
جاء شهرُ كانون الأول/ ديسمبر وفي الأمثال الشاميّة يقال: "في كانون كن في بيتك وكثر خبزك وزيتك"! ذلك لأن فصل الشتاء عندهم بارد ويتساقط فيه الثلج. أما الشتاء عندنا فهو من أجمل فصول السنة والبرودة فيه محتملة. لا عذر في الشتاء لمن يكسل أو ينام؛ إنه فصل النشاط والحركة! روي عن النبي -صلى الله عليه وآله-: "اغتنموا بردَ الربيع فإنه يفعل بأبدانِكم ما يفعل بأَشجاركم، واجتنبوا برد الخريف فإنه يفعل بأبدانِكم ما يفعل بأشجارِكم".
حكاية ذات مغزى تعلمناها في سنوات الطفولة: يحكى أن أبًا وابنه أرادا أن يذهبا إلى ضيعة وما كان عندهم إلا حمار واحد. ركبَا فوق ظهر الحمار ووصلا أول ضيعة، فقال من رآهما: سبحان الله! الأب والابن يركبان حمارًا واحدًا؟ أليس في قلب أحدهما شفقة على هذا الحمار المسكين وينزل؟ نزل الابن وبقي الأب فوق الحمار، ولما وصلا الضيعةَ التي بعدها قال من رآهما: انظروا إلى هذا الأب، قليل الرحمة! ألم يكن في وسعه أن يمشي هو ويركب ابنه؟ ركب الابن ومشى الأب وعندما وصلا المحطةَ الثالثة قال من رآهما: ألم يكن من برّ الوالد أن يمشي الابن ويركب الأب؟ كيف يمشي الأَب والابن راكب؟ التفت الوالدُ إلى ولده قائلًا: ما بقيَ يا بنيّ علينا إلا أن نحمل الحمار لعل ذلك يُسكت الناس!
بعض الرجال لهم في كلّ قضية رأي وتحليل! لهم في كل قِدرٍ من المعرفة مِغرفة. هوايتهم المفضلة إعطاء "روشتات" في علاج كل المشكلات! النساء أيضًا ينصحن بعضهنّ في العلاقات الزوجية: زوجكِ فيه كذا وكذا! لماذا لا يكون حالك كيت وكيت؟ وهذه النصائح تتحول إلى خصامٍ بين الأزواج! وما بعد الخصام إلا الطلاق!
بعض الآراء جيدة وبعضها يجعل من الشخص إمّعة، يطيع من دون مناقشة، لا رأي له، يقول لكلّ أحد: أنا معك! إليكم أمثلة: العمل والزواج والسفر والبناء والدين والاقتصاد وتربية الأبناء واللباس، كلها عناوين نعطي بعضنا بعضًا نصائح فيها. وبعض النصائح تكون أكثر من نصيحة، بل أمر!
عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-: "لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا". واقع الحياة أننا لا نستغني عن رأي العقلاء ولا نسكت عن النصيحة. علينا أن نعرف الرأي الذي يولد فكرة وفائدة وإهمال الرأي العقيم!
وَما كُلُّ ذي رَأيٍ بِمُؤتيكَ نُصحَهُ
وَلا كُلُّ مُؤتٍ نُصحَهُ بِلَبيبِ
وَلَكِن إِذا ما اِستَجمَعا عِندَ واحِدٍ
فَحَقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
غاية المرام: توخ الحذرَ -في هذا الزمان- من تنصح ومن تأخذ منه النصيحة! فربمّا أساءَ إليك من تنصح وغشّك من ينصح! من علامات الناصح الأمين أن يكون ناصحًا لنفسه قبل غيره وإلا فليس أهلًا أن يقتدى به:
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ
هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السّقَامِ وَذِي الضَّنَى
كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
حكاية ذات مغزى تعلمناها في سنوات الطفولة: يحكى أن أبًا وابنه أرادا أن يذهبا إلى ضيعة وما كان عندهم إلا حمار واحد. ركبَا فوق ظهر الحمار ووصلا أول ضيعة، فقال من رآهما: سبحان الله! الأب والابن يركبان حمارًا واحدًا؟ أليس في قلب أحدهما شفقة على هذا الحمار المسكين وينزل؟ نزل الابن وبقي الأب فوق الحمار، ولما وصلا الضيعةَ التي بعدها قال من رآهما: انظروا إلى هذا الأب، قليل الرحمة! ألم يكن في وسعه أن يمشي هو ويركب ابنه؟ ركب الابن ومشى الأب وعندما وصلا المحطةَ الثالثة قال من رآهما: ألم يكن من برّ الوالد أن يمشي الابن ويركب الأب؟ كيف يمشي الأَب والابن راكب؟ التفت الوالدُ إلى ولده قائلًا: ما بقيَ يا بنيّ علينا إلا أن نحمل الحمار لعل ذلك يُسكت الناس!
بعض الرجال لهم في كلّ قضية رأي وتحليل! لهم في كل قِدرٍ من المعرفة مِغرفة. هوايتهم المفضلة إعطاء "روشتات" في علاج كل المشكلات! النساء أيضًا ينصحن بعضهنّ في العلاقات الزوجية: زوجكِ فيه كذا وكذا! لماذا لا يكون حالك كيت وكيت؟ وهذه النصائح تتحول إلى خصامٍ بين الأزواج! وما بعد الخصام إلا الطلاق!
بعض الآراء جيدة وبعضها يجعل من الشخص إمّعة، يطيع من دون مناقشة، لا رأي له، يقول لكلّ أحد: أنا معك! إليكم أمثلة: العمل والزواج والسفر والبناء والدين والاقتصاد وتربية الأبناء واللباس، كلها عناوين نعطي بعضنا بعضًا نصائح فيها. وبعض النصائح تكون أكثر من نصيحة، بل أمر!
عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-: "لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا". واقع الحياة أننا لا نستغني عن رأي العقلاء ولا نسكت عن النصيحة. علينا أن نعرف الرأي الذي يولد فكرة وفائدة وإهمال الرأي العقيم!
وَما كُلُّ ذي رَأيٍ بِمُؤتيكَ نُصحَهُ
وَلا كُلُّ مُؤتٍ نُصحَهُ بِلَبيبِ
وَلَكِن إِذا ما اِستَجمَعا عِندَ واحِدٍ
فَحَقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
غاية المرام: توخ الحذرَ -في هذا الزمان- من تنصح ومن تأخذ منه النصيحة! فربمّا أساءَ إليك من تنصح وغشّك من ينصح! من علامات الناصح الأمين أن يكون ناصحًا لنفسه قبل غيره وإلا فليس أهلًا أن يقتدى به:
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ
هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السّقَامِ وَذِي الضَّنَى
كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ