لفت انتباهي وأعجبني خبرٌ نشرته «القطيف اليوم» تحت عنوان «من صفوى.. آل سيف يدعو الجمعيات الخيرية لـ تبني مشروع الـ5000 ريال.. ويناشد الأسر: لا تستفزوا المتبرعين» [هنا]، لخصت فيه المحررة وجيهة الناصر ما دار في اللقاء الذي قدمه المدرب الدولي والمحلل الاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف تحت عنوان “5000 ريال تبني أملًا”، ضمن سلسلة برنامجه الأسبوعي “دردشة اقتصادية” على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”.
وقد أرسلته لمجموعة من الأصدقاء، وتفاعل أحدهم مع الرسالة، فدار بيني وبينه حوارٌ حول مدى تفاعل الناس مع هذه الفكرة.
كان رد صديقي: “معظم الناس لا يدفعون الاشتراك السنوي لعضوية الجمعيات عندنا”، وتساءل: “كيف سيدفعون 5000 ريال؟” ، ثم أضاف: “قد تكون صعبة”.
كتبت له: “هناك الكثير ممن يدفع، لكن الجمعيات تحتاج إلى كسب ثقتهم بالانضباط والشفافية، وتحفيزهم بين فترة وأخرى بإشراكهم في صنع القرار؛ وللأسف، فإن معظم الجمعيات في القطيف يفتقرون لذلك، فهناك من هو قابض على منافس الجمعيات، ويتصرف فيها بمزاجية، يأمر وينهى، حتى مع زملائه في لجان العمل بل في الإدارة أيضًا.
وهذا الأسلوب ما عاد ينفع في إدارة الجمعيات، فقد تطورت الإجراءات والأساليب الإدارية، كما تغيرت أمزجة الناس، وأصبح استقطابهم للمساهمة في دعم ورفد برامج الجمعيات يمثل تحديًا إداريًا ونفسيًا ومعنويًا.
لذا فمن الضروري الانفتاح على الناس وإعلامهم بما يجري في أروقة الجمعيات ودهاليزها، ومن هنا يأتي دور الإعلام كمنصة للتعرف على ما يدور هناك، وكرافعة لدعم ثقة المجتمع بالجمعيات وجدوى برامجها.
ومن واقع تجربتي، أنا أجزم بذلك، لكن “الثقة والثقة والثقة” هي المحرك الأساس، إضافة إلى الترويج للبرامج والأفكار”.
رد صديقي: “اقترحنا على بعض أعضاء إدارات الجمعيات السابقين والحاليين أن يقوم بعض أعضاء مجلس الإدارة وممثلي الجمعية بزيارة الديوانيات في بلدتنا ليبيّنوا للناس ما تقوم به الجمعية من جهود مميزة؛ وهذا الجانب سيعمّق الترابط بين الجمعية والأهالي بل سيشجع البعض ربما للانضمام للجمعية والبعض الآخر لدفع الاشتراك السنوي”.
وكان ردي: “أتفق معك؛ وللقيام بذلك تحتاج الجمعية إلى لجنة علاقات فاعلة، وهذا لعمري مشكلة مزمنة في معظم الجمعيات، كما نحتاج كمجتمع إلى ممارسة بعض اللياقات التي تعين إدارة الجمعية ولجانها في تحقيق هذه الفكرة، تصوروا أن يذهب محمد أو علي إلى ديوانية حسن بدون دعوة، فلا يجد الاستقبال المناسب ولا الظروف التي تعينه على التحدث عن الجمعية وبرامجها، أو عدد الحضور المغري لفعل ذلك. سيكون ذلك محبطًا لممثل أو ممثلي الجمعية، أليس كذلك؟”.
واسترسلت: “وتخيلوا – وإن كان مستبعدًا – أن يزور ممثل الجمعية ديوانية حسن ليتحدث عن الجمعية، فيُسأَل من طلب منك؟ أو يكون عرضة للاستهجان، وإن كان مستبعدًا أيضًا، فماذا ستكون النتيجة؟”.
لذا، أرى أن الأمر يحتاج إلى معالجة من الطرفين: إدارة الجمعية (ولجنة العلاقات بالخصوص)، والديوانيات.
وأطرح ثلاثة اقتراحات للتأمل والنقاش:
1- في الإمكان أن ترتب لجنة العلاقات زيارات للديوانيات، أو تقوم الديوانيات بتخصيص ليلة أو ليالي يتم فيها دعوة إدارة الجمعية وممثليها للحضور والتحدث إلى مرتادي الديوانيات (ملتقى الثلاثاء للأستاذ جعفر الشايب هو خير مثال).
2- تقوم الجمعية بترتيب لقاءات دورية في مقرها، تدعو لها مرتادي الديوانيات، وتطلعهم على نشاطاتها ومنجزاتها والتحديات التي تواجهها.
3- تبادر الديوانيات إلى ترتيب زيارات دورية إلى مقر الجمعية، للاطلاع على ما يدور فيها، وهذه الفكرة – برأيي – أفضل معنويًا، لأنها تعزز مكانة الجمعيات ومجالس إدارتها، في المجتمع.
وقد تم طرح فكرة سفير العائلة لدى جمعية مضر الخيرية بالقديح من قبل أخينا جعفر مرزوق قبل أكثر من سنتين، ولكنها لم تلق الاهتمام الذي تستحق من إدارة الجمعية آنذاك، ومن العوائل أيضًا.
وبودي أن تنال الرعاية من قبل الواعين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، فلنبادر جميعًا لتفعيلها على مستوى العائلة، وتعميمها إلى بقية العوائل، بل ويمكن التوسع في الفكرة، لتصل إلى الديوانيات فتختار كل ديوانية سفيرًا لها في الجمعية، وأزعم أن تنفيذ الفكرة يحتاج إلى جهد كبير، لكن ثمارها عظيمة جدًا.