22 , أكتوبر 2024

القطيف اليوم

المرءُ بين الحالتين مُخَيّرٌ!

بينما كنت أتصفح سجلات «القطيف اليوم» وتحديدًا في قسم الوفيات قادتني يدي للتصفح العميق فرأيت من الأخيار ومن طيور الجنة وحمائم الفردوس الكثير الكثير، ورأيتُ النسمة والبسمة والضحكات البريئة، ورأيت فئة جمعت الكثير الكثير من المال، وكانت كحد السيف في تعاملاتها وخشونتها مع الناس، وكانت تعتبر القسوة دقة وشطارة، وخرجت من الدنيا بخُفّي حنين، وأصبحت بين تربانٍ وحُصُر، ورأيت مجموعة خاضت حروبًا نفسية شرسة مع الناس شقاء ونكاية ورحلت صفر اليدين.

الحروب الطاحنة والعداوات الشرسة بين الأرحام والشركاء والأصدقاء جلها تعود لسبب واحد -في الغالب- وهو المال؛ وما يترتب عليه من حسد وغلٍّ وحقد من أصحاب النفوس الضعيفة؛ وما أكثرهم حديثًا؟!

الحياة رحلة قصيرة وأيام معدودات، فاغتنموها بالرضا والقناعة والسلام والطهارة مبتعدين عن النظر فيما يملك الآخرون من جهة، ومبتعدين عن العداوات والحروب النفسية في حياتكم وفي جمعكم للمال، بحيث يصبح ذلك هاجسكم الوحيد وأولى الأولويات.

الخالدون كلهم أغنياء بالدين والعلم والأخلاق والأدب الراقي والعطاء الجميل، ولكن أغلبهم فقراء للمال؛ فتأملوا فيما تختارون!. 

   
وعليه أقول:
العُمرُ بعضُ دقائقٍ وثوانٍ

 ثم الرحيلُ لعالَمِ الرحمنِ 

لا لن تنال من الحياة سوى الحنو
ط، وقطعةٍ من أبيضِ الأكفانِ 

كلٌّ سيُلقى في التراب وليس من 
مُجدٍ، من التربانِ للتربانِ 

لا مال ينفع لا خليل ولا فِدا 
إلا بياضُ صحيفةِ الإنسانِ


error: المحتوي محمي