أطلت قناة السعودية على جمهورها هذا الأسبوع في حلقة ميدانية جديدة من برنامج «ديرتنا»، حملت المشاهدين إلى عمق التراث الاجتماعي والإنساني في محافظة القطيف، عبر زيارة إلى قرية التوبي، إحدى أعرق قرى المنطقة الشرقية وأغناها بالتاريخ والذاكرة والعلاقات الأسرية المتجذّرة.
وبدا المشهد الافتتاحي للتقرير من بين أزقة القرية القديمة حيث تعانق الجدران الحجرية والنخيل العالية، فيما عكس المراسل سلطان الفواز من قلب المكان دفء البيئة الاجتماعية التي تميّز التوبي، قائلاً: إن هذه القرية تمتاز بطابعها الزراعي الأصيل، وروحها التعاونية التي لا تزال نابضة رغم تغير الزمن.
واستهل المراسل حديثه بسؤال عن تسمية القرية، ليجيب الشاعر علي الشيخ قائلاً: «التوبي من القرى العريقة جدًا، ولها عدة تفسيرات لتسميتها، ويرجح أن أصلها يعود إلى العهد التركي حين اتخذت مقرًا لمنصة دفاع سميت توباز، ثم تحوّل الاسم إلى التوبي بمرور الزمن». وأضاف أن في القرية أحياء قديمة تعرف بـ«دشيش التوبي» و«السليماني»، وهي من أقدم المناطق السكنية التي حملت هذا الاسم المتوارث منذ قرون.
وواصل المراسل جولته داخل أحد الأزقة الضيقة المغطاة بجذوع النخيل، متحدثًا مع ضيفه عن مفردات اللهجة المحلية التي يستخدمها الأهالي في وصف هذه الممرات، فأوضح الشيخ أن الأهالي يسمّون الممر المغطّى بـ«الساباط»، أما الممرات شديدة الضيق فيطلق عليها اسم «الزرانيق» أو «الزرنوق»، وهي مصطلحات ما زالت حية في الذاكرة الشعبية وتدلّ على طابع العمران التقليدي الذي تميزت به القرى القديمة في القطيف.
وانتقل الحديث إلى جانبٍ اجتماعي مهم حين توقّف المراسل أمام مبنى حديث الطراز خصص لكبار السن في القرية، وأوضح الشيخ أن الأهالي بادروا بإنشاء ديوانية خاصة للمسنين، تقدم فيها المشروبات البسيطة وتهيأ أجواء للقاءات اليومية، لتكون مساحة للرعاية والتواصل الإنساني بين أبناء القرية وجيل الروّاد الذين ما زالوا يحتفظون بروحها ودفئها.
وبين المشاهد التي تخللت التقرير، ظهرت الوجوه الهادئة لكبار السن وهم يتبادلون الأحاديث في الديوانية، فيما تتوزع حولهم مشاهد من الطراز المعماري القديم، بجدرانه الحجرية وسقوفه الخشبية وأبوابه ذات الأقواس الصغيرة، في مزيج بصري يجمع بين البساطة والأصالة.
واختتم الشاعر علي الشيخ اللقاء بإلقاء أبيات شعرية للشاعر السيد حسين الجراش مهداة إلى قريته قال فيها:
يا قريةَ التوبي إليك إليكْ
إن الجمالَ أطلَّ من عينيكْ
زيتونةَ الأيامِ
يا بلدًا تهوى النجومَ
شعارُها: لبيكْ
وختم المراسل التقرير بشكر ضيفه، مؤكدًا أن قرية التوبي بما تحمله من تاريخ وألفة ودفءٍ إنساني، تمثل صورة حية لهوية القطيف الاجتماعية المتماسكة، ومرآة صادقة لذاكرة الريف الشرقي الذي ما زال يروي حكاية الأرض والناس.
وأعاد برنامج «ديرتنا» رسم ملامح قريةٍ احتضنت تاريخًا طويلًا من العطاء الإنساني والزراعي، لتظلّ التوبي حاضرةً في الوجدان، وواحدة من القرى التي لا تزال تروي عبر أزقتها وسوابيطها وزرانيقها حكاية القطيف التي لا تنتهي.
فيديو
https://x.com/alqhat/status/1985424669776732390?s=46
وبدا المشهد الافتتاحي للتقرير من بين أزقة القرية القديمة حيث تعانق الجدران الحجرية والنخيل العالية، فيما عكس المراسل سلطان الفواز من قلب المكان دفء البيئة الاجتماعية التي تميّز التوبي، قائلاً: إن هذه القرية تمتاز بطابعها الزراعي الأصيل، وروحها التعاونية التي لا تزال نابضة رغم تغير الزمن.
واستهل المراسل حديثه بسؤال عن تسمية القرية، ليجيب الشاعر علي الشيخ قائلاً: «التوبي من القرى العريقة جدًا، ولها عدة تفسيرات لتسميتها، ويرجح أن أصلها يعود إلى العهد التركي حين اتخذت مقرًا لمنصة دفاع سميت توباز، ثم تحوّل الاسم إلى التوبي بمرور الزمن». وأضاف أن في القرية أحياء قديمة تعرف بـ«دشيش التوبي» و«السليماني»، وهي من أقدم المناطق السكنية التي حملت هذا الاسم المتوارث منذ قرون.
وواصل المراسل جولته داخل أحد الأزقة الضيقة المغطاة بجذوع النخيل، متحدثًا مع ضيفه عن مفردات اللهجة المحلية التي يستخدمها الأهالي في وصف هذه الممرات، فأوضح الشيخ أن الأهالي يسمّون الممر المغطّى بـ«الساباط»، أما الممرات شديدة الضيق فيطلق عليها اسم «الزرانيق» أو «الزرنوق»، وهي مصطلحات ما زالت حية في الذاكرة الشعبية وتدلّ على طابع العمران التقليدي الذي تميزت به القرى القديمة في القطيف.
وانتقل الحديث إلى جانبٍ اجتماعي مهم حين توقّف المراسل أمام مبنى حديث الطراز خصص لكبار السن في القرية، وأوضح الشيخ أن الأهالي بادروا بإنشاء ديوانية خاصة للمسنين، تقدم فيها المشروبات البسيطة وتهيأ أجواء للقاءات اليومية، لتكون مساحة للرعاية والتواصل الإنساني بين أبناء القرية وجيل الروّاد الذين ما زالوا يحتفظون بروحها ودفئها.
وبين المشاهد التي تخللت التقرير، ظهرت الوجوه الهادئة لكبار السن وهم يتبادلون الأحاديث في الديوانية، فيما تتوزع حولهم مشاهد من الطراز المعماري القديم، بجدرانه الحجرية وسقوفه الخشبية وأبوابه ذات الأقواس الصغيرة، في مزيج بصري يجمع بين البساطة والأصالة.
واختتم الشاعر علي الشيخ اللقاء بإلقاء أبيات شعرية للشاعر السيد حسين الجراش مهداة إلى قريته قال فيها:
يا قريةَ التوبي إليك إليكْ
إن الجمالَ أطلَّ من عينيكْ
زيتونةَ الأيامِ
يا بلدًا تهوى النجومَ
شعارُها: لبيكْ
وختم المراسل التقرير بشكر ضيفه، مؤكدًا أن قرية التوبي بما تحمله من تاريخ وألفة ودفءٍ إنساني، تمثل صورة حية لهوية القطيف الاجتماعية المتماسكة، ومرآة صادقة لذاكرة الريف الشرقي الذي ما زال يروي حكاية الأرض والناس.
وأعاد برنامج «ديرتنا» رسم ملامح قريةٍ احتضنت تاريخًا طويلًا من العطاء الإنساني والزراعي، لتظلّ التوبي حاضرةً في الوجدان، وواحدة من القرى التي لا تزال تروي عبر أزقتها وسوابيطها وزرانيقها حكاية القطيف التي لا تنتهي.
فيديو
https://x.com/alqhat/status/1985424669776732390?s=46



