
﷽
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
عِشنا جميعًا أيام العزاء لأبي عبد الله الإمام الحسين -عليه السلام- وشَهِدت تلك الأيامُ زَخمًا هائلًا من الفعاليات الدينية على مستوى الرجال والنساء شبابًا وأطفالًا وكلٌّ انتَهَلَ وادَّخر من تلك الفعاليات الكثير مما يحيي القلوب ويصلح النفوس.
تلك الأيام عَمُرَت مساجدُنا بالمصلين وازدحمت بيوت الله بالذاكرين والمعزين وكانت فرصة للتزود الروحي والاجتماعي والثقافي.
فالمصلون أدَّوا صلاة الجماعة صفًا صفًا شِيبًا وشُبانًا وهذا التواجد بالمساجد حالة نادرة لا نراها إلا في شهر رمضان المبارك وأيام عاشوراء.
ومن الناحية الاجتماعية التقى الجميع في مآتم الحسين -عليه السلام- على مدى عشرة أيام وتواصوا باللقاء على الخير والمحبة.
تلك الأيام شَعَر الكلُّ فيها بالقرب من الله وابتعد الجميع عن مجالس اللهو وكل ما يغضب الله .
ومنا من نقَّى نفسَه من الصفات غير الحسنة واستبدلها بها الفضائل والتقى.
وهناك من حَرَصَ على دفع الصدقات وهناك من استشعر حالة المرضى فاطمئن على صحتهم.
وهناك من اعتذر ممن أساء اليه.
وهناك من ردَّ ما استولى عليه بغير حق.
وهناك من قدَّر جاره وحافظ على حقوقه وكرامته.
وهناك من أخلَص في عمله وابتعد عن الغش والخداع.
وهناك من حَفظ لسانَه عن اللغو والسب والشتم.
وهناك من وَصَلَ رَحِمَه وبرَّ والديه دون ضجر ولا ملل.
كل هذه الخصال والفضائل وغيرها كانت محور أحاديث الخطباء ليبثوا الوعي وينيروا طريق الهداية في أوساطنا.
فما حضر المستمعون إلا معزِّين ومتعطشين لكل فكرة تنير دروبهم وتصلح نفوسهم وتعطيهم ثقافة حية تنفعهم في دنياهم وآخرتهم, وسنبقى مدينين لهم على هذه الجهود الجبارة التي بذلوها من أجلنا وتحملوا في ذلك السهر والتعب فشكرًا لهم ولكل من أدار مجلسًا واستقبل فيه المعزين والمواسين ولا ننسى الشبكات الثقافية والإعلانية ودورها في الإعلام والنقل أولًا بأول.
والشكر أيضًا لكل اللجان التي نظمت وبثت المجالس عبر قنواتها.
ولا ننسى أن نقدم الشكر الجزيل لمسؤولي الأمن في المنطقة على ما بذلوه من تنظيم وحماية للمجالس حتى آخر الليل.
وبعد عاشوراء تنتهي المجالسُ وينقطع حبلُ الوصل بين الجماهير ودُور العبادة ومجالس العلماء فهل ابتعادنا عن مجالس الوعظ والإرشاد يبعدنا عما اقتبسناه منها من فضائل وهدى؟
المساجد لا تقفل
والصلاة لا تتعطل
ومجالس العلماء لا تتوقف
لكن انقطاعَنا وابتعادَنا عن هذه الأماكن الروحانية قد ينسف كل ما اكتسبناه ويعيدنا إلى ما كنا عليه قبل أيام عاشوراء.
وقد يعودُ بعضُنا للعب واللهو, وقد نسهر الليالي للسمر حتى الفجر، وقد نتهاون في صلاتنا ونهجر القرآن والدعاء وننشغل بحياتنا الشخصية ومتطلباتنا الدنيوية.
العاقل لا ينقاد بكل عواطفه وجوارحه نحو الدنيا فإنها خداعة غرور (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
التوازن في كل شيء مطلوب فلا إفراط ولا تفريط وكثير من آيات القرآن الكريم تحث على الوسط، قال تعالى:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) وقال: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وقال: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)
وقال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾.
لنحافظ على ما اكتسبناه في تلك الأيام الحسينية فما اسشهد إمامنا -عليه السلام- إلا ليثبت هذا الدين كما نقل عن حال لسانه -عليه السلام-: (إن كان دين محمّد لم يستقم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني)
وانطبعت في أذهاننا العبارة الشهيرة
(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)
لكي لا ننسى أهدافَها ونفرِّغَها من محتواها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبِّتنا وإياكم على طريق الهدى واتباع الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم لا تسلبني صالح ما أنعمت به عليّ أبدًا ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدًا) وعظم الله أجوركم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
عِشنا جميعًا أيام العزاء لأبي عبد الله الإمام الحسين -عليه السلام- وشَهِدت تلك الأيامُ زَخمًا هائلًا من الفعاليات الدينية على مستوى الرجال والنساء شبابًا وأطفالًا وكلٌّ انتَهَلَ وادَّخر من تلك الفعاليات الكثير مما يحيي القلوب ويصلح النفوس.
تلك الأيام عَمُرَت مساجدُنا بالمصلين وازدحمت بيوت الله بالذاكرين والمعزين وكانت فرصة للتزود الروحي والاجتماعي والثقافي.
فالمصلون أدَّوا صلاة الجماعة صفًا صفًا شِيبًا وشُبانًا وهذا التواجد بالمساجد حالة نادرة لا نراها إلا في شهر رمضان المبارك وأيام عاشوراء.
ومن الناحية الاجتماعية التقى الجميع في مآتم الحسين -عليه السلام- على مدى عشرة أيام وتواصوا باللقاء على الخير والمحبة.
تلك الأيام شَعَر الكلُّ فيها بالقرب من الله وابتعد الجميع عن مجالس اللهو وكل ما يغضب الله .
ومنا من نقَّى نفسَه من الصفات غير الحسنة واستبدلها بها الفضائل والتقى.
وهناك من حَرَصَ على دفع الصدقات وهناك من استشعر حالة المرضى فاطمئن على صحتهم.
وهناك من اعتذر ممن أساء اليه.
وهناك من ردَّ ما استولى عليه بغير حق.
وهناك من قدَّر جاره وحافظ على حقوقه وكرامته.
وهناك من أخلَص في عمله وابتعد عن الغش والخداع.
وهناك من حَفظ لسانَه عن اللغو والسب والشتم.
وهناك من وَصَلَ رَحِمَه وبرَّ والديه دون ضجر ولا ملل.
كل هذه الخصال والفضائل وغيرها كانت محور أحاديث الخطباء ليبثوا الوعي وينيروا طريق الهداية في أوساطنا.
فما حضر المستمعون إلا معزِّين ومتعطشين لكل فكرة تنير دروبهم وتصلح نفوسهم وتعطيهم ثقافة حية تنفعهم في دنياهم وآخرتهم, وسنبقى مدينين لهم على هذه الجهود الجبارة التي بذلوها من أجلنا وتحملوا في ذلك السهر والتعب فشكرًا لهم ولكل من أدار مجلسًا واستقبل فيه المعزين والمواسين ولا ننسى الشبكات الثقافية والإعلانية ودورها في الإعلام والنقل أولًا بأول.
والشكر أيضًا لكل اللجان التي نظمت وبثت المجالس عبر قنواتها.
ولا ننسى أن نقدم الشكر الجزيل لمسؤولي الأمن في المنطقة على ما بذلوه من تنظيم وحماية للمجالس حتى آخر الليل.
وبعد عاشوراء تنتهي المجالسُ وينقطع حبلُ الوصل بين الجماهير ودُور العبادة ومجالس العلماء فهل ابتعادنا عن مجالس الوعظ والإرشاد يبعدنا عما اقتبسناه منها من فضائل وهدى؟
المساجد لا تقفل
والصلاة لا تتعطل
ومجالس العلماء لا تتوقف
لكن انقطاعَنا وابتعادَنا عن هذه الأماكن الروحانية قد ينسف كل ما اكتسبناه ويعيدنا إلى ما كنا عليه قبل أيام عاشوراء.
وقد يعودُ بعضُنا للعب واللهو, وقد نسهر الليالي للسمر حتى الفجر، وقد نتهاون في صلاتنا ونهجر القرآن والدعاء وننشغل بحياتنا الشخصية ومتطلباتنا الدنيوية.
العاقل لا ينقاد بكل عواطفه وجوارحه نحو الدنيا فإنها خداعة غرور (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
التوازن في كل شيء مطلوب فلا إفراط ولا تفريط وكثير من آيات القرآن الكريم تحث على الوسط، قال تعالى:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) وقال: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وقال: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)
وقال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾.
لنحافظ على ما اكتسبناه في تلك الأيام الحسينية فما اسشهد إمامنا -عليه السلام- إلا ليثبت هذا الدين كما نقل عن حال لسانه -عليه السلام-: (إن كان دين محمّد لم يستقم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني)
وانطبعت في أذهاننا العبارة الشهيرة
(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)
لكي لا ننسى أهدافَها ونفرِّغَها من محتواها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبِّتنا وإياكم على طريق الهدى واتباع الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم لا تسلبني صالح ما أنعمت به عليّ أبدًا ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدًا) وعظم الله أجوركم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.