ورد في دعاء مولاتنا الزهراء (ع): ولا تجعل القرآن بنا ماحلا (الصحيفة الفاطمية ص 150).
هل تعد تلاوتك لآيات القرآن المجيد مجلس درس وتعليم وتربية، تتلقّى من خلاله المعارف والتوجيهات المغذّية لجوانب شخصيتك وفكرك؟ أم أنها تلاوة تقتصر على جانب طلب الثواب والامتثال لما ورد في الروايات الشريفة الداعية لذلك؟
التلاوة الحقيقية لكتاب الله تعالى دورة تربوية يتآزر فيها الفكر الواعي والنفس المقبلة -بشغف- على تلك العظات والعبر، والتي تكسب المرء الوعي والاستقامة عندما يشد همته وإرادته في طريق الكمال الإنساني.
ولنأت إلى هذا التأكيد على أهم آداب تلاوة القرآن الكريم التي توجّه له الزهراء (ع) بالتعامل المعرفي والواعي مع معين المضامين القرآنية، محذرة من حالة الجذب والتصحّر عند بعض التالين لكتاب الله تعالى، وذلك أن عقولًا تنصرف عن معارفه وتشغلها ملذات الدنيا عن الانبساط والانفتاح لتوجيهاته، فتشبّه (ع) تلك النفوس المنصرفة عن معانيه بالأرض المتصحرة التي لا تجد فيها أثرًا للخصوبة والإنبات، فالماحل هي المجذبة، ففي استعارة جميلة تشبه مولاتنا الزهراء (ع) النفوس التي لا تستفيد من معين المعاني والمفاهيم والتوجيهات القرآنية بالأرض التي لا خصوبة ولا نبات فيها، وهذا يهيئ العقول لاستقبال هذا التوجيه الفاطمي في كيفية العلاقة مع كتاب الله تعالى والتلاوة الحقيقية والمطلوبة والمثمرة، وأما مجرد لقلقة اللسان والتفوّه اللفظي -بغض النظر عن الثواب فيه- مع غياب الفكر الواعي والإرادة القوية لتنفيذ وامتثال إرشاداته، فسيحوّل تلك التلاوة إلى قراءة لا تعود على بصيرته ورشده وتكامله بشيء.
استحضار العقل والقلب أثناء التلاوة وتفريغهما من مشاغل الدنيا وزحماتها يهيئ النفس لتلقي المعارف القرآنية، فإن مأدبة القرآن الكريم خير معلم وموجه في ميادين الحياة والمعين في طريق التكامل والرقي التربوي والإنساني، فما أجمل تلك الأوقات التي يعرض فيها المرء عقله وما يمتلكه من طريقة تفكير على كتاب الله عز وجل، فيستقيم على هدى الأنبياء والأولياء (ع)، وما ورد من صفاتهم ومواقفهم التي استعرضتها الآيات القرآنية، ويستخلص منها الدروس والعِبر ويرسم معالم حياته وفق تلك التوجيهات، الداعية إلى الحفاظ على كرامة الإنسان من التلبّس بالأفكار السقيمة التي لا تستند على برهان يؤيدها، وتنزهه عن الانغماس في وحل الشهوات المتفلتة كحب المال والدنيا الذي يعميه عن مستقره الأخروي والاستعداد له.
الآيات القرآنية حينما ننفتح على توجيهاتها في صياغة الشخصية الراقية، نجدها تدعو إلى التحلي بالتقوى والخوف من الله تعالى، بما يشكل حالة ردع وممانعة عند النفس أمام تزيين الخطايا والآثام، حيث يستحضر المرء رقابة الله تعالى له في كل أحواله ومحاسبته على ذلك في يوم القيامة، فاليقظة الروحية تدعمها وتؤكد عليها الآيات الكريمة بما تستعرضه من جانب الترغيب بنعيم الجنة والترهيب بما سيواجهه المسيء من عقاب، وهكذا يتمسّك بأهم مبادئ القوة والاقتدار في الحياة وهو تحمّل المسؤولية وضبط الأفعال والتصرفات وفق النظر في عواقبه ونتائجه.
هل تعد تلاوتك لآيات القرآن المجيد مجلس درس وتعليم وتربية، تتلقّى من خلاله المعارف والتوجيهات المغذّية لجوانب شخصيتك وفكرك؟ أم أنها تلاوة تقتصر على جانب طلب الثواب والامتثال لما ورد في الروايات الشريفة الداعية لذلك؟
التلاوة الحقيقية لكتاب الله تعالى دورة تربوية يتآزر فيها الفكر الواعي والنفس المقبلة -بشغف- على تلك العظات والعبر، والتي تكسب المرء الوعي والاستقامة عندما يشد همته وإرادته في طريق الكمال الإنساني.
ولنأت إلى هذا التأكيد على أهم آداب تلاوة القرآن الكريم التي توجّه له الزهراء (ع) بالتعامل المعرفي والواعي مع معين المضامين القرآنية، محذرة من حالة الجذب والتصحّر عند بعض التالين لكتاب الله تعالى، وذلك أن عقولًا تنصرف عن معارفه وتشغلها ملذات الدنيا عن الانبساط والانفتاح لتوجيهاته، فتشبّه (ع) تلك النفوس المنصرفة عن معانيه بالأرض المتصحرة التي لا تجد فيها أثرًا للخصوبة والإنبات، فالماحل هي المجذبة، ففي استعارة جميلة تشبه مولاتنا الزهراء (ع) النفوس التي لا تستفيد من معين المعاني والمفاهيم والتوجيهات القرآنية بالأرض التي لا خصوبة ولا نبات فيها، وهذا يهيئ العقول لاستقبال هذا التوجيه الفاطمي في كيفية العلاقة مع كتاب الله تعالى والتلاوة الحقيقية والمطلوبة والمثمرة، وأما مجرد لقلقة اللسان والتفوّه اللفظي -بغض النظر عن الثواب فيه- مع غياب الفكر الواعي والإرادة القوية لتنفيذ وامتثال إرشاداته، فسيحوّل تلك التلاوة إلى قراءة لا تعود على بصيرته ورشده وتكامله بشيء.
استحضار العقل والقلب أثناء التلاوة وتفريغهما من مشاغل الدنيا وزحماتها يهيئ النفس لتلقي المعارف القرآنية، فإن مأدبة القرآن الكريم خير معلم وموجه في ميادين الحياة والمعين في طريق التكامل والرقي التربوي والإنساني، فما أجمل تلك الأوقات التي يعرض فيها المرء عقله وما يمتلكه من طريقة تفكير على كتاب الله عز وجل، فيستقيم على هدى الأنبياء والأولياء (ع)، وما ورد من صفاتهم ومواقفهم التي استعرضتها الآيات القرآنية، ويستخلص منها الدروس والعِبر ويرسم معالم حياته وفق تلك التوجيهات، الداعية إلى الحفاظ على كرامة الإنسان من التلبّس بالأفكار السقيمة التي لا تستند على برهان يؤيدها، وتنزهه عن الانغماس في وحل الشهوات المتفلتة كحب المال والدنيا الذي يعميه عن مستقره الأخروي والاستعداد له.
الآيات القرآنية حينما ننفتح على توجيهاتها في صياغة الشخصية الراقية، نجدها تدعو إلى التحلي بالتقوى والخوف من الله تعالى، بما يشكل حالة ردع وممانعة عند النفس أمام تزيين الخطايا والآثام، حيث يستحضر المرء رقابة الله تعالى له في كل أحواله ومحاسبته على ذلك في يوم القيامة، فاليقظة الروحية تدعمها وتؤكد عليها الآيات الكريمة بما تستعرضه من جانب الترغيب بنعيم الجنة والترهيب بما سيواجهه المسيء من عقاب، وهكذا يتمسّك بأهم مبادئ القوة والاقتدار في الحياة وهو تحمّل المسؤولية وضبط الأفعال والتصرفات وفق النظر في عواقبه ونتائجه.