13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

ظاهرة الشيخ العبيدان.. وامتعاض البعض

من نعم الله سبحانه وتعالى على القطيف هو وجود ثلة من علمائها الأفذاذ الذين يبذلون قصارى جهدهم لخدمة الدين والوطن والمواطنين، ويمثل سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان حرسه الله من أهالي القديح الحبيبة أيقونة وظاهرة بارزة يُشار لها بالبنان فإخلاصه في خدمة المجتمع لم يقتصر على التوجيه الديني وتميزه بما يلقيه من شتى صنوف المحاضرات القيّمة بل دأب على تفقد أحوال الناس ومد يد العون للمحتاجين والمعوزين، وله حضوره الدائم في مناسبات الأفراح والأتراح لكل العوائل مباركاً أو معزياً. 

ومما تميز به سماحته هو انفتاحه الكبير على فئة الشباب ومتابعته الدقيقة لهمومهم وتطلعاتهم ولا سيما انخراطهم في الشأن الرياضي فكان العلامة العبيدان يشجع الشباب على ممارسة الرياضة والالتحاق بالألعاب المختلفة وتقديم صور ناصعة من التنافس الشريف بعيدًا عن التعصب المذموم، واعتاد الشيخ ارتياد جلسة خاصة (ديوانية الزعيم الشبابية) صباح كل خميس يحضرها عدد من الرياضيين من أبناء المنطقة ويتناولون فيها الشأن الرياضي. في هذه الديوانية في شهر مايو الماضي من هذا العام 2023 استقبل الشيخ وشارك في تكريم عدد من أعضاء الاتحاد السعودي لكرة السلة وقدم الشكر لرئيس وأعضاء اتحاد كرة السلة على ثقتهم بإقامة بطولة كأس الوزارة في محافظة القطيف. 

وكان الشيخ العلامة في الشهر الذي سبقه (أبريل) الماضي  2023 م قد شارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكلمة مسجلة تشجيعية للجماهير الرياضية بالقطيف لحضور وإنجاح بطولة النخبة لكرة الطائرة والتي استضافها نادي الابتسام وأقيمت على ملاعب الصالة الرياضية باستاد الأمير نايف بالقطيف، مما حدا بسعادة رئيس اتحاد كرة الطائرة مشكورًا إلى توجيه دعوة خاصة لسماحة الشيخ لحضور وتشريف المنافسات. 

الشيخ العبيدان له أيادٍ بيضاء على العديد من الأندية وقد قام قبل عامين في شهر نوفمبر 2021 بمبادرة مشكورة لنزع فتيل الخلاف الذي حصل بين أربعة أندية (الابتسام والخويلدية والمحيط والهداية) فدعا رؤساء الأندية وممثليهم لبيته واحتوى المشكلة وخرج الجميع بألفة ومحبة، وعلقت «القطيف اليوم» الإلكترونية على الحدث بالعنوان التالي: في القُديح.. الشيخ العُبيدان يحتضن اللقاء الأخوي بين أربعة من أندية القطيف لتأكيد التلاحم وعمق المحبة بين الكيانات الرياضية.
https://alqhat.com/q/357045

الدعم الخاص المادي والمعنوي الذي قدمه سماحة العلامة لكل الإدارات المتعاقبة لنادي مضر الرياضي بالقديح لا يخفى على أحد، كما أنه يستقبل في بيته أسبوعياً عدداً من اللاعبين بل وحتى المدربين ومشرفي الألعاب وشتى عاشقي الكيان المضراوي ومناقشة أوجه القصور ومنجزات النادي معهم ولديه اطلاع تفصيلي عن كافة شؤون النادي، ولذلك لم يكن مستغربًا استقباله لمجلس إدارة النادي في بيته كما لم يكن مستغربًا صراحته ونصيحته لمجلس الإدارة بالاستقالة وفسح المجال لغيرهم ممن هو أكثر تفرغًا ويستطيع تقديم حلول تعين النادي على السير قدمًا وتلبية طموح أبناء القديح بل والمنطقة بأسرها، ولكي يبرئ سماحة الشيخ ذمته أمام جميع أبناء البلدة بعد أن استمع لأعضاء مجلس الإدارة وشاور المختصين من غيرهم وبعد أن علم بالصعوبات والاستحقاقات المالية التي تواجه النادي ارتأى أن مسؤوليته الاجتماعية تحتم عليه أن يجهر برأيه لكل المهتمين بشأن النادي، وما طالب به سماحة العلامة يتماشى مع معايير الحوكمة الجديدة الصادرة عام 2022 وسماحته مطلع على تفاصيلها والتي تنص على وجود عدد من أعضاء مجلس الإدارة من ذوي الاختصاص بشهادات لا تقل عن درجة البكالوريوس في تخصص الاستثمار والاقتصاد والمالية والمحاسبة والقانون لتلافي الوقوع في انتكاسات مالية غير محسوبة، كتلك التي وقع فيها العديد من الأندية بسبب عقد صفقات مالية كبيرة بغية تحقيق إنجازات ولكن العبء المالي لذلك قد يفوق الدخل المتوقع، المثل الشعبي يقول "مد رجلك على قد لحافك"، لذلك كان رأي الشيخ يهدف لامتثال معايير الحوكمة وترشيح من هم قادرين على الامتثال بكل تفاصيلها.    

هناك من غير المطلعين على نشاط الشيخ ربما هالهم شفافيته، فطالبه بعضهم بأن يترك الشأن الرياضي لأهله وكأن الشأن الرياضي حكر لفئة محددة.

وبعضهم هوّل من الأمر بأنّ رأي الشيخ مخالف للقوانين وأنه تدخل في شؤون وزارة حكومية، وهذه مبالغات لا تستند على دليل ولا برهان، كما ادّعى البعض ودون معرفة. 

البعض الآخر طالب ساخرًا بتطبيق الحوكمة الذاتية على الشيخ واتهمه باتهامات أرى فيها الكثير  من المغالطات وعدم فهم للساحة الرياضية واتساعها لكل الآراء والأطروحات والانتقادات من كل شرائح المجتمع، حيث قال "أما سماحة الشيخ فلا أحد يجرؤ أن يسأله عن شيء" وهذا ظلم، فالشيخ فتح بيته وقلبه لكل الناس، وصدره واسع يستوعب كل ملاحظات متابعيه وأسئلتهم في كل دقائق وتفاصيل أنشطته، بل هو من أسس جلسات النقد لشخصه ولكل ما يطرح وقدم دعوات للعديد من الوجهاء والعلماء والنخب لكي يستمع لنقدهم ويستفيد من آرائهم حول ما يقدمه من نشاط علمي واجتماعي مما كان له أطيب الأثر على النشاط الفكري والمعرفي في مجتمع القطيف وما حولها.  

قرار البقاء في إدارة النادي أو التنحي وإتاحة الفرصة للغير يعود لمجلس الإدارة مع الإحترام لكل الآراء ولكني أختم بوصية للأعزاء في إدارة الكتيبة الرمادية متمثلة برئيسها سعادة الدكتور سعيد الجارودي وباقي أعضاء إدارته الموقرة بألا يفسحوا المجال للمتصيدين في الماء العكر وأن ينفتحوا بشكل أكبر على سماحة العلامة فلن يجدوا منه إلا أباً رؤوفاً وقلباً حانياً وهم من عرفوه وخبروه على مدى السنين، وما صدر من رأيه حفظه الله كان من قلب محب وعاشق لا من مبغض حانق.





error: المحتوي محمي