حين تعشق شاعرًا..
وقعت أمام عيني.. قصاصة وضعتها بين الكتب..
وهي للشاعر العراقي يحيى السماوي..
وقبل أن أتحدث عن سيرته.. الرائدة..
سأنثر الأبيات هنا.. لنتشارك متعة الجمال المرهف
قد تشردتُ لألقاكِ
جئتك اليومَ فلا تعتذري
لبساتيني ببعضِ المطرِ
وكما ينشرني الشوقُ على
شرفةِ الليلِ ندى فانتشري
وأغيثيني من الصمت الذي
أثقل اللحن بثغرِ الوترِ
تعبَ البدرُ من السهدِ وقد
أغمضَ الجفنَ قُبيلَ السحرِ
وأنا أوقظُ أحداقي عسى
تزدهي منك ببعضِ الصورِ
قدرًا كان هوانا.. حلوتي
آه.. ما أجمله منْ قدرِ!!
نحن في خلدِ الهوى أغنيةٌ
وشراعٌ في ضميرِ السفرِ
قد تشردتُ لألقاكِ على
شرفةِ القلبِ مرايا قمرِ
بشرٌ.. نحن وهل كان الهوى
يصطفي غيرَ قلوبِ البشرِ؟
مجلة أقرأ.. 25/5/1416
يعود تاريخها لأكثر من ثمانية وعشرين سنة.. ومازالت تختبئ بين طيات مكتبتي الصغيرة.. تبحث عن دفء قارئها.. لترسم له لوحة خيالٍ مفعمة بالخيال..
أما قصتي مع الشاعر..
يحيى السماوي
هذا الاسم.. من الشخوص والقامات الشعرية التي أغرمت بتجاربهم فصرت أقتنص كل ما ينشر.. وأترقب كل شاردة وورادة عن شعره المراوغِ.. و المستفز.. و اللذيذ وقتئذ..
وكنت وبعض الأصدقاء.. نربي ذائقتنا ونملؤها.. بنصوص شعرية فارعة.. ونحاول حفظها.. ونقص من الجريدة أو المجلة ما يمكننا قصه..
أتذكر قديما.. كنا نطير فرحا إذا صعدنا الطائرة لأي رحلة سفر.. وجاؤوا لنا بمجلة “أهلا وسهلا”
فكم تغمرنا السعادة.. ونحن نقع او نكتشف نصوصا شعرية وأدبية في المجلة.. فنحرض على اقتنائها أيضا
ولدي بعضها مازال. شاهدا على متعة” المطاردة النصية”
في زمن نفتقد الكثير من روافد الأدب والثقافة
أعود للشاعر يحيى السماوي
رغم انتشار سيرته على شبكة التواصل.. ولكني أضع رؤوس أقلام عنه هنا
علّي أوفى له بعض هذا الحب.. والتعالق الشعري
-الشاعر من مواليد1949م
-من مدينة السماوى العراقية
-أصدر أكثر من 16ديوانا
-ترجمت بعض نصوصه.. للإسبانية والفرنسية والألمانية والفارسية
-كتب عنه الكثير من النقاد والدارسين.. منهم
د. على جواد الطاهر.. غازي القصيبي.. فاروق شوشة.. عبد العزيز المقالح.. عبد الملك مرتاض
.. – حصل على عدة جوائز عربية وعالمية
وهو عضو في..
اتحاد الأدباءالعراق.. والعرب..
ومازال يعيش في إستراليا..
وأختم هذه الورقة برباعية شعرية للسماوي اقتنصتها في نفس السنة من جريدة الجزيرة السعودية.. ومازلتُ أحفظها..
أنا ما فضحت هوايَ من نزقِ
إنّ الذي فضحَ الهوى قلقي
أنتُ التي سكبتْ لظى شغفٍ
فوقَ الجفونِ فأيقظتْ أرقي
ولفرطِ ما حدّقتُ أزمنةً
في مقلتيكِ.. وثغركِ العبقِ
قد أبصروكِ على فمي نغمًا
ورؤاكِ يا حسناءُ في حدقي