15 , مايو 2025

القطيف اليوم

غنَّتْ مَقَامَ الصَّبَا وَاللَّحْنُ لَحْنُ أَسًى

تَرَنَّمَتْ تُنْشِدُ الأَشْعَارَ بِالْغُنُجِ
وَالشِّعْرُ يَفْضَحُ سِرَّ الْعِشْقِ فِي الْمُهَجِ

تَفَاخَرَ الشِّعْرُ مَزْهُوًّا عَلَى شَفَةٍ
تَنْسَابُ أَصْدَاؤُهُ فِي الْأُفْقِ كَالْأَرَجِ

أَدْنُو أُرَاقِبُ ثَغْرًا كُلَّمَا صَدَحَتْ
فَالشِّعْرُ بَيْنَ شِفَاهِ الْغِيدِ كَالْوَهَجِ

لِصِحَّةٍ الشِّعْرِ أَوْزَانٌ وَقَافِيَةٌ
وَجَوْدَةٌ اللَحْنٍ بِالْأَوْتَارِ وَالْهَزَجِ

إِنْ غَرَّدَتْ بِجَمِيلٍ الشّعْرِ فَاتِنَةٌ
وفاض  لَحْنُ الصَّبَا مِنْ مَبْسَمٍ فَلَجِ

وَالنَّفْسُ مِنْ نَغَمَاتِ اللَّحْنِ فِي خَدَرٍ
كَأَنَّهَا هَوَّمَتْ فِي الأُفْقِ لَمْ تَلِجِ

وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ لَمْ نَدْرِ كَيْفَ مَضَى
لَيْلٌ تَلَاشَى وَلَاحَ الْفَجْرُ بِالْبَلَجِ

لِلَّهِ مَا أَسْرَعَ الأَوْقَاتِ إِنْ حَظِيَتْ
بِالْوَصْلِ نَفْسٌ بِلا خَوْفٍ وَلَا حَرَجِ

طَبْعُ الزَّمَانِ شَحِيحٌ فِي مَبَاهِجِهِ
يُعْطِي وَيَأْخُذُ كَالْمَنَّانِ وَالسَّمِجِ

لِلَّهِ مِنْ مَعْشَرٍ آنَسْتُ صُحْبَتَهُمْ
فِي لَيْلَةٍ نُوِّرَتْ بِالشَّمْعِ وَالسُّرُجِ

غَنَّتْ مَقَامَ الصَّبَا وَاللَّحْنُ لَحْنُ أَسًى
حَتَّى تَعَالَى صَدَى الأَصْحَابِ كَاللُّجَجِ

يُحَرِّكُ اللَّحْنُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ وَلَهٍ
وَيَذْرِفُ الدَّمْعَ قَلْبُ الْعَاشِقِ اللَّهِجِ

قَدْ تَعْصِرُ الدَّمْعَ فِي الأَجْفَانِ قَافِيَةٌ
فَالشِّعْرُ وَالْعِشْقُ مَقْرُونَانِ بِالنَّسَجِ

يَا صَاحِ، إِنْ عَاهَدْتَ يَوْمًا وَإِنْ وَعَدَتْ
تَعَذَّرَتْ وَتَشَظَّى الْوَقْتُ بِالْحُجَجِ

تَسْتَلُّ مِنْ مُهْجَتِي الأَحْزَانَ طَلْعَتُهَا
كَمَا السَّجِينُ أَتَاهُ الْبُشْرُ بِالْفَرَجِ

مَتَى اللِّقَاءُ، وَهَلْ لِلْهَجْرِ خَاتِمَةٌ؟
قَدْ نَرْتَضِي الْكِذْبَ مَمْزُوجًا مَعَ الْغُنُجِ


error: المحتوي محمي