
حينما أذّن في أذن ابنه المولود حسِبَ أنه أعطاه حقه المستحب فحسب من الأذان والإقامة، ولكنّ للغيب شأنًا آخر ولتصاريف القضاء أمرها، فلم يكن ليعتقد أنه سيرحل عنه باكرًا حتى من دون أن يفهم له مولوده أو يتذكره، وأنّ ذلك الأذان الطاهر سيبقى مع ابنه عبد الله صالح علي الغاوي طوال سني حياته ميراثًا لا تعادله أموال قارون، وأنّ أول أذان سيشهد له يوم القيامة كان في إمامة الشيخ الراحل عبد المجيد أبو المكارم، وخلال أربعين سنة متتالية سيكون صوت الحق بصوته صادحًا في أنحاء قرية حلة محيش، صوت يشهد له أبناء قريته بأنه الصوت المرتبط بصلاتهم لعقودٍ من الزمن مستحقًا ثناءهم العاطر لابن بلدتهم المؤمن، ودعاءهم له بعد كل أذان بالمغفرة وطول العمر في عبادة الرحمن.
إرث العمل العبادي
شاءت إرادة الله تعالى ومشيئته ألا يلتقي الغاوي بأبيه والذي كان مؤذنًا كما علم من أسرته حينما أصبح صبيًا، لكنّ موروث الطيبين باقٍ وإن رحلوا، فقد أصبح الغاوي كأبيه وعمه، فتطهر لسانه برفع صوت الحق في كل فريضة لأربعين عامًا لم يتخللها تقصير أو غياب، وقد تورث حقيقةً هذا الإرث الإيماني من عمه المرحوم الحاج عيسى الغاوي الذي كان مؤذنًا في مسجد "الشيخ مفلح" والذي تعلم على يديه، وهو ذاته المسجد الذي يؤذن فيه ابن أخيه الحاج عبد الله إلى يومنا هذا.
مع النخبة
منّ الله على الغاوي بأن يكون تلميذًا في حضرة النخبة من الخطباء والشيوخ الأفاضل، فقد تتلمذ في باكورة شبابه على يد رهطٍ من طلبة العلم الكرام، منهم الشيخ الفاضل عبد الحميد المرهون، والراحل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبد المجيد أبو المكارم، والشيخ محمد حسن ابن الشيخ منصور المرهون.
وقد أعطاه الله توفيقًا إلهيًا في أذانه الأول حينما أذّن لإقامة الصلاة وكان إمام الجماعة وقتها الشيخ عبد المجيد أبو المكارم.
وجاد الله تعالى عليه كذلك بهبةٍ من عطاياه تعانق الآذان، فهو قارئ للقرآن الكريم في بيوت الله والحسينيات، وحريص على إقامة التعزية على أبي عبد الله الحسين -عليه السلام- منذ أكثر من 25 عامًا.
لا يضيع إلا بأمره
كغالبية أهالي القطيف الكرام قديمًا، امتهن الغاوي مهنة الزراعة التي كانت مهنة الكثيرين أمثاله في "خُطّ" الزراعة والخير الوفير، وأتبعها بمهنة التجارة، وكان أكثر ما يضيق بصدره حينما يداهمه وقت الصلاة ويكون حينها خارجًا من القطيف إلى الدمام للتجارة والبيع؛ مما يضيّع عليه فرصة الأذان في بيت الله، أما ما عدا ذلك فساعته لا تخطئ وقتها تلبيةً لوقت الأذان والدعاء وداعي الله.
وأصلح لي في ذريتي
ارتبط الغاوي بالأذان ارتباطًا قلبيًا وروحيًا وثيقًا تقرُّ به الأربعون عامًا التي كان حريصًا على أن تشهد له كل فرائضها إلا فيما ندر، وعن تلك العلاقة الربانية باح الغاوي لـ«القطيف اليوم» قائلًا: أحببتُ الأذان وتعلق به قلبي منذ أن زاولته، ومع كوني تعلّمت الأذان على يد عمي المرحوم الحاج عيسى، فإنني انتهجتُ نهجي الخاص في الأذان ولم أقلد أحدًا، وخلال رحلتي مع الأذان ما وجدتُ عند أهل قريتي إلا المدح والثناء والدعاء الطيب، ومنذ أن عودتُ نفسي أن أكون من المذكّرين بالصلاة طوال 40 عامًا وجدت حياتي عامرة ببركة الأذان، وأكثره ما أتلمسه من التوفيق هو بيتي العامر بالخير والتوفيق وصلاح ذريتي فهم خير ذرية ولله الحمد، وأكثر أبنائي مباركون بالقراءة والأذان وتلاوة القرآن المجيد.
ويضيف: ربما كان لدعاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- "وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك" الأحقاف آية 15، أقول ربما كان لدي إحساس عظيم بها، فصلاح الذرية أسبابه كثيرة، وقد كان رزقي الكثير وأسرتي الطيبة المباركة وصلاح ذريتي منبعه ذكر الله تعالى والأذان وتعزية سيد الشهداء -عليه السلام- وجده الأكرم المكرّم -عليهم جميعًا أزكى الصلوات والسلام-، وكل ما أتمناه أن يطيل الله عمري في هذه الخدمة وأن يجعلني من المقبولين.



إرث العمل العبادي
شاءت إرادة الله تعالى ومشيئته ألا يلتقي الغاوي بأبيه والذي كان مؤذنًا كما علم من أسرته حينما أصبح صبيًا، لكنّ موروث الطيبين باقٍ وإن رحلوا، فقد أصبح الغاوي كأبيه وعمه، فتطهر لسانه برفع صوت الحق في كل فريضة لأربعين عامًا لم يتخللها تقصير أو غياب، وقد تورث حقيقةً هذا الإرث الإيماني من عمه المرحوم الحاج عيسى الغاوي الذي كان مؤذنًا في مسجد "الشيخ مفلح" والذي تعلم على يديه، وهو ذاته المسجد الذي يؤذن فيه ابن أخيه الحاج عبد الله إلى يومنا هذا.
مع النخبة
منّ الله على الغاوي بأن يكون تلميذًا في حضرة النخبة من الخطباء والشيوخ الأفاضل، فقد تتلمذ في باكورة شبابه على يد رهطٍ من طلبة العلم الكرام، منهم الشيخ الفاضل عبد الحميد المرهون، والراحل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبد المجيد أبو المكارم، والشيخ محمد حسن ابن الشيخ منصور المرهون.
وقد أعطاه الله توفيقًا إلهيًا في أذانه الأول حينما أذّن لإقامة الصلاة وكان إمام الجماعة وقتها الشيخ عبد المجيد أبو المكارم.
وجاد الله تعالى عليه كذلك بهبةٍ من عطاياه تعانق الآذان، فهو قارئ للقرآن الكريم في بيوت الله والحسينيات، وحريص على إقامة التعزية على أبي عبد الله الحسين -عليه السلام- منذ أكثر من 25 عامًا.
لا يضيع إلا بأمره
كغالبية أهالي القطيف الكرام قديمًا، امتهن الغاوي مهنة الزراعة التي كانت مهنة الكثيرين أمثاله في "خُطّ" الزراعة والخير الوفير، وأتبعها بمهنة التجارة، وكان أكثر ما يضيق بصدره حينما يداهمه وقت الصلاة ويكون حينها خارجًا من القطيف إلى الدمام للتجارة والبيع؛ مما يضيّع عليه فرصة الأذان في بيت الله، أما ما عدا ذلك فساعته لا تخطئ وقتها تلبيةً لوقت الأذان والدعاء وداعي الله.
وأصلح لي في ذريتي
ارتبط الغاوي بالأذان ارتباطًا قلبيًا وروحيًا وثيقًا تقرُّ به الأربعون عامًا التي كان حريصًا على أن تشهد له كل فرائضها إلا فيما ندر، وعن تلك العلاقة الربانية باح الغاوي لـ«القطيف اليوم» قائلًا: أحببتُ الأذان وتعلق به قلبي منذ أن زاولته، ومع كوني تعلّمت الأذان على يد عمي المرحوم الحاج عيسى، فإنني انتهجتُ نهجي الخاص في الأذان ولم أقلد أحدًا، وخلال رحلتي مع الأذان ما وجدتُ عند أهل قريتي إلا المدح والثناء والدعاء الطيب، ومنذ أن عودتُ نفسي أن أكون من المذكّرين بالصلاة طوال 40 عامًا وجدت حياتي عامرة ببركة الأذان، وأكثره ما أتلمسه من التوفيق هو بيتي العامر بالخير والتوفيق وصلاح ذريتي فهم خير ذرية ولله الحمد، وأكثر أبنائي مباركون بالقراءة والأذان وتلاوة القرآن المجيد.
ويضيف: ربما كان لدعاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- "وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك" الأحقاف آية 15، أقول ربما كان لدي إحساس عظيم بها، فصلاح الذرية أسبابه كثيرة، وقد كان رزقي الكثير وأسرتي الطيبة المباركة وصلاح ذريتي منبعه ذكر الله تعالى والأذان وتعزية سيد الشهداء -عليه السلام- وجده الأكرم المكرّم -عليهم جميعًا أزكى الصلوات والسلام-، وكل ما أتمناه أن يطيل الله عمري في هذه الخدمة وأن يجعلني من المقبولين.


