
تَرَنَّمَتْ تُنْشِدُ الأَشْعَارَ بِالْغُنُجِ
وَالشِّعْرُ يَفْضَحُ سِرَّ الْعِشْقِ فِي الْمُهَجِ
تَفَاخَرَ الشِّعْرُ مَزْهُوًّا عَلَى شَفَةٍ
تَنْسَابُ أَصْدَاؤُهُ فِي الْأُفْقِ كَالْأَرَجِ
أَدْنُو أُرَاقِبُ ثَغْرًا كُلَّمَا صَدَحَتْ
فَالشِّعْرُ بَيْنَ شِفَاهِ الْغِيدِ كَالْوَهَجِ
لِصِحَّةٍ الشِّعْرِ أَوْزَانٌ وَقَافِيَةٌ
وَجَوْدَةٌ اللَحْنٍ بِالْأَوْتَارِ وَالْهَزَجِ
إِنْ غَرَّدَتْ بِجَمِيلٍ الشّعْرِ فَاتِنَةٌ
وفاض لَحْنُ الصَّبَا مِنْ مَبْسَمٍ فَلَجِ
وَالنَّفْسُ مِنْ نَغَمَاتِ اللَّحْنِ فِي خَدَرٍ
كَأَنَّهَا هَوَّمَتْ فِي الأُفْقِ لَمْ تَلِجِ
وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ لَمْ نَدْرِ كَيْفَ مَضَى
لَيْلٌ تَلَاشَى وَلَاحَ الْفَجْرُ بِالْبَلَجِ
لِلَّهِ مَا أَسْرَعَ الأَوْقَاتِ إِنْ حَظِيَتْ
بِالْوَصْلِ نَفْسٌ بِلا خَوْفٍ وَلَا حَرَجِ
طَبْعُ الزَّمَانِ شَحِيحٌ فِي مَبَاهِجِهِ
يُعْطِي وَيَأْخُذُ كَالْمَنَّانِ وَالسَّمِجِ
لِلَّهِ مِنْ مَعْشَرٍ آنَسْتُ صُحْبَتَهُمْ
فِي لَيْلَةٍ نُوِّرَتْ بِالشَّمْعِ وَالسُّرُجِ
غَنَّتْ مَقَامَ الصَّبَا وَاللَّحْنُ لَحْنُ أَسًى
حَتَّى تَعَالَى صَدَى الأَصْحَابِ كَاللُّجَجِ
يُحَرِّكُ اللَّحْنُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ وَلَهٍ
وَيَذْرِفُ الدَّمْعَ قَلْبُ الْعَاشِقِ اللَّهِجِ
قَدْ تَعْصِرُ الدَّمْعَ فِي الأَجْفَانِ قَافِيَةٌ
فَالشِّعْرُ وَالْعِشْقُ مَقْرُونَانِ بِالنَّسَجِ
يَا صَاحِ، إِنْ عَاهَدْتَ يَوْمًا وَإِنْ وَعَدَتْ
تَعَذَّرَتْ وَتَشَظَّى الْوَقْتُ بِالْحُجَجِ
تَسْتَلُّ مِنْ مُهْجَتِي الأَحْزَانَ طَلْعَتُهَا
كَمَا السَّجِينُ أَتَاهُ الْبُشْرُ بِالْفَرَجِ
مَتَى اللِّقَاءُ، وَهَلْ لِلْهَجْرِ خَاتِمَةٌ؟
قَدْ نَرْتَضِي الْكِذْبَ مَمْزُوجًا مَعَ الْغُنُجِ