22 , يوليو 2025

القطيف اليوم

وفي رحيل علي حسن السنان.. من أعزي؟

هل أعزي نفسي أم أعزي أسرته وأحبَّاءه وأصدقاءه؟!

كنت مساء أمس الخميس أسأل زوجته العزيزة فائزة جواد كيف حال (أبو حسن)؟! وكان ردها باختصار "دعواتكم" حيث تراه لا شيء قد تغير للأفضل، ولعلها  تبدو وكأنها تعيش وسط هواجس وأفكار متنقلة متحركة، هواجس تبعث في قلبها الذكرى والحسرة المقبلة، مصحوبة بقلق وحزن يملؤه الترقب، فما بين لحظات الألم والذكريات كان القرار الإلهي قد نزل، ليقف على ناحية الروح ليستنطق الرحيل، وفجأة أقف على خبر فقد الأخ الفاضل (أبو حسن)!

وعندما علمت بنبأ وفاة الأخ العزيز (أبو حسن) ضاق صدري وتكدر خاطري وشعرت بوجع الخبر المفجع! وقلت بحزن شديد لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! لقد كان فقده بمنزلة فقد كبير بالنسبة للجميع، ذلك الفقد الذي لا لقاء بعده في هذه الدنيا، ولأن إيماننا جميعًا بحتمية الموت مؤكد وقادم، لقد عزيت نفسي أولًا بأن يوم رحيله كان يوم أجله، ولا راد لقضاء الله وقدره!وكأن الموت يختار أجمل الأرواح!  فإنني الآن أستأذن روحه الطيبة في بث مشاعري الصادقة هنا، والتي ليست إلا أحاسيس ذات شفافية لم أعبر بها عما يدور في نفسي وحدي من مشاعر حزينة ولكن! بالنيابة عما تجيش به نفس كل محب للفقيد، بالأخص الأعزاء زوجته وبناته وأولاده! حيث أحدث رحيله فراغًا كبيرًا لديهم ولدى من يعرفه! إذ كانت منزلته ومكانته كبيرة لدى الجميع. هذا هو قدره أن يرحل وهو محبوب محترم عند الجميع.

لا أخفيكم، كنا عادة ومن سنوات طويلة ولا زلنا نسمي (أبو حسن) "علاوي"، رحمة الله على والدته التي كانت تناديه بهذا الاسم، كان علاوي متواضعًا ومحبًا للخير وكان طيب القلب ومرح المحيا بل كان سخاؤه لافتًا وبلا حدود، والأعظم من ذلك كان شخصًا عصاميًا مكافحًا منذ عمره! نعم لا أحد يختلف على هذه الصفات والمزايا التي اجتمعت في شخص الأخ العزيز الراحل (أبو حسن). كنت مع عائلتي سنويًا نمر على بيته في منتصف شعبان ورمضان ويغرقنا بتلك العطايا وقبلها يغمرنا بالتحايا والترحيب ويطعمنا ما لذ وطاب من بعض المأكولات التي يعدها بنفسه ابتهاجًا بهذه المناسبة السنوية! ولا أنسى موقفًا طريفًا له ونحن معنا زوجته أيضًا في فترة الحج وعند السعي بالذات. كنت كلما ذكرت ذلك الموقف مع زوجته العزيزة أم حسن نضحك معًا! وعندما يسمع ذلك الموقف بنفسه يضحك أيضًا، نعم كانت روحه نقية حد السماء.

سأفتح قلبي للسماء وأرفع يداي وأناجي ربي، يا رب ارحمه واغفر له وأدخله جنتك، وأنزل على زوجته وأولاده وبناته سحابة من السكينة والصبر، لتهدأ النفوس ولتغيب الدموع، ثم لا شيء آخر! غير أن عزائي الكبير في مغفرة الله وواسع رحمته, ويقيني أن المرحوم سيسكن فسيح جناته، إلى جانب الإيمان بالآخرة، وأن الله سيجمعه بأحبائه مجددًا! والفاتحة على روحه الطيبة.


error: المحتوي محمي