مهاتفة
شعر الإخوانيات.. من الأغراض الشفيفة.. التي تحرض القريحة وتستطري البوح بمفاكهات شعرية رائقة.. أو معاتبات لذيذة..
ومنها ما وجدته في هذه الورقة التي أرجعتني ل 14سنة ماضية.. تقول الحكاية:
الأخ الشاعر الأستاذ حسن الشيخ عبد الكريم الفرج يقوم بالاتصال المتكرر على الأخ علي مكي الشيخ،
ويستمر الاتصال لمدة ثلاثة أيام تقريبا، ولكن دون إجابة، مما حدا بالشاعر حسن الفرج أن يقوم بإرسال أربعة أبيات شعرية عن طريق جوال الشاعر حبيب آل يوسف
معاتبا ليقوم بإيصالها ل علي الشيخ. وهي
لقد هاتفتكم يا صاحِ دوما
ولكن ما سمعت لكم جوابا
أتنسانا وقد عشنا سويّا
وقصصا الدجاجةَ والكبابا
فهل جوالكم قد كشّ رقمي
وسدّ بوجهه للبيتِ بابا
عتبتُ وهاك عتبيَ من حبيبٍ
نسى وصلي وشَعْري منه شابا
فردّ عليه الأخ حبيب آل يوسف:
لقد أبدعتَ في عتبٍ بشعرٍ
لَعمري هكذا يحلو عتابا
فعتْبُك نابعّ من قلب حبٍّ
لمحبوبٍ وينتظرُ الجوابا
ولي ظنٌ على جوال من قد
هتفت به ووجهت الخطابا
فإما وضعه صمتا وإلا
بلا ريبٍ فإنّ به خرابا
وبعد أن سمع علي مكي الشيخ هذا العتاب ردّ بهذه المقطوعة الشعرية بعنوان” مهاتفة”
سؤالك يا أعز الناس عني
له قلبي بشوق الحبّ ذابا
لعينيك اللتين لها ألبّي
فتحتُ نوافذي شوقا وبابا
وما أنا من يهون عليه خِلٌّ
يقاسمني الدجاجة والكبابا
فيا ما كان يسهرنا التصابي
وما أحلى الفؤاد إذا تصابى
ويا ما كان تجمعنا صحونٌ
مِنَ الكبسات جنّنتِ الصحابا
فكم ربى الدجاج لهم كروشا
وكم سلب الشواء لهم لبابا
وحتى الشعر لم يسلم فكانوا
يغذون القصيدة ما أطابا
صديقي لا عدمتُ لكم وصالا
يُسيلُ لكأسِ قهوتنا اللعابا
أدر يا صاحِ شعرك للندامى
ودُقّ “كمجةً واعزف” ربابا”
فمن قلبي إلى قلبي سلامٌ
عساه عن سؤالك قد أجابا
وختم مقطوعه بهذه الأبوذية..
يبوهيثم إلك بالروح. شعله
تگول الشعر الدلال. شعله
اوشعر بالمحبة الكون. شع له
أعد أحسنت اوهم تسلم إليه