02 , يناير 2025

القطيف اليوم

حديثٌ عند استراحةِ بينَ التِّرْمَين

بعد انتهاء اختبارات الفصل الدراسي الأول، بدأت الإجازة بين الفصلين الدراسيين الأول والثّاني، وهذه الإجازة ينتظرها جميع الطالبات والطلاب، كونها تقع في فترة تحسّن الطقس وقرب دخول فصل الشتاء؛ حيث يحلو للكثيرين الانتقال بين جلسات البَرِّ والبحر، ويكون التخييم بين كثيب وشجيرات مشهدًا لافتًا خلال الفترة القادمة.

أمّا حديثنا هنا، فإنّه يجري حول الفصل الدراسيّ الثاني وما فيه من المهام التي يؤديها المعلمون والمعلمات في قاعات التعليم ويقدمونها للطلاب والطالبات، في عملية تفاعلية يقوم بها المتعلمون. وباللغة المباشرة، نتساءل: لماذا يواجه بعض الطلاب أو الطالبات صعوبات في استيعاب بعض المواد خلال دراستهم؟

لعلّ هذا السؤال، يبحث الآباء والأمهات له عن إجابة تكشف بوضوح عن الخلل المحتمل في مثل هذه الظروف.

وهذا في حدّ ذاته، يبدو أنّه أول الطريق لحلّ كل مشكلة أو صعوبة تُعِيق تحقيق هدف أو أكثر في العملية التعليمية.

وابتداءً، يمكن طرح مجموعة استفهامات تتلخص فيما يأتي:
• هل تحقق قاعة الفصل التقليدية، التي تتكون من صفوف تتوزع مقاعدها من الأمام إلى الخلف، حالة تكافؤ متساوٍ للعائد التعليمي المكتسب خلال المادة الدراسية؟

• هل هناك تصوّر حول النمط التعليمي الذي يميل له الطالب؛ فهناك طلاب سمعيّون، بينما آخرون قد يكونون بصريين، وغالبًا لا يتفاعل البَصَرِيّون مع المحتوى التعليمي الموجّه للسّمعيين؟

• لماذا انتقل بعض المعلمين إلى استعمال قاعة الصف الدراسي المعتمد على أجهزة الألواح الإلكترونية (التّابلت) وصار الكتاب كمقرر دراسيّ غريبًا عند طلاب بعض المواد، فلا يقدّم مستحب على واجب، واللازم أن تكون الوسائل التعزيزية قيمةً مضافة لا أن تستبدل مطلقًا، وينتفي الكتاب المدرسي من الحصّة التعليمية؟

• من الثابت أنّ بعض المواد تعتمد في محتواها على محتوى سنة دراسية أخرى، وهذا لا ينتبه له الطلاب أو الطالبات، كونهم لا يتصورون هذه الأمور، والمشكلة أنّ بعض المعلمين يتشبثون بأنّ كل محتوى تأسيسي هم غير مسؤولين عنه، بينما المعروف أنّ كل محتوى يحتاج لمقدمات سابقة، وربما خلال حصّة أو حصّتين يتم تقديم ذلك، فيسهل الأمر على المتعلمين.

• في بعض المدارس، قد يكون هناك للمادة الواحدة معلم أو اثنان، ولكن قد تجد الأول له طريقة يهتم بالتأسيس، بينما المعلّم الآخر يصرّح بأنّ كل تأسيس غير ملزم به، والمحظوظ من كان في صفوف يعلّمها المعلم الأول.

• لكلّ هذا وكثير لم يتم ذكره، يلجأ الآباء والأمهات إلى البحث عن معلمين أو معلمات للدروس الخصوصية أو دروس التقوية أو دروس التفوّق، بكلّ هذه المسمّيات، وهذا يمثّل ثقلًا على كثيرين.

• ونصل إلى خاتمة الاستفهامات، أليس جديرًا أن نطبّق إستراتيجيات مفهوم الحوكمة التعليمية في كلّ مدارسنا؟ لا سيّما أنّ هذا المفهوم صار مطبّقًا في أغلب المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والرياضية. ويتطلع الكثيرون إلى طرح استبانات دوريّة لقياس مجموعة من المتغيّرات التي تعنى بالواقع التعليمي، وأوّلها البيئة التعليمية ومدى تحقق اشتراطات المنشأة التعليمية المتكاملة في مرافقها وخدماتها.

ما سبق رسالة لكل المعنيين بالتعليم، لأجل المحافظة على المكتسبات المتحققة، والانطلاق في مضمار لا ينتهي مداه، ولا تتوقف تطلعاته وآماله.


error: المحتوي محمي