22 , يوليو 2025

القطيف اليوم

هل نحنُ هكذا؟ - 7 -

متلازمة الشكل والمضمون.

بعدما علمنا معنى مصطلح متلازمة يمكننا أن ننطلق بها في محاور متعددة، فبعد محور الزمان والمكان نتحول لمحور الشكل والمضمون، نطرح عدة أسئلة. 

1 - ما علاقة الشكل بالمضمون؟ 
2 - ما هي تلازم الشكل الظاهري لنا ومضمونه؟ 
3 - هل يكون حكمنا على المضمون بما يعجبنا من الشكل أم لا؟ 
4 - هل نحن ممن يقدر الشكل في موقعه المناسب؟ 

والآن لنجيب عن الأسئلة ونرى.

1 - ما علاقة الشكل بالمضمون؟ 
للشكل علاقة بالمضمون علاقة ذات بعدين بعد حقيقي وبعد ظاهري، فظاهر الأشياء قد يعكس مضمونها بالكامل أو جزئيًا وهنا يكون الشكل يمثل حقيقة الجوهر وقد يكون معاكسًا لها تمامًا وهنا الشكل هو ظاهر والجوهر مختلف عنه. 

2 - ما هي تلازم الشكل الظاهري لنا ومضمونه؟ 
من إجابة السؤال الأول نجد أن تلازم الشكل والمضمون بحسب حقيقة أو ظاهر فقط، فبعض الأزهار جميلة ولكنها تحمل روائح كريهة فيها وبعضها جميلة وهي مصيدة للحشرات والعكس بعضها قبيح ولكنها تحمل أدوية كثيرة ومفيدة. 

3 - هل يكون حكمنا على المضمون بما يعجبنا من الشكل أم لا؟ 
الكثير منا يأخذه الشكل في الحكم على الجوهر دون التفحص والتأكد من الحقيقة، فكم من لابسٍ لزيٍ يمثلُ مهنة أو فكر أو اتجاه وليس فيه ذرةٌ من ذلك مما أوقع الآخرين في شراك نصبه واحتياله. وعليه فإن الحكم على الشكل فقط وفقط من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الإنسان. 

4 - هل نحن ممن يقدر الشكل في موقعه المناسب؟ 
لكل مناسبة صبغة ولكل مهنةٍ زي، فمن يريد الذهاب للصلاة عليه أن يتزين (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، فليس من احترام بيت الله دخوله بالشورت الخاص بالتسكع في الحدائق وليس مناسبًا أن نضع الأنوار في مناسبات الحزن أو أن نلبس الأسود في الأفراح، فالذوق الرفيع يتقبل المناسب من الشكل بالمناسب من الحدث.

فهل نحنُ هكذا؟ 


error: المحتوي محمي