أعادت شاشة «إم بي سي» إلى الواجهة واحدًا من أقدم معالم المنطقة الشرقية، حين سلطت الضوء على حمّام أبو لوزة الأثري في بلدة التوبي بمحافظة القطيف، في تقرير ميداني حمل عبق الماضي ودفء المكان، ووثق بعين الكاميرا رحلة البناء والذاكرة والإنسان الممتدة لأكثر من ثمانية قرون.
وبدت عدسة القناة وهي تجوب أروقة الحمّام العريق تستنطق جدرانه وقبابه الطينية التي تعلوها لمسات الترميم الحديثة، وكأنها تعيد للمكان أنفاسه الأولى بعد طول سبات.
واستعادت المراسلة في تقريرها سيرة العين التي كانت مقصدًا للاستشفاء من مياهه الكبريتية، وملتقى لأهالي القطيف بعد عناء الغوص والسفر والعمل، إذ اجتمع عنده الماء والنار والحياة في مشهد واحد يجسد توازن الإنسان مع بيئته.
وتحدّث عبدالرسول الغريافي أمام الكاميرا وهو يسترجع ذكرياته قائلاً إن «حمّام أبو لوزة» كان ملتقى الطفولة والشباب، ومكانًا للمرح والعلاج في آن واحد، وأضاف: «كنا نأتي جماعاتٍ أيام الإجازات لنسبح في العين الدافئة، وكان الناس يقصدونها للاستشفاء بالمياه المعدنية، حتى أصبح المكان جزءًا من عاداتهم اليومية».
وروى الغريافي مشاهد اجتماعية راسخة في ذاكرة القطيف قائلاً: «في يومَي الخميس والجمعة كان العرسان الجدد يزورون الحمّام قبل الزفاف في عادة تعبّر عن الفرح وبداية الحياة الجديدة، إذ يضم قسمًا للرجال وآخر للنساء يفصل بينهما ممر».
واستعرض التقرير مشاهد من داخل المبنى بعد الترميم، فظهرت القباب البيضاء والفتحاتها الصغيرة التي تعرف بـ«الروزنة» لحفظ الأغراض، وعلى الجانبين مقاعد حجرية تمتد بطول الجدران، فيما تضيء المصابيح الحديثة الممرات الضيقة برهافة لا تمس سكون المكان.
وبدت المياه الجوفية في قاع العين وكأنها تواصل سريانها الأبدي، شاهدة على حياة لم تنقطع منذ مئات السنين.
وقدّمت الدكتورة بدور العثمان، مديرة فرع هيئة التراث بالمنطقة الشرقية، قراءة معمارية وتاريخية للموقع، مؤكدة أن تصميم الحمّام الدائري يتوافق مع الطراز التقليدي في عمارة القطيف، وأن تسميته تعود إلى شكل قبته المدبّب الذي يشبه حبّة اللوز، وهي من رموز البيئة المحلية.
وأوضحت أن مياه العين كبريتية عالية القيمة المعدنية، مما جعلها وجهة للاستشفاء منذ القدم، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل بعد الترميم على إعداد خطة لتفعيل الموقع وفتحه للزيارة وفق أوقات محددة، ليصبح نافذة سياحية وتراثية تعكس هوية المكان وروحه.
وأبرزت اللقطات الخارجية بانوراما جمالية لموقع الحمّام وسط بساتين النخيل، ببواباته الخشبية وجدرانه الحجرية المائلة إلى البياض، فيما تجسّد القبة الكبيرة روح العمارة القديمة في المنطقة الشرقية.
ومع مرور الكاميرا على اللوحة التعريفية التي تحمل تاريخ المبنى العائد إلى عام 1289هـ، بدت الحروف وكأنها تشهد على أصالة لا تعرف الزوال.
واختُتم التقرير برسالة وجدانية أكدت أن عين أبو لوزة وإن غيرت ملامحها يد الزمن، فإن أثرها لم يجف من ذاكرة المكان ولا من وجدان أهله الذين يرون فيها رمزًا لهويتهم وامتدادًا لجذورهم.
فيديو
https://x.com/alqhat/status/1984751062125818330?s=46
وبدت عدسة القناة وهي تجوب أروقة الحمّام العريق تستنطق جدرانه وقبابه الطينية التي تعلوها لمسات الترميم الحديثة، وكأنها تعيد للمكان أنفاسه الأولى بعد طول سبات.
واستعادت المراسلة في تقريرها سيرة العين التي كانت مقصدًا للاستشفاء من مياهه الكبريتية، وملتقى لأهالي القطيف بعد عناء الغوص والسفر والعمل، إذ اجتمع عنده الماء والنار والحياة في مشهد واحد يجسد توازن الإنسان مع بيئته.
وتحدّث عبدالرسول الغريافي أمام الكاميرا وهو يسترجع ذكرياته قائلاً إن «حمّام أبو لوزة» كان ملتقى الطفولة والشباب، ومكانًا للمرح والعلاج في آن واحد، وأضاف: «كنا نأتي جماعاتٍ أيام الإجازات لنسبح في العين الدافئة، وكان الناس يقصدونها للاستشفاء بالمياه المعدنية، حتى أصبح المكان جزءًا من عاداتهم اليومية».
وروى الغريافي مشاهد اجتماعية راسخة في ذاكرة القطيف قائلاً: «في يومَي الخميس والجمعة كان العرسان الجدد يزورون الحمّام قبل الزفاف في عادة تعبّر عن الفرح وبداية الحياة الجديدة، إذ يضم قسمًا للرجال وآخر للنساء يفصل بينهما ممر».
واستعرض التقرير مشاهد من داخل المبنى بعد الترميم، فظهرت القباب البيضاء والفتحاتها الصغيرة التي تعرف بـ«الروزنة» لحفظ الأغراض، وعلى الجانبين مقاعد حجرية تمتد بطول الجدران، فيما تضيء المصابيح الحديثة الممرات الضيقة برهافة لا تمس سكون المكان.
وبدت المياه الجوفية في قاع العين وكأنها تواصل سريانها الأبدي، شاهدة على حياة لم تنقطع منذ مئات السنين.
وقدّمت الدكتورة بدور العثمان، مديرة فرع هيئة التراث بالمنطقة الشرقية، قراءة معمارية وتاريخية للموقع، مؤكدة أن تصميم الحمّام الدائري يتوافق مع الطراز التقليدي في عمارة القطيف، وأن تسميته تعود إلى شكل قبته المدبّب الذي يشبه حبّة اللوز، وهي من رموز البيئة المحلية.
وأوضحت أن مياه العين كبريتية عالية القيمة المعدنية، مما جعلها وجهة للاستشفاء منذ القدم، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل بعد الترميم على إعداد خطة لتفعيل الموقع وفتحه للزيارة وفق أوقات محددة، ليصبح نافذة سياحية وتراثية تعكس هوية المكان وروحه.
وأبرزت اللقطات الخارجية بانوراما جمالية لموقع الحمّام وسط بساتين النخيل، ببواباته الخشبية وجدرانه الحجرية المائلة إلى البياض، فيما تجسّد القبة الكبيرة روح العمارة القديمة في المنطقة الشرقية.
ومع مرور الكاميرا على اللوحة التعريفية التي تحمل تاريخ المبنى العائد إلى عام 1289هـ، بدت الحروف وكأنها تشهد على أصالة لا تعرف الزوال.
واختُتم التقرير برسالة وجدانية أكدت أن عين أبو لوزة وإن غيرت ملامحها يد الزمن، فإن أثرها لم يجف من ذاكرة المكان ولا من وجدان أهله الذين يرون فيها رمزًا لهويتهم وامتدادًا لجذورهم.
فيديو
https://x.com/alqhat/status/1984751062125818330?s=46



