08 , مايو 2024

القطيف اليوم

العلّامة الشيخ أحمد بن مهدي السويكت (1329-1397هـ) بأقلام أعلام من كربلاء

اسمه ونسبه:

هو أبو علي العلّامة الشيخ أحمد بن مهدي بن مرهون بن علي السويكت الدبابي الخطي الحائري، من أعلام القطيف في القرن الرابع عشر الهجري، هاجر إلى العراق واستقر في مدينة كربلاء حتى وفاته فيها، وكان من أعلام الحوزة العلمية في المدرسة المهدية الدينية في كربلاء.


العلّامة الشيخ أحمد بن مهدي السويكت - رحمه الله -
دراسته وتدريسه في العراق:

 
بعد وفاة أستاذه المقدس الشيخ منصور المرهون  المتوفى سنة 1362هـ ، سافر إلى النجف الأشرف سنة 1365 تقريباً لإكمال دراسته العليا حيث أقام فترة من الزمن فيها، ثم انتقل إلى كربلاء المقدسة التي استوطنها، وتتلمذ على العلاَّمة الشيخ علي بن محمد بن عبد الله العيثان الأحسائي المتوفى سنة 1401هـ ، السطوح العالية (1)، والفقيه العلاَّمة السيد علي بن السيد حسين بن السيد عباس الموسوي الكاظمي الحائري المتوفى سنة 1385هـ ، (2) وكان ذلك في مدرسة الخطيب الدينية، ثم حضر أبحاث الخارج لدى لفيف من كبار العلماء في الحوزة العلمية منها مدرسة المجاهد الدينية عند المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد السيد هادي السيد جعفر الميلاني المتوفى سنة 1395هـ ، (3) وآية الله العظمى الفقيه الشيخ محمد بن دواد بن خليل الخطيب المتوفى سنة 1380هـ،(4) في مدرستي الخطيب والمهدية (وهو مؤسس المدرسة الخطيب الدينية التي عرفت باسمه) وآية الله العظمى السيد محمد علي بن السيد حسين آل خير الدين الموسوي الحائري المتوفى سنة 1394 هـ، (5) الذي يقوم بالتدريس في مقبرتهم الخاصة بهم بالصحن أبي الفضل العباس عليه السلام ، و آية الله العظمى السيد محمد السيد طاهر السيد محسن السيد عبدالله البحراني الحائري المتوفى سنة1384 هـ،(6)في المدرسة السليمية وغيرهم، فتصدّى للتدريس والتأليف في الحوزة العلمية في المدرسة المهدية الدينية بكربلاء المقدسة واستقرّ بها حتى آخر حياته .ثم  تولى في سنة 1373هـ ،عمادة هذه المدرسة وإدارتها بأمر وليها الشرعي الشيخ صالح الجعفري فأشغل هذا المنصب على مدى سنوات طويلة قام من خلالها بأعمال جليلة وخدمات نافعة ، حتى صار من العلماء البارزين في كربلاء، وتقدر فترة إقامته في كربلاء مشغولاً بالدرس والتدريس والتأليف بحوالي 35 عامًا ، حتى وافاه الأجل في يوم الجمعة الأول من شهر ذي القعدة عام 1397هـ ، ودفن فيها.


المرجع الكبير السيد محمد السيد هادي الميلاني –


الفقيه آية الله العظمى الشيخ محمد دواد الخطيب


آية الله العظمى السيد محمد علي السيد حسين آل خيرالدين 


آية الله العظمى السيد محمد السيد طاهر البحراني الحائري
أصدقاؤه في كربلاء
1-الشيخ حسين بن صالح البيضاني الحائري (1339- 1395هـ).
2- العلّامة الشيخ عبد الحسين الدرامي التميمي الحائري (1324-1386هـ).
3-العلّامة الشيخ نعمة بن صالح البيضاني الحائري (1323-1385هـ).
4-الشيخ عز الدين ابن الشيخ محمد جواد الجزائري (1342-1426هـ).
5-الحاج مجيد محمود هدّو (أبو الدكتور حميد) (1331-1412هـ).
6- الأديب الشيخ أحمد نجف علي الحائري (1322-1404هـ)
7-الشيخ عبد الصاحب بن حسن الكيشوان
كما له علاقة خاصة بعلماء الاحساء الذين كانوا درسوا في كربلاء منهم: -
8-العالم الكبير الشيخ علي محمد العيثان (1329-1401هـ)
9-الفقيه العلّامة الشيخ محمد سلمان الهاجري (1362-1414هـ)
10- العلّامة الشيخ حسين ابن الشيخ علي العيثان (1362-1434هـ)


الحاج مجيد محمود هدو


العلامة الشيخ عبد الحسين الدرامي


الشيخ حسين البيضاوي


الفقيه العلامة الشيخ محمد سلمان الهاجري الأحسائي

مؤلفاته وآثاره العلمية:
1- نور الطريق وميزان التحقيق في جزأين.
وقال عنه الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون في كتابه الميسور في حوادث الأيم والشهور (4/181): وله (أي الشيخ أحمد السويكت) مؤلفات نافعة وكتب مفيدة، منها: (نور الطريق وميزان التحقيق)، وهو كتاب استدلالي استدلّ فيه بأحاديث أهل البيت(ع) على جميع ما جاء في أبواب الفقه من الطّهارات إلى الدّيات. وقد احتوى الكتاب على 9008 أحاديث. وقال (رحمه الله): وقد ابتدأت في كتابته يوم الجمعة 15/1/1357ﻫ وحصل الفراغ من نقله إلى البياض يوم الجمعة 9/8/1358ﻫ، وأثبت في آخره بيتًا من الشعر قال فيه:
هذا كتابي يا فتى إذ تسل
خطّي وتأليفي وتجليدي
2-خط الدموع أو دمعة الخط في حائر السبط.
3-مولد النبي الأعظم عليه السلام.
4-ديوان شعر في مجلد ضخم في مدح أهل البيت ورثائهم – عليهم السلام –.
5-الصنعة الفلسفية ورضيعة الدعوة المحمدية.
6- الهدية الخطية في الأصول الدينية
7-الصوارم الجامدة في سبعة أجزاء.
8-الكشكول
9-شرح الصحيفة السجادية.
10-شرح اللمعة في الفقه.
11-قصائد حسينية.
12-الأدعية المأثورة.
13-التمدن الحيوي والعنوان الكامل للكتاب هو (التمدن الحيوي والغذاء الروحي في الجيل الفلسفي لاستيقاظ الغافل من سباته العميق).
عمادة المدرسة المهدية الدينية بكربلاء

   تولّى العلّامة الشيخ أحمد السويكت - رحمه الله - في سنة 1373هـ، عمادة الحوزة العلمية في المدرسة المهدية الدينية بكربلاء المقدسة (7)، حيث كان وكيلها وقيّمها ومسؤولاً عن إدارتها بأمر وليّها الشرعي الشيخ صالح الجعفري، وكان قبل ذلك تحت عمادة الشيخ عبد الحسين الدارمي التميمي، وقد شغل هذا المنصب على مدى سنوات طويلة من خلالها قدّم أعمالاً جليلة وخدمات نافعة. (8)


الحوزة العلمية في مدرسة المهدية بكربلاء

منزل الشيخ أحمد السويكت في كربلاء

كان الشيخ أحمد السويكت - رحمه الله - فضّل البقاء في كربلاء بجوار الحائر الحسيني، حيث باع منزله في بلدة الدبابية بالقطيف، واشترى عام 1379ﻫ منزلاً من السيد عبد العزيز السيد حسن السيد زورق بكربلاء في محلة باب السلالمة من محلات كربلاء القديمة التي تقع في الزقاق المقابل لجامع الشيخ خلف بن عسكر الزوبعي الحائري.

وقد زاره مجموعة أفراد من العائلة الكريمة  في منزله بكربلاء ومن أبرزهم: -
1-الحاج عبد الله (عبد رب الحسين) ابن الشيخ علي السويكت (1350-1415هـ).
2-الحاج علي منصور جواد السويكت (.... – 1425هـ)
3-الحاج أحمد منصور جواد السويكت (كبير العائلة) حفظه الله
4-الحاج عبد الله علي محمد السويكت (1366-1440هـ)
وأما من أهالي الدبابية من أبزرهم:
1-الملا عبد الله بن عبد الله جواد المناميين(1340-1417هـ)
2-الملا حبيب حسن رضوان المقابي (.... – 1416هـ)
3-الملا صالح مهدي عبد الله المناميين (.... – 1442هـ)
4-الحاج عون محمد علي العبد رب النبي (.... -1445هـ)
5-المرحوم الحاج محمد شهاب
6-الحاج حسن علي آل خضير (أبو علي) حفظه الله ورعاه.


صورة نادرة للمرحوم الحاج عبد الله (عبد رب الحسين) ابن الشيخ علي السويكت مع أبناؤه أثناء زيارتهم إلى العراق بكربلاء سنة 1390هـ وفي هذه الفترة تمت زيارة منزل الشيخ أحمد السويكت


المرحوم الحاج عبد الله علي محمد السويكت (أبو عادل)


المرحوم علي منصور السويكت


الحاج أحمد منصور السويكت


الملا عبد الله بن عبد الله المناميين


الملا حبيب حسن المقابي
جانب من شخصيته

 تميزت شخصية الشيخ أحمد – رحمه الله – بعدة صفات، حيث أشار إليها العلامة الشيخ مهدي الحبيب في الترشيف في تراجم علماء القطيف الماضين منهم (1/120) تحت رقم (44) وكان معروفًا عند علماء كربلاء بالقداسة والتقوى والفضل.
وقال الأديب والمؤرخ العراقي الدكتور سلمان آل طعمة في علماء كربلاء في ألف عام (1/82) وقد اشتهر بحسن المحاضرة وملاحة التدبر وعلو النفس والورع والتأدب بآداب الشرع والتمسك بالكمالات.
وقال الأديب المؤرخ العراقي الدكتور حميد مجيد محمود هدو (انفرد الشيح أحمد السويكت بخصائص قل مثيله بين الناس وبخاصة أقرانه وزملاؤه من رجال الدين فكان مثالاً للخلق الحسن ، والورع والكياسة والقداسة ، جمع بين خصائص النجابة والمروءة ، والزهد في الحياة حتى عدت سيرته الأنموذج الحسن والمثالي لعالمِ الدين )
أقوال أعلام من كربلاء في حقه
1- قال الأديب والمؤرخ العراقي الدكتور سلمان هادي بن محمد بن مهدي بن سلمان ال طعمة في كتابه علماء كربلاء في ألف عام في (1/ 82): هو الشيخ أحمد بن مهدى السويكت القطيفي الحائري، عالم فاضل متتبع، كان أحد مدرسي المدرسة المهدية الدينية في كربلاء، توفي سنة 1397 هجرية، وقد اشتهر بحسن المحاضرة وملاحة التدبر وعلو النفس والورع والتأدب بآداب الشرع والتمسك بالكمالات، وكان أحد القاطنين في المدرسة المهدية الدينية.
2-وقال المحقق العلّامة الشيخ أحمد الأسدي الحائري في كتابه أعلام من حوزة كربلاء صفحة (34): الشيخ أحمد القطيفي، فاضل جليل تقي. ولد سنة 1320هـ هاجر الى كربلاء وحضر على أعلامها منهم: الشيخ محمد الخطيب والسيد محمد هادي الميلاني والشيخ علي العيثان والسيد محمد طاهر البحراني وغيرهم. قام بمهمة التدريس بالمدرسة المهدية والأفاضل يستفيدون منه حتى وافاه الأجل عام 1397هـ ودفن فيها.
3- وقال عنه الأديب والمؤرخ الدكتور حميد بن مجيد محمود هدو : الشيخ أحمد بن مهدي السويكت القطيفي الحائري، عالم، أتسم بخلق رفيع، ونبل نادر، وتقوى صادقة، وتديّن خالص لله تعالى، وعزف عن الدنيا ومباهجها، وأدار ظهره عن كلّ ما يزينها... انصرف إلى العلم طلباً وتدريساً، وكان شغله الشاغل البحث الفقهي والأصولي، انصرف لكليته على العلم والدين والتدريس والبحث والمناظرة مع أقرانه في القضايا تخصّ الأحكام الشرعية، والأمور الفقهية. عرفته عن كثب فوجدت فيه خصالاً قلّما توجد عند إنسان غيره، طيب المعشر، ومجلسه لا يملّ منه أحد، كيف لا وهو الفقيه والعالم الفاضل، والزاهد العابد، والمحصل العلمي الفذ. (9)
4- وقال الباحث الأستاذ عقيل حميد عبد الرضا ظاهر الفتلاوي العراقي في مجلة تراث كربلاء العددان الثالث والرابع (29-30) بتاريخ 29-30/5/1443هـ المجلد الثامن صفحة (267) تحت عنوان ( من أعلام المدرسة المهدية) الشيخ أحمد بن مهدي السويكت القطيفي الحائري، ولد سنة (1330هـ - 1913م) كان فاضلاً جليلاً، مدرساً في المدرسة المهدية الدينية، وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رجب سنة (1372هـ) زاره الشيخ العلامة فرج العمران العالم والتقى به في المدرسة المهدية، فما رأى منه إلا الأخلاق الجميلة والتقدير والتكريم، وتوفى الشيخ أحمد السويكت سنة (1397هـ - 1977م).
5- وقال الأديب والمؤرخ الدكتور سلمان آل طعمة في معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء صفحة (24) تحت ترجمة رقم (63) الشيخ أحمد بن مهدي السويكت القطيفي الحائري: المعاصر، كان فاضلاً جليلاً، مدرساً في المدرسة المهدية، توفى سنة 1397هـ.
6--وقال المحقق العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي في أضواء على مدينة الحسين عليه السلام (1/143) تحت (قسم الحركة العلمية في الحائر) نذكر منهم (الشيخ جابر الزيرجاوي، والشيخ أحمد السويكت.....).
7-وقال العلّامة الشيخ أحمد الأسدي الحائري في كتابه أعلام من كربلاء صفحة (40) تحت ترجمة رقم (35) : الشيخ أحمد القطيفي، فاضل جليل تقي. ولد سنة 1320هـ هاجر الى كربلاء وحضر على أعلامها منهم: الشيخ محمد الخطيب والسيد محمد هادي الميلاني والشيخ علي العيثان والسيد محمد طاهر البحراني وغيرهم. قام بمهمة التدريس بالمدرسة المهدية والأفاضل يستفيدون منه حتى وافاه الأجل عام 1397هـ ودفن فيها.
وفاته:

   توفى الشيخ أحمد بن مهدي السويكت - رحمه الله - في مدينة كربلاء المقدسة من يوم الجمعة الموافق الأول من شهر ذو القعدة عام 1397هـ 1977م عن عمرٍ ناهز 68 عامًا وقد دفن فيها. (10)
ـــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) معجم أعلام الإمامية خلال نصف قرن (2/ 77)، وأعلام من حوزة كربلاء ص (34). والترشيف في تراجم علماء القطيف الماضين مهم (1/129).
(2) معجم أعلام الإمامية خلال نصف قرن (2/79) تحت باب (تلاميذه). تأليف العلامة المحقق الشيخ أحمد الأسدي الحائري.
(3) أعلام من حوزة كربلاء صفحة (34)، ومعجم أعلام الإمامية خلال نصف قرن (1/360)، وأعلام من كربلاء صفحة (40) تحت ترجمة رقم (35)،
(4) أعلام من حوزة كربلاء ص (34)، ومن أعلام الفكر الإسلامي في كربلاء ص (57) تحت ترجمة رقم (15)، ومعجم الأمامية خلال نصف قرن (1/232).، وأعلام من كربلاء صفحة (40) تحت ترجمة رقم (35).
(5)) من أعلام الفكر الإسلامي في كربلاء صفحة (88) تحت ترجمة رقم (23)، ومعجم أعلام الإمامية خلال نصف قرن (1/299).
(6) أعلام من كربلاء ص (40) تحت ترجمة رقم (35)، ومن أعلام الفكر الإسلامي في كربلاء صفحة (66) تحت ترجمة رقم (17)، معجم أعلام الإمامية خلال نصف قرن (1/278))، وأعلام من حوزة كربلاء صفحة رقم (34).
(7) قال الشيخ فرج العمران في الأزهار الأر جية (5/320) سنة 1373هـ. صديقي الفاضل الشيخ أحمد بن مهدي السويكت الدبابي، زرته في المدرسة المهدية محل سكناه ودرسه، وكانت قبل هذه السنة تحت نظارة الفاضل الشيخ عبد الحسين الدارمي، وفي هذه السنة صارت تحت نظارته بأمر وليها الخاص الشيخ صالح الجعفري، وفي قربها خان يتبعها صار تحت نظارته وقال أيضا. في ذكر سنة 1376 هـ في (6/520) الشيخ أحمد السويكت نزيل المدرسة المهدية وهو وكيلها من قبل وليها الشرعي الجعفري.
(8) وهي من أشهر المدارس في كربلاء التي شيّدت بجهود ذاتية للشيخ الفاضل مهدي علي كاشف الغطاء سنة (1284هـ، 1867م) على غرار مدرسة أخرى قام بتشييدها في النجف الأشرف، والتي تقع في الزقاق السلام تقريبا المجاور لديوان السادة آل الرشدي، حيث بنيت هذه المدرسة من طابقين إثنين والتي تحتوي على (24) غرفة، وتوليتها بيد أبنائه، وأقف لها خانا وعدة دكاكين لتصرف على حاجيتها أيضاً مساكن للطلبة الدارسين فيها بمن فيهم أولئك القادمين من دول إسلامية شقيقة. الموسوعة كربلاء الحضارية (3/180).
(9) رسالة بخط يد وختم المؤرخ الدكتور حميد مجيد حمود هدو بعثها لنا بتاريخ 25/2/1444ﻫ عن طريق الواتساب بعنوان (هكذا عرفت الشيخ أحمد السويكت القطيفي الحائري).
(10) الميسور في حوادث الأيام والشهور (4/181) للشيخ عبد الحميد المرهون، والترشيف في تراجم علماء القطيف الماصين منهم (2/129).


error: المحتوي محمي