لكل طالب تجارب وخبرات في الصف الدراسي، لا يصنعها بنفسه فحسب، بل تساهم فيها البيئة المحيطة من أصدقاء وزملاء ومعلمين، والمساحة المادية للصف ككيفية ترتيب الجلوس والإضاءة والتهوية، وطرق تفاعل هذه العوامل مع بعضها. التجارب الصفية هي عامل مهم في صقل شخصية الطالب، وإعانته على تجاوز الصعاب ومواصلة المسير في التعلم، وكما يقول جبران خليل جبران "لا علاقة للزمن بالنضج، نحن نكبر من خلال التجارب"
مع بداية العام الدراسي، تبدأ ثقافة الصف الدراسي بالتشكّل مدفوعة بما يسنّه المعلم من قوانين وما يخلقه من أجواء، وما هي الخطوات التي يريد من الطلاب اتخاذها قبل بدء التعلم، وكيفية استجابة الطلاب وتفاعلهم مع كل ذلك، وأنماط الشخصيات والسلوكيات السائدة بين الطلاب. هذه الفترة تعطي انطباعًا عامًا عما سيكون عليه العام الدراسي، ويعدّ اللقاء الأول بين معلمٍ ما وطلابه أحد العوامل المؤثرة بشدة في ترك الانطباع الأولي.
في اللقاء الأول، هناك عدة مثيرات تساهم في تكوين صورة ذهنية لدى الطالب عن جو الحصة الدراسية. كيف سيضع المعلم القوانين الصفية؟ هل سيلقي جملة من الأوامر والنواهي التي يتعين على الطالب الامتثال لها دون نقاش؟ هل ستعطى بلهجة حازمة ونبرة صوت مرتفعة؟ هل هي شديدة التفصيل لدرجة تجعلها عرضة للتجاهل أو النسيان، وبحيث لا يبذل شخص جهدًا لمحاولة فهمها وتطبيقها؟ أم أنها ستوضع بشكل تفاعلي بين المعلم وطلابه فيشعر كل شخص أنه جزء من مجتمع التعلم، ويتشارك المسؤولية؟ هل يستمد المعلم قوته من المكافآت والعقاب فقط، أم أن له أساليب أخرى؟
بصفتي أم اعتادت على مدى أعوام أن تستمتع إلى سير اليوم الدراسي كما تقصّه بناتها اللاتي تدرسن في مراحل عمرية مختلفة، أستطيع بسهولة تخيل الأثر الكبير الذي تصنعه المعلمات في الصف الدراسي: معلمةٌ تستخدم الفكاهة والدعابة باستمرار لكسر الروتين والملل وبث النشاط والحيوية في الحصة، أخرى تخلق جوًا شديدًا من المنافسة وتقدّم المكافآت الفورية، فتدفع طالباتها إلى الاجتهاد، وتطوير مهارات سرعة التفكير ودقة الإجابة، ثالثةٌ تحرص على أن تكون صديقة قبل أي شيء آخر، مكوّنة بذلك علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادَلين، رابعةٌ لا يُذكر اسمها إلا وذُكر معه كلماتها الطيبة، وعبارات التحفيز والتشجيع التي تستخدمها باستمرار. أخرى ترحب بالمداخلات أثناء الحصة، وغيرها تقطع كل السبل التي من شأنها أن تقطع شرح الدرس.
تكتسب كل حصة نمطًا خاصًا مميزًا يتعمق مع تتابع أيام الدراسة. مثلًا تبدو بعض الحصص وكأنها ملك للمعلمة وطالبات محدودات عُرفن بشغفهن في هذه المادة حتى أصبحت الحصة قائمة على مشاركاتهن وتفاعلهن وحدهن، دون أن يكون للبقية دور ملحوظ. حينما يحين موعد هذا النوع من الحصص، تُثار شعلة من الحماس في نفوس الفئة المتفاعلة دومًا، بينما تنطفئ شعلة الأخريات. في حصص أخرى، تستخدم المعلمة أساليب متنوعة في التدريس كضرب الأمثلة والأنشطة الحسية والألعاب الحماسية التي لا تساهم فقط في تثبيت المعلومة، بل تخلق جوًا تفاعليًا لا تفتر الطالبات عن ذكره حتى بعد عودتهن إلى المنزل.
ما يحدث داخل الصف يمكن أن يكون باعثًا ومحفزًا للتعلم، أو قاتلًا ومثبطًا له. وعلى الرغم من أن الخصائص الفردية للطلاب تؤثر بشكل كبير على استفادتهم من الحصة، لكن خلق جو الفصل الدراسي المثالي للتعلم يمكن أن يبدأ في مراحل مبكرة من العام الدراسي، ويحتاج إلى تعاون والتزام بين الأطراف المعنية.
مع بداية العام الدراسي، تبدأ ثقافة الصف الدراسي بالتشكّل مدفوعة بما يسنّه المعلم من قوانين وما يخلقه من أجواء، وما هي الخطوات التي يريد من الطلاب اتخاذها قبل بدء التعلم، وكيفية استجابة الطلاب وتفاعلهم مع كل ذلك، وأنماط الشخصيات والسلوكيات السائدة بين الطلاب. هذه الفترة تعطي انطباعًا عامًا عما سيكون عليه العام الدراسي، ويعدّ اللقاء الأول بين معلمٍ ما وطلابه أحد العوامل المؤثرة بشدة في ترك الانطباع الأولي.
في اللقاء الأول، هناك عدة مثيرات تساهم في تكوين صورة ذهنية لدى الطالب عن جو الحصة الدراسية. كيف سيضع المعلم القوانين الصفية؟ هل سيلقي جملة من الأوامر والنواهي التي يتعين على الطالب الامتثال لها دون نقاش؟ هل ستعطى بلهجة حازمة ونبرة صوت مرتفعة؟ هل هي شديدة التفصيل لدرجة تجعلها عرضة للتجاهل أو النسيان، وبحيث لا يبذل شخص جهدًا لمحاولة فهمها وتطبيقها؟ أم أنها ستوضع بشكل تفاعلي بين المعلم وطلابه فيشعر كل شخص أنه جزء من مجتمع التعلم، ويتشارك المسؤولية؟ هل يستمد المعلم قوته من المكافآت والعقاب فقط، أم أن له أساليب أخرى؟
بصفتي أم اعتادت على مدى أعوام أن تستمتع إلى سير اليوم الدراسي كما تقصّه بناتها اللاتي تدرسن في مراحل عمرية مختلفة، أستطيع بسهولة تخيل الأثر الكبير الذي تصنعه المعلمات في الصف الدراسي: معلمةٌ تستخدم الفكاهة والدعابة باستمرار لكسر الروتين والملل وبث النشاط والحيوية في الحصة، أخرى تخلق جوًا شديدًا من المنافسة وتقدّم المكافآت الفورية، فتدفع طالباتها إلى الاجتهاد، وتطوير مهارات سرعة التفكير ودقة الإجابة، ثالثةٌ تحرص على أن تكون صديقة قبل أي شيء آخر، مكوّنة بذلك علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادَلين، رابعةٌ لا يُذكر اسمها إلا وذُكر معه كلماتها الطيبة، وعبارات التحفيز والتشجيع التي تستخدمها باستمرار. أخرى ترحب بالمداخلات أثناء الحصة، وغيرها تقطع كل السبل التي من شأنها أن تقطع شرح الدرس.
تكتسب كل حصة نمطًا خاصًا مميزًا يتعمق مع تتابع أيام الدراسة. مثلًا تبدو بعض الحصص وكأنها ملك للمعلمة وطالبات محدودات عُرفن بشغفهن في هذه المادة حتى أصبحت الحصة قائمة على مشاركاتهن وتفاعلهن وحدهن، دون أن يكون للبقية دور ملحوظ. حينما يحين موعد هذا النوع من الحصص، تُثار شعلة من الحماس في نفوس الفئة المتفاعلة دومًا، بينما تنطفئ شعلة الأخريات. في حصص أخرى، تستخدم المعلمة أساليب متنوعة في التدريس كضرب الأمثلة والأنشطة الحسية والألعاب الحماسية التي لا تساهم فقط في تثبيت المعلومة، بل تخلق جوًا تفاعليًا لا تفتر الطالبات عن ذكره حتى بعد عودتهن إلى المنزل.
ما يحدث داخل الصف يمكن أن يكون باعثًا ومحفزًا للتعلم، أو قاتلًا ومثبطًا له. وعلى الرغم من أن الخصائص الفردية للطلاب تؤثر بشكل كبير على استفادتهم من الحصة، لكن خلق جو الفصل الدراسي المثالي للتعلم يمكن أن يبدأ في مراحل مبكرة من العام الدراسي، ويحتاج إلى تعاون والتزام بين الأطراف المعنية.