكر، وأتمنى أن تقوم بعض المؤسسات الرسمية المعنية بالقطيف بالمزيد من الدراسات لتحصين الطفل وحمايته، والسلام.


error: المحتوي محمي