12 , يونيو 2025

القطيف اليوم

وجوه من القديح.. الشبل حسن الجنبي.. بدأ الخطابة بـ مجلس مصغر لـ إخوته في الـ7.. واعتلى المنبر في الـ15

كانت البداية في منزل أسرته حيث كان يجمع إخوانه ويقرأ لهم ولم يكن يتجاوز عمره السبع سنوات، وأول من قدمه للجمهور عمه أحمد بن صالح الجنبي حينما يقرأ السيرة قبل قراءة الخطيب في حسينية الجنبي القريبة من مسجد السدرة ببلدة القديح في محافظة القطيف، وأول مجلس حسيني خارج نطاق المنزل كان في مجلس وخيمة الحسين عليه السلام بالقديح في عام 1442هـ وعمره آنذاك أربعة عشر عامًا وكان مجلسًا مختصرًا، وأول مجلس كامل ومرتجل كان في حسينية الجنبي المذكورة في عام 1443هـ، والمناسبة كانت ليلة ميلاد السيدة زينب عليها السلام.

الخطيب الحسيني الملا حسن بن علي بن صالح بن عبد الله بن صالح بن حسن بن عبد النبي الجنبي، عاشق المنبر، وهاوٍ لنظم الشعر مثقف واعٍ رغم حداثة سنه، حيث ولد يوم الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام 1427هـ، تربى ونشأ تحت رعاية والدين كريمين، عرفهم الجميع بالأخلاق الحميدة، عاش بالقديح فترة بين أزقتها الضيّقة تارة وأخرى بين مزارعها الخضراء حيث كان يسكن بجانب المزارع التي تطل على المصرف الوراعي ببلدة القديح، وقد أحيط ببيئة إيمانية ولائية حتى صار يميز بين الحلال والحرام في عمر لا يتجاوز الخمس سنوات.

تأثر كثيرًا بوالده الذي كان يطمح أن يسلك طريق الحوزة العلمية "طلب العلم" ليرتقي مركزًا بين العلماء والفقهاء، ولكن لم يوفق لإكمال ذلك وزرع هذا العلم في أولاده، أما والدته فهي من أسرة عريقة "الخضراوي" من السادة الأشراف.

رحلة الدراسة:
خط طريق الدراسة الحكومية كغيره من جيل معاصريه سنة 1433هـ، دخل مدرسة نعيم بن مسعود الابتدائية بالقديح وعمره آنذاك سبع سنوات وكان يتقن الكتابة والقراءة قبل الالتحاق، مازال يدرس حتى كتابة هذه السيرة في الصف الثالث الثانوي في مدرسة دار الحكمة الثانوية، وفي عام 1444هـ التحق بحوزة دار الهدى بالناصرة ودرس فيها التحفة السنية في المقدمة الأجرومية وكذلك خلاصة المنطق على يد السيد قصي الخباز ودرس أيضًا المسائل المنتخبة للسيد علي السيستاني دام ظله الوارف عند السيد يوسف الصايغ.

مهتم بالتعليم الديني الذاتي في وقت الفراغ حيث يدرس منطق المظفر وعلوم تفسير القرآن وألفية ابن مالك حيث يسعى لحفظها وعلوم العقائد وعلوم الفلسفة وعلوم الأخلاق وبعض العلوم النحوية، كما يحفظ ما تيسر من كتاب الله ومازال يحفظ ويراجع ما يحفظه، توفرت لديه موهبة نظم الشعر لدرجة فاقت مستوى عمره ومعاصريه من متعلمي الشعر، يفضل الشعر العامي لسلاسته في الإلقاء وأحب الأبيات إليه قصائد الملا عطية الجمري الغني عن التعريف: 
ركبت من الجيمات عشره ورضضت صدره 
وزينب تعاين يوم تتكسر خرز ضهره

بداية الخطابة:
نشأ بين المسجد والحسينية ومنزل جده السيد حسين الخضراوي بحي السدرة، وكان يحضر الحلقات الدينية ويجالس العلماء ويلازم والده بصلاة الجماعة في المساجد: "مسجد المهنا، ومسجد الشيخ فرج العمران، ومسجد السدرة"، والمجالس أيضًا مع والده وأبرز تلك المجالس: مجلس الشيخ صادق المقيلي بالحطيبي، ومجلس أبو أنيس العسيف بالحطيبي، ومجلس السادة أبناء السيد حسين العلويات الواقع بالقرب من مسجد السدرة.

كان ومازال الشيخ صادق المقيلي والشيخ عبد العظيم الشيخ يشجعانه ويقدمان الرعاية والاهتمام الكبير له، وبرز ذلك في عدة جوانب بينها تقديم الشيخ عبد العظيم له في بعض الأحيان لمجالسه ليقرأ عنه، ويدرس الخطابة عند الشيخ محمد المشيقري والشيخ علي آل زايد، حتى أصبح يقرأ مجالس لإحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام مستقلًا في حسينية الجنبي في كل عصر جمعة وفي مجلس الخطيب الحسيني السيد جعفر الخضراويه.

تأثر كثيرًا بالعلماء وخاصة بالعلامة الشيخ حسين العمران، ويعتبره ملهمه وأباه الروحي بشكل كبير، يذهب في الليالي التي يتسع الوقت فيها ويستفيد من هذا المجلس "الشيخ العمران" ويفهم أغلب المسائل الفقهية والكثير من مسائل العلوم الأخرى وذلك دون سؤاله الشيخ فقط يكفيه الاستماع، وأيضًا منذ صغره كان ملازمًا لسماحة الشيخ صادق المقيلي وكان ومازال يستفيد منه الشيء الكثير ويعتبره بمثابة الأستاذ لاهتمامه بتعليمه وإن تكلم عنه لا يوافيه حقه.

بعض من يومياته:
يقضي جل يومه في الدراسة قرابة ثلاث عشرة ساعة يوميًا وساعتين يقضيهما في المطالعة وبقية الوقت في الراحة والعبادة "كالصلوات اليومية" يعشق القراءة والكتابة ولديه مكتبة تحوي 300 كتاب تقريبًا تتنوع الكتب فيها ما بين ثقافية وفقهية ونحوية وأخلاقية وفلسفة وعلوم القرآن وكذلك دواوين وتراجم وغيرها.

يكتب أجمل الشعر بعمق وخيال واسع في حب أهل البيت عليهم السلام، ويعلق على بعض النظريات، وله كتابات لم يخرجها حتى الآن وينوي طباعتها وأغلبها في الشعر بمعية والده يصحح له بعض الأخطاء، وكما يشجعه الخطيب السيد علي الخضراوي والخطيب الأديب محمد مكي آل ناصر وله الفضل الكبير في مساعدته في إلقاء وتعلم الشعر، والمعلم نضال آل رمضان، الذي تعلم منه في المدرسة بعض المقامات الشعرية وتكوين القوافي ومن شعره:
لو قيل لي أي المصائب أعظم 
لأقول والعبرات في وجهي ترسم
لما رأت أم المصائب جسمه 
ملقًا على حر الصعيد محطم


error: المحتوي محمي