18 , أكتوبر 2024

القطيف اليوم

آه أيها الموت أما تدري أن في الحياة حكايات موجعة!

ليس من السهل علي أن أكتب وأن أتحدث عن هذه المرأة الصابرة المؤمنة! نعم إن للفاضلة (زكية عبد الله الخنيزي) حكايات من الحزن والقهر والوجع! حيث لا يخفى على أحد كم كانت أم حسين صبورة على الرغم من تمسكها بالحياة، وعلى الرغم من كل تلك العذابات والصراعات التي مرت بها من جرح إلى جرح ومن وجع إلى وجع، فإنها  تبكي وتأن بصوت خفي لم يكسر إيمانها وصبرها! يا الله أهذا قدري أن أوظف كلماتي لأرثي من يرحل عنا من الأحباب؟! وماذا بعد!

آه أيها الموت! أما تدري أن قدر الفاضلة زكية أم حسين أن ترحل عن الدنيا هو راحة لها! نعم لقد رحلت عنا وتركت من بعدها حكايات الدهر الذي خانها وظلمها لتعيش حياتها كلها مليئة بالوجع والحزن والقهر والفقد! وقبل أن تحتضر لترحل بعيدًا، أجزم تمامًا أن في داخلها حزنًا يحتضر، ووجعًا يعتصر حدّ الانكسار وليس أقل من ذلك أبدًا!

   
وعزائي الشديد، أنني لا أعرف لم أحب تلك الراحلة بالذات! هل هو إحساس بالظلم والغبن! أو لأنها تشبه أمي في أقدارها وحكاية أمي في أوجاعها! حينها قد تصورت أن السماء تدرك من تختار وتأخذ العظماء في أقدارهم والذين يمتلكون حزنًا عظيمًا على هذه الأرض! آه كم وكيف هذا الإحساس يتعبني ويكاد أن يخنقني ويستنزفني! أما من مخبأ لألتقط فيه أنفاسي!

والأصعب وكأني ألمح قلب ابنتها يرجف وينزف بين يدي والدتها لحظة رحيلها! وكأن هناك لا شيء أصعب من موت أم قد كسر قلب ابنتها الوحيدة وأمات روحها!                   

لا زلت أستشف لحظة الوجع الصادقة المليئة، بفيض من الهلع والفزع عندما أردت تعزية ابنتها يسرى، حينها تقول لي وهي تنتحب باكية: أمي ماتت وهنا يأتي جانب الفطرة لتصبغ حشرجة وجعي، ما هي إلا خلجات نفس ارتبكت وثارت بداخلي أعجز عن ترجمتها هنا مع زفرات من الوجع، فهل أصرخ قائلة: أي وجع ذاك الذي تحمله يسرى بفقدان أمها؟ أعترف بصدق أن وجعها غير قابل للتزوير وليس له تفسير، ولعله يختال هنا الوجع تلو الوجع.

ومع هذا وذاك ألا يحق للعزيزة أم حسين بعد اليوم أن تهدأ وتستريح؟!! بورك ذلك النزل الذي احتواها.


error: المحتوي محمي