22 , أكتوبر 2024

القطيف اليوم

هل لا تزال عائلتنا على رأس أولوياتنا! ماذا حدث؟

لو أعددتُ ورقة كلّ صباح لتقسِيم وقتي، أين تكون العائلة في الورقة، على رأس الورقة أم في الذيل؟ كم من وقتي أعطي للعائلة وكم يضيع في لا شيء؟ ليست هذه خاطرة عن "السوسيولوجيا" أو علم الاجتماع الذي يدرس سلوك المجتمعات وإنما هي أسئلة أطرحها للقراء الأعزاء من مشاهدات يومية، كلنا نراها، أنا وأنتم. 

من الواضح جدًّا أن لدينا مشكلة في تحديد الأولويات وترتيبها وتقديم الأهمّ على المهمّ ولتَتسع دائرة أفكارنا إلى أسئلة إضافية: أين ترتيب تعليم الأخلاق واحترام القيم الاجتماعية في قائمتنا؟ أين في القائمة تعليم الأبناء أساسيات الدين والحفاظ عليها؟ أين يأتي موقعنا كقدوة لهم؟ هل نعرف مع من يذهب ويجيء أبناؤنا؟ أظنّ أن الأسئلة تطول كثيرًا لو استطردتُ فيها لكن الغرض منها هو التشديد على دورنا نحن -الآباء والأمهات- الذين لنا نصيب الأسد من سلوك الجيل الحاضر وتعليمهم؟

في هذه الخاطرة لي همستان:
الأولى في أذن من يهتمّ ومن تهتم؛ طوبى لك وهنيئًا لكِ! أعطاك الله أمانة وكنت خير أمين عليها "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".  ماذا يطلب الإنسان من الحياة سوى الولد الصالح فإذا مات قال الناس: رحم الله فلانًا، لقد ترك خير أبناء من بعده. 

الهمسة الثانية في أذن من ليست الأسرة في رأس قائمته: ليست التربية شبع البطن وكسوة الجسم! التربية هي شحن الأبناء بالأخلاق النبيلة والقيم الطيبة السامية. الحب ليس الإكثار من العطايا والدلال الفارغ، إنما الحبّ الأسمى في المحافظة على الذات الجسدية والذاتِ الروحية. التربية ليست أمرًا اختياريًا وإنما إلزاميًا وليس من المستحيل العناية بالأسرة إذا أعطينا من وقتنا ما يلزم. 

هل تغير الزمن كثيرًا بحيث كانت من قبل العائلة على رأس الأولويات ثمّ سقطت؟ ربما الجواب نعم لأن في وقتنا الحاضر من ينافس الأسرة. انشغلنا بنمط الحياة العصرية والوقت يتسرب من دون أن نشعر. يجب أن تأتي الأسرة  أولاً ويكون قضاء الوقت مع الأسرة له أهمية قصوى بالنسبة لنا. النجاح في المهنة أو العلاقات الاجتماعية "أحد أهم" الأشياء والاهتمام بوسائل التواصل ليس من كيس الأسرة ومن حسابها!

إحدى المشاهدات: تعرفت على شاب رائع وفي التعارف معه ذكر أنه يدخن السجائر وأن والده كان يرسله في صغره ليشتري له السجائر. أليس من المحتمل جدًّا أنه وجد أباه قدوة فاقتدى به "هذا ما جناه عليّ أبي"؟  

لو استطعتُ أن أضع خاتمةً لهذه الخاطرة في جملةٍ واحدة بصيغة سؤال لكانت: أسرتنا حياتنا فهل تكون الرقم الأول في قائمة أولوياتنا؟


error: المحتوي محمي