20 , يوليو 2025

القطيف اليوم

صلاة الآيات «تجب للخسوف والكسوف والاحتياط وجوبًا عند الزلزلة»

مقدمة:
سميت بصلاة الآيات لأنها تصلى لآية؛ أي علامة من آيات الله {ومِنْ آياتِهِ اللَّيلُ والنَّهارُ والشَّمسُ والقَمرُ}، وورد عن الإمام الصادق، عن أبيه عليهما السلام أنه قال: إن الزلازل والكسوفين والرياح الهائلة من علامات الساعة، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فتذكروا قيام الساعة وافزعوا إلى مساجدكم، (الوسائل7) وعلامة من علامات الساعة أي حين قيام القيامة كما في قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (سورة القيامة) فهي نذارة عن هول يوم القيامة وليس باللازم لعذاب نازل، وهي مظهر من مظاهر قدرته وعظمته سبحانه، فعن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال إنما جعلت للكسوف صلاة لأنه من آيات الله لا يدرى ألرحمة ظهرت أو لعذاب فأحب النبي (صلى الله عليه واله) أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عن ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل ﴿فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إيمانُها إلّا قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهم عَذابَ الخِزْيِ في الحَياةِ الدُّنْيا ومَتَّعْناهم إلى حِينٍ﴾ (الوسائل 7).

يُتوقع خسوف القمر هذه الليلة
يتوقع أن يحدث اليوم مساء خسوف جزئي من الساعة (10:35-11:52) وتكون ذروته الساعة 11:14 ويستمر (1س و17د) كما يكون أيضًا خسوف شبه الظل -ولا يجب الصلاة له- ويكون الساعة (9:01 – 1:26) ويستمر (4س و24 د).

أحكام صلاة الايات:
1- تجب الصلاة للكسوف والخسوف الكلي والجزئي على كلّ مكلّف - عدا الحائض والنفساء ولا يجب عليهما القضاء – مع العلم به وحدوثه في منطقته أي الإحساس به ولو كان البلد كبيرا فيختص بمكان الحدوث، وأما غير الكسوفين من الآيات فعلى الأحوط وجوبًا عند حدوث الزلزلة وما عداها على الاحتياط الاستحبابي. (السيد السيستاني دام ظله). وأما (السيد الخوئي قدس سره) فإنه يوجب في الكسوف والخسوف والزلزلة وكل مخوف سماوي وأما المخوف الأرضي فعلى الاحتياط.

2- إذا حدث الخسوف أو الكسوف ولم يعلم المكلف إلا بعد انجلائه أو إذا أخبر الفلكيون بذلك وحصل اطمئنان عند المكلف ولكنه لم يصلِ متعمدا أو غافلا فإن كان القرص محترقا كله فيجب القضاء في الصورتين وكذلك لو كانت الصلاة فاسدة، وإن كان جزئيا فيجب القضاء إن كان عالما وقت حدوثه وإلا فلا يترك الاحتياط بالقضاء إذا كان مطمئنا مسبقا بقول الفلكيين وأما مع عدم العلم إلا بعد الانجلاء فلا يجب القضاء إن كان جزئيا.

3- وقت الشروع في صلاة الكسوفين من حين الشروع في الانكساف إلى تمام الانجلاء، والأحوط استحباباً عدم تأخيرها عن الشروع في الانجلاء.

4- صلاة الآيات ركعتان وفي كل ركعة خمس ركوعات ويتخير المكلف بين صورتين:
الصورةالأولى: هي قراءة الفاتحة وسورة ثم الركوع وينتصب ويقرأ الفاتحة وسورة في الثانية وهكذا حتى يتم خمس ركوعات وبعد الركوع الخامس يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ثم يسجد سجدتين ثم يقوم ويعمل في الركعة الثانية كما في الأولى ويستحب القنوت قبل العاشر ويركع ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ويسجد ويتشهد ويسلم.

مسألة: ولو قرأ المكلف الفاتحة في الركوع الأول ثم قرأ سورة ولم يقرأ الفاتحة في الركوعات الأربع بل اكتفى بالسور فصلاته باطلة إلا أن يكون جاهلا قاصرا وعلم بعد الصلاة بذلك فلا يجب القضاء. (السيد السيستاني)، وأما الصورة الثانية: فيقرأ الفاتحة ويقسّم سورة للقراءة في الركوعات الخمسة - والأحوط لزوماً أن يكون جملة تامّة إذا لم ‏يكن آية تامّة، كما أنّ الأحوط لزوماً الابتداء فيه من أوّل السورة وعدم الاقتصار على قراءة البسملة فقط - إلى أن يصل إلى الركوع الخامس ويركع ثم يقول سمع الله لمن حمده ويسجد سجدتين ثم يقوم ويعمل كما الأولى.

ويجوز أن يأتي في الركعة الأولى بالفاتحة وسورة كما في الصورة الأولى وفي الركعة الثانية كما في الصورة الثانية والعكس صحيح. ولو تمت السورة في الركعة الثالثة مثلا وركع فيجب في الركعة الرابعة قراءة الفاتحة ثم سورة إن أراد أن يتمها ويأتي بالفاتحة وسورة للخامس أو يفرق السورة بين الركوعين.

5- لو شك في عدد الركوعات بنى على الأقل إلا أن يكون شكا بين الخامس والسادس فتكون الركعة الأولى أو الثانية فإنه يبطل الصلاة، ويجوز له العمل بالظن.

6- يستحبّ فيها القنوت بعد القراءة قبل الركوع في كلّ قيام زوج، ويجوز الاقتصار على قنوت واحد قبل الركوع العاشر (السيد الخوئي: ويجوز قبل الخامس أيضا)، ويستحبّ التكبير عند الهويّ إلى الركوع وعند الرفع عنه، إلّا في الخامس والعاشر فيقول: (سمع الله لمن حمده) بعد الرفع من الركوع ويستحب إتيانها جماعة أداء وقضاء ولا يتحمل الإمام سوى القراءة كما هو في أحكام صلاة الجماعة، ويدرك المأموم الإمام قبل الركوع الأول أو السادس أو أثناءهما، ويستحبّ قراءة السور الطوال ك‍(يس والنور والكهف والحجر). كما يستحب الجهر بالقراءة للمنفرد سواء كان خسوفا أو كسوفا أو غيره.

7- لو كان المكلف بالسيارة أو الطائرة ولم يمكنه إتيان الصلاة بصورتها المعتادة فيجوز له الإتيان بها بالمقدار الممكن ولو إيماء ولو تضيق وقتها وخاف من انجلاء الخسوف مثلا إذا توضأ فيجب التيمم للصلاة.

8- لو كان الخسوف أو الكسوف صغيرا جدا ككونه بنسبة 1% مثلا فلا يجب الصلاة إلا إذا كان مرئيا بالعين المجردة وإن أخبر الفلكي بحدوثه.

9- يثبت الكسوف والخسوف وغيره من الآيات بالعلم كالرؤية، وبشهادة العدلين، بل بشهادة الثقة الواحد أيضا على الأظهر، ولا يثبت بأخبار الرصدي إذا لم يوجب العلم أو الاطمئنان بالمناشيء العقلائية لحصول الاطمئنان بتحقق الكسوف وهي المبادئ الصالحة لحصول الاطمئنان به من نظر العقلاء، ومجرد الإخبار الإعلامي لا يكفي مع عدم الاطمئنان.

10- لو كانت الآية في منطقته وهو بمنطقة أخرى لم يحصل فيها الخسوف مثلا فلا يجب الصلاة ولا القضاء إذا عاد لمنطقته. نعم إذا كان خسوفا كليا بالمنطقة التي هو فيها ولم يعلم بذلك إلا بعد الانجلاء فيجب القضاء.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


error: المحتوي محمي