08 , مايو 2024

القطيف اليوم

في بر سنابس.. الاختصاصي آل سعيد يناقش التحديات التربوية لمرحلة المراهقة

ناقش الاختصاصي النفسي أحمد آل سعيد 45 شخصًا، حول التحديات التربوية التي تواجه الأهالي عند تعاملهم مع أبنائهم في فترة المراهقة، وتظهر على سلوكهم أثناء تعاملهم مع الآخرين في صورة؛ التمرد، والرفض لتوجيهات الوالدين، وقد تصل إلى حالة من العدوان والجنوح الاجتماعي.

وحملت المحاضرة الأسبوعية المنظمة من مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، والتي أقيمت يوم الثلاثاء 14 شوال 1445هـ، بقاعة المحاضرات في مقر جمعية البر الخيرية، عنوان "فن التعامل مع أبنائنا المراهقين"، سبقتها كلمة ترحيبية بالحضور والتعريف بالسيرة الذاتية للاختصاصي آل سعيد، من جانب عضو مركز سنا للإرشاد الأسري حسين آل خيري. 

واستهدفت المحاضرة الأباء والأمهات، والمهتمين والمهتمات بالشأن التربوي الاجتماعي؛ بهدف تعريفهم بالأساليب السليمة التي توطد العلاقة مع الأبناء، وتقديم بعض الحلول التربوية التي تعزز السلوك الإيجابي، للأباء والأبناء على حد سواء، مع التأكيد على ضرورة وعي الوالدين بتقييم سلوكهم التربوي مع أبنائهم. 

وأوضح آل سعيد أن مرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية الانتقالية التي تبدأ من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الوعي والنضج، حيث يفتقد فيها الأبناء الوعي الكافي بالأمور، مع ما تتميز به من حالة التبدل المعرفي نحو السلوك الإيجابي والآداب وحتى بالقيم والعادات والتقاليد، منوهًا بأن هذه التغيرات تتفاوت بين شخص وآخر نتيجة لعوامل فسيولوجية، وتربوية، واجتماعية، تربى عليها منذ الصغر. 

وقسم أنواع المراهقة إلى أربعة أنواع كل نوع منها له سمات سلوكية تختلف من شخص لآخر، بل قد تختلف فيما بين الإخوة في المنزل الواحد على الرغم من توحد الأساليب التربوية المتبعة معهم، مبينًا أن النوع الأول وهو "المراهق الهادئ" يمر بالمرحلة بسلام من دون مشكلات وتغيرات سلوكية، بينما النوع الثاني وهو "المراهقة المنطوية" فيميل صاحبها إلى العزلة، والتعلق بالاهتمامات الشخصية، كما أنه خجول يحتاج إلى القرب منه مع وجود بيئة حاضنة تعزز السلوك الإيجابي. 

ووصف النوع الثالث بـ"المراهقة العنيفة المتمردة" مبينًا أن المراهق فيها يتسم بالتهور والإهمال لدراسته، كما أنه غير مطيع لوالديه، ويكون ذلك في الأغلب نتيجة وجود مشكلات أسرية وسوء توافق بين الوالدين، وأخيرًا النوع الذي عده مخيفًا وهو "المراهقة المنحرفة" وتظهر سماتها بالاعتراض على القوانين العامة، والأعراف والتقاليد والقيم، وقد يتصل إلى الجنوح الاجتماعي، وعدم قبول التوجيه، والعدوانية في السلوك، وينبع ذلك بسبب الإهمال أو الدلال الزائدين من الوالدين. 

ودارت مداخلات الحضور حول تساؤلات عدة منها؛ ما الطرق الأنسب للتعامل مع المراهقين؟، كيف نربي أولادنا ونتفادى ممارستهم للسلوك السيء؟، ما الاحتياجات التي يمكن توفيرها وسط متسارع التغيرات؟. 

وأوصى آل سعيد الآباء والأمهات بضرورة الاحتضان العاطفي والجسدي للأبناء والبنات، موضحًا أن هذا لن ينمو إلا مع ممارسته بشكل تربوي منذ الصغر، تلبية لاحتياجاته بما يتوافق مع الإمكانات بناء على الحدود التي يستطيع الوالدان تنفيذها، والتدخل في الوقت المناسب لحل المشكلة بعد تحديدها ووضع أهداف وخطة تناسب الابن والوالدين، بالإضافة إلى التحلي بالصبر والحكمة والمداراة تجاه أي سلوك سلبي وتعزيز الإيجابي إن وجد. 

واختتمت المحاضرة بتوجيه الشكر من قبل إدارة مجلس جمعية البر الخيرية بسنابس، ممثلة برئيسها حسين أبو سرير ونائبه عبد الله آل فردان، للاختصاصي أحمد آل سعيد وتكريمه على جهوده وتعاونه المثمر مع مركز سنا للإرشاد الأسري.


error: المحتوي محمي