أطلقت جمعية التنمية الأهلية بصفوى مساء الجمعة 14 جمادى الآخرة 1447هـ فعالية «ساحة الأفكار» ضمن المرحلة الأولى من النسخة الثالثة لبرنامج «أحدث فرقاً»، حيث امتلأت ساحة مدارس الصفا بحراك شبابي واسع شارك فيه أكثر من 100 متطوّع ومتطوّعة، تقدّموا بعرض مبادراتهم التنموية أمام الجمهور ولجنة التقييم.
وتشكّل المشهد العام من أركان متقابلة امتدت في أرجاء الساحة، وقف خلفها 87 شابًا وشابة يقدمون شروحات تفصيلية حول مبادراتهم، بينما تنقل الحضور بين المنصات بحوارات مستمرة واهتمام لافت بمعرفة أهداف كل مشروع، وآليات تنفيذه، وتأثيره المتوقع على المجتمع. وظهرت المجموعات الشبابية وهي تستعرض لوحات العرض، وتشرح نماذج العمل، وتقدّم عروضًا تقنية على أجهزة لوحية وشاشات ميدانية، ما منح الفعالية طابعًا مهنيًا يليق بجودة المبادرات المطروحة.
وبرز تنوع المسارات بوضوح من خلال طبيعة الأركان التي احتضنت مشاريع صحية تعتمد على البيانات والإحصاءات، ومبادرات بيئية تُبرز أساليب إعادة التدوير وزراعة النباتات، وبرامج رياضية تهدف إلى تعزيز النشاط البدني، ومضامين ثقافية وتربوية موجّهة للطلاب، إلى جانب عروض ترفيهية تُعنى بالفنون وتنمية المواهب. وتفاعلت العائلات والزوار مع كل ركن، وطرحت أسئلة متعددة حول جدوى المشاريع وفرص تطبيقها، فيما قدّم أصحاب المبادرات إجابات وافية عكست مستوى التحضير والجدية.
وتقدّم رئيس مجلس إدارة الجمعية هاشم الشرفا بجولات موسعة بين الأركان، متابعًا المبادرات ومتوقفًا عند تفاصيلها، معبّرًا عن اهتمام الجمعية بتمكين الشباب وإبراز قدراتهم، ومؤكدًا أن حضورهم الواسع في البرنامج يشكل دليلًا واضحًا على قدرتهم على التأثير الإيجابي. وأكد في حديثه أن الشباب الذين يُساء تقديرهم في هذا الزمن يثبتون—من خلال مشاركتهم الفاعلة—قدرتهم على صناعة التغيير والارتقاء بالمجتمع نحو الأفضل.
وقدّمت الرئيس التنفيذي للبرنامج فاطمة الجعفر رؤيتها حول مستوى المشاركات خلال جولتها على الأركان، مبيّنة أن النسخة الثالثة شهدت تطويرًا نوعيًا أتاح مساحة تنافسية أوسع للمتطوعين، ومشيرةً إلى اعتماد البرنامج خمسة مسارات رئيسية تشمل: الترفيهي، الرياضي، الثقافي، الصحي، والبيئي.
وتواصلت حركة الجمهور بعقد حلقات نقاش قصيرة مع المشاركين، حيث عرض كثير من الشباب رسومًا بيانية ونماذج عمل ومجسمات، بينما استخدم آخرون الشاشات الرقمية لشرح تفاصيل المبادرات خطوة بخطوة، في مشهد يعكس تفاعلًا جادًا من الطرفين ويرفع مستوى الوضوح لدى المهتمين.
وأبدى الحضور تقديرًا لافتًا للمستوى الذي ظهرت به المبادرات، وبرزت رغبة واضحة في انتقال هذه الأعمال من مرحلة العرض إلى نطاق التطبيق العملي. وعبّر جعفر الشايع عن تطلّعه لأن تحظى المشاريع بدعم الجهات الاستثمارية ورواد الأعمال بما يمكّنها من التحول إلى مبادرات قائمة تُسهم في خدمة المجتمع بصورة ملموسة.
كما عبّرت نور آل محمد عن رؤيتها للتجربة مؤكدةً أثر البرنامج في تعزيز الثقة لدى الشباب، مشيرةً إلى أن المبادرات المطروحة تفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق لدور الشباب في بناء المجتمع وصناعة المستقبل.
وتكوّنت في الساحة أجواء تفاعلية لافتة ارتسمت في صور جماعية وتواصل مباشر بين الحضور والمشاركين، وتتابعت زيارات العائلات حتى اللحظات الأخيرة من الفعالية، مصحوبة بدعم وتشجيع مستمرين، فيما حرصت لجنة التقييم على متابعة الأعمال المرشحة بدقة استعدادًا للمرحلة المقبلة.
وجاء تنظيم الفعالية بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع تعزيزًا لدور العمل التطوعي في المجتمع، وترسيخًا لمكانة الشباب في ابتكار الحلول للقضايا التنموية، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثانية التي ستشهد تصميم المبادرات المختارة وتنفيذها على أرض الواقع.
وفي ختام الفعالية، قدّمت جمعية التنمية الأهلية بصفوى شكرها للحضور الذين دعموا المشاركين ووقفوا إلى جانب جهودهم، وثمّنت الجهود الكبيرة التي بذلها المتطوعون والفرق التنظيمية والجهات المساندة في إنجاح «ساحة الأفكار»، مؤكدة استمرارها في دعم الطاقات الشابة وتمكينها لتحقيق أثر تنموي مستدام.
ودعت الجمعية المجتمع المحلي وصنّاع التغيير للحضور في يناير القادم، حيث سيتم استعراض نتائج المبادرات على «مسرح المبادرات»، والإعلان عن المبادرة الفائزة التي ستحظى بالدعم والتنفيذ لخدمة الوطن.
