في هذا المساء، سأحدثك عن شيء مُختلف قد يشعر به الإنسان ولكنه يُخفيه أو لا يُريد الحديث عنه، وأحيانًا لا يمتلك البعض أن يصمت، فيتذمر، مما يُؤثر سلبيًا على ذاته.
بُني
خُذني بحلمك، فقط حدق في ملامحي، وستقرأ لغة عيني، وتلمس المعنى في وجنتي.
سأحدثك عن ثقافة "المُكافأة الذاتية" بلغة بسيطة جدًا وذلك لكوني لست مُختصًا في الجانب النفسي؛ لأخوض بعمق في هذا الطرح، ولكنها التجارب، أرادتني أن أضع بضع كلمات؛ لأشعل فانوسًا في طريقك.
بُني
يحتاج الإنسان في هذه الحياة إلى فسحة، يُريح فيها نفسه، ويُنعشها بالسعادة، فذلك من الطبيعة البشرية، فعندما تتكبد النفس المشاق؛ ويتعب الجسد والروح، وتتراكم الأعباء، تهفو الروح والجسد إلى لحظات من الراحة والاستئناس، إلى المرح المُحبب؛ لتزويدها بالطاقة والفاعلية، من خلالها يُشعل ما انطفأ منه، فكل شيء يُستخدم لابد أن يُستهلك، ويُرهق، لذلك يحتاج إلى تجديده بشكل مُتواصل؛ كي يتمتع بالعنفوان، نظرًا لما يبذله من الجهد.
لهذا ينبغي أن يُكافئ الإنسان نفسه؛ ليستعيد نشاطه، ويشحذ همّته، حينها يزداد شغفه؛ لإكمال ما بدأه في سبيل تحقيق أهدافه.
من حق الجسد والروح، أن يرتاحا بعد كل جُهد، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نُكافئ ذواتنا؟
من الخطإ أن يستمر الإنسان في العمل، وبذل الجهد لوقت طويل دون الاتكاء إلى الراحة، وتفعيل المكافأة الذاتية، والذي سيسبب ضعفًا في التركيز، مما سيؤثر تباعًا على جودة العمل الذي يقوم به، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الطالب في عملية المُذاكرة والذي يستمر لساعات دون أن يأخذ قسطًا من الراحة، سيفقد القدرة على الفهم، من خلال ضعف تركيزه.
وفي ذات الصعيد، ينبغي أن يُكافئ هذا الطالب نفسه، وذلك بمنح نفسه وقتًا للراحة، أو يُهديها مكافأة بحسب ما يشتهي أن تكون، إذا أحرز تقدمًا في دراسته، وحصل على درجات عالية؛ كي يستمر في العطاء، ولا يترهل شغفه.
وعليه، لا ينتظر من الآخرين، أن يُقدموا المكافأة إليه، والتي إن قُدمت، لها أثرها الكبير في حياته، كأن يكافئ الوالدان أبناءهما على تحقيق النجاح والتميز في دراستهم، وهذا إن حصل فإنه الموقف المناسب، والذي يتسم بالجانب التربوي الصحيح، وهذا لا يمنع أن يسعى هو إلى مُكافأة نفسه، فما أجمل أن نبني ثقافة "المُكافأة الذاتية".
بُني
لذا لا تقف؛ لتنتظر المُكافأة من الآخرين، فقد لا تأتي، وبدلًا من كونها حافزًا ومُشجعًا عند قدومها، قد تكون ألمًا، يُحبطك؛ لأنك انتظرتها ولم تأتِ، أيّ ستشعر بالخُذلان، خصوصًا من المُقربين منك، والذين تتوقع منهم، أن يُبادروا.
إن مُكافأتك لذاتك، هي المُعول الذي سيقودك إلى الاستمرار والتألق، وهي الدافع الحقيقي إلى كل نجاح، ترنو إليه، وتنشده.



