قبل نحو شهرين، شنت المملكة حربًا لا هوادة فيها ضد آفة المخدرات، عبر ملاحقات أمنية، وحملات توعوية بالتزامن مع الرعاية الصحية والاجتماعية، مستهدفة إشراك عناصر المجتمع كافة في الحرب على جميع أنواع الإدمان وتعاطي المواد المخدرة، كما نقلت وسائل الإعلام.
وجميعنا كان ولا يزال يتابع النجاحات الكبيرة التي حققتها هذه الحملة على الصعد كافة، وكيف تضمنت جوانب أخرى منها “بلغ عنهم” و”بالمرصاد” التي تستهدف جميع الأطراف سواء أكانوا متعاطين أو مروّجين أو مهربين، ووضعت رقمًا موحدًا للإبلاغ عنهم، وامتدت الحملة كذلك لمن يرتادون تلك الأماكن ولا يقومون بالإبلاغ، وتهدف هذه الخطوة إلى إشراك جميع المواطنين والمقيمين في الحرب ضد المخدرات.
وهنا لنا وقفة تربوية مهمة أمام بيان النيابة العامة الذي أصدرته قبل أسابيع وجاء فيه: “يعاقب بالسجن كل من يتردد على مكان معد لتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بما يجري في ذلك المكان وإن لم يثبت تعاطيه”.
وكذلك وقفة أمام الرسالة التي صدرت عن “نبراس” وأكدت أن المراهقين الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم أقل عُرضة لاستخدامها بنسبة 50% من الذين لا يعون مخاطر المخدرات المؤدية إلى الوفاة.
هذه الوقفة تضعنا أمام تساؤل كبير، أين نحن كآباء وإخوة وأخوات، وكتاب ومصلحين ورجال دين وفعاليات اجتماعية وأهلية من هذا كله؟ فإذا لم يحركنا الوازع الديني والأخلاقي والوطني والاجتماعي لنقوم بدورنا في محاربة هذه الآفة عبر مواقف جادة نحمي فيها، فما الذي سيحركنا؟، وخير ختام هو قول المولى -عز وجل- في محكم كتابه الكريم: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}. صدق الله العلي العظيم.