أمرُّ على تلك الديارِ أسلمُ
و إن غفلت عين الرقيبِ أتمتمُ
وأكتم عبراتٍ واضمرُ زفرة
وأخفي *حنينًا* في الفؤاد يُحمحمُ
أقلّبُ طرفي في ربوعِ أحبةٍ
فليس سوى طيفٍ يضيءُ ويُظلمُ
فيا دارُ كم ناحت على البعدِ مهجةٌ
وحنَّ إلى وصلِ الحبيبِ متيمُ
وكم بثت الأشواق في جنباتها
ترددُ لحنَ العشقِ شعراً يرنمُ
تفرق منا الشملُ من بعد إلفةٍ
وفرّت طيور الحيّ و الجو معتمُ
و ما ودعتني يوم فارقت حيّهم
و ما لوّحت *بالكفِّ* نحوي تُسلمُ
أشاحت بوجهٍ ثم صدت بنظرةٍ
كأني عدو في هواها ومجرمُ
تشتتت الأهواءُ بيني و بينها
و كانت جسور الوصلِ تُبنى و تُهدمُ
وأعذرُ إن صدت *فللصبح* أعينٌ
وليل كما الواشي لسان يُسممُ
و كم وعدت بالوصول يوما فاخلفت
ويفتنها شعري *فتصبُو* وتحجمُ
مضيت و في قلبي احتراقٌ و لوعةٌ
و من فارق الأحباب حتما سيندمُ
وكم صغت أشعار الهوى متجاهرا
أبوحُ بمن أهوى و لا أتكتمُ
تجرعني عشقا بغنج دلالها
و تزعم أن العشق بالهجر يُطعمُ
تعودُ فيغدو الشعرُ أنغام عاشق
و إن أعرضت عنا نشيبُ ونهرمٌ
سلام على تلك الديار و إن جفت
فذكرى ليالي الأمس أنس و مغنمُ