“دعوات صباح الخير اليومية التي نتسابق في تداولها منذ تأسيس خدمة الواتساب، وربما أبعد من ذلك، جميع البطاقات الصباحية مليئة بالدعاء والأماني القلبية، والتبريكات بالأيام السعيدة. تحثنا تلك البطاقات على المحبة، وبث الأماني ونشر الفرح والسرور، وغالبًا تدعو إلى السلام والأمن والاطمئنان. على سبيل المثال: «اللهم أنعم علينا بالأمان والسلام وراحة البال» أو «منحكم الله السعادة ويسّر لكم الخير كما طلبتم» أو «صباح الهدوء وعبق الورد والأماني الصغيرة»… إلخ.
عندما بدأت مشوار التراسل، كانت المجموعة في نطاق الأصدقاء والأصحاب والمعارف، ومع مرور السنين انضم إلى المجموعة معارف جدد. ومع توسع المجموعة، بدأنا نلاحظ أن هذه البطاقات الصباحية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى أننا بدأنا نتوقعها وننتظرها كل صباح. بل ذهبنا إلى أكثر من ذلك، فعندما يتأخر علينا أحدهم بالإرسال، وتطول فترة انقطاعه، نتوجس خشيةً من أن يكون هناك شيء قد وقع – لا سمح الله – فنبادر بالتواصل لتطمئن عليه قلوبنا.
أعود إلى واقع محتوى البطاقات وأتساءل:
هل البطاقات المليئة بالتفاؤل تعكس واقعنا الحقيقي؟ هل نحن فعلًا نعيش في عالم مليء بالسلام والأمان والاطمئنان؟ أم أن هذه البطاقات مجرد محاولة للهروب من واقعنا المليء بجميع أشكال القلق والخوف والإحباطات التي تلف عالمنا من أقصاه إلى أقصاه؟
ربما تكون الإجابة أن هذه البطاقات هي مزيج من الحقيقة والأمنيات والطموحات؛ فنحن نعيش في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، ولكننا أيضًا نمتلك القدرة على نشر الفرح والسرور، وبث الأماني والأحلام. وربما تكون هذه البطاقات الصباحية تذكيرًا لنا بأن الحياة ليست دائمًا بائسة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل، وأن الحياة مدٌّ وجزر، تارةً ترتفع وتارةً تنخفض. والأماني القلبية والأدعية الطيبة هي مفاتيح صباحية نبدأ بها يومنا ببعض الارتياح، وكأنها زادٌ يحملنا إلى نهاية النهار، يرافقنا في رحلتنا، ويمنحنا القوة والشجاعة لمواجهة الصعاب.
مع السنين، كبرنا في العمر، وغادرنا من هذه الدنيا عددٌ من الأصدقاء، ولا تزال الدعوات الصباحية الجميلة تتوالى. ولكن، وللأمانة، أصبح المحتوى يفقد بعضًا من بريقه. فنحن نكبر، وعلى عكس ما يظنه الشباب، بأن كبار السن قد وصلوا إلى سن التقاعد وها هم يقضون أوقاتهم بعيدًا عن المشاكل وصخب الحياة، وأنهم يتراسلون بدعوات صباحية بهيجة، لا يعلمون مقدار الألم الذي يتضاعف كلما تقدموا في العمر.
ربما الحال ليس لجميع من يكبرون، ولكن الغالبية العظمى – وخصوصًا المرهفي الإحساس – تراهم يضعون أيديهم فوق قلوبهم كلما طلّ عليهم فجرٌ جديد. فقد أصبحوا لا يحملون مشاكلهم الخاصة فحسب، بل يضيفون عليها مشاكل أبنائهم وأحفادهم، وآبائهم إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، بل ويمتد شقاؤهم وهواجسهم إلى أصدقائهم وأقربائهم ومعارفهم. يتحسسون أحوال الكبير والصغير، ويتأثرون بخيباتهم وعثرات حياتهم.
وتأتينا بطاقات الصباح كالمعتاد: «اللهم فرح يملأ قلوبنا، وفرج يزيل همومنا»، «صباح الابتسامة إلى القلوب الطيبة النقية». لا أقول إن الدنيا قد خلت من أصحاب النوايا الطيبة، بل على العكس، فإنهم كثر، ولكنهم في عمر الكبر تراهم مشغولين في حالهم ومشاكلهم، وبطاقة الدعاء الصباحية بلسم يداوي جراحهم، وتضعهم على سكة التفاؤل، أو تعيد إليهم بريق الحياة.
إن هذه البطاقات الصباحية، التي كانت يومًا ما تحمل لنا الأمل والفرح، أصبحت الآن تذكرنا بأيام مضت، وبأصدقاء غادروا، وبأحلام لم تتحقق. إنها تذكرنا بأن الحياة ليست دائمًا سهلة، وأن الألم والتحديات جزء لا يتجزأ من رحلتنا.
ولكن، رغم كل هذا، لا نزال نرسل ونستقبل هذه الدعوات الصباحية، لأنها تذكرنا بأننا لسنا وحدنا، وبأن هناك من يهتم بنا، ومن يريد أن يرى السعادة في أعيننا. إنها تذكرنا بأن الحياة ليست دائمًا سيئة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل.
إن كبار السن، الذين يعيشون في ظل هذه التحديات، يظلون يحملون في قلوبهم الأمل والفرح رغم كل ما يعانونه. إنهم يرسلون ويستقبلون هذه البطاقات الصباحية، لأنها تذكرهم بأن الحياة ليست دائمًا سيئة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل.”
عندما بدأت مشوار التراسل، كانت المجموعة في نطاق الأصدقاء والأصحاب والمعارف، ومع مرور السنين انضم إلى المجموعة معارف جدد. ومع توسع المجموعة، بدأنا نلاحظ أن هذه البطاقات الصباحية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى أننا بدأنا نتوقعها وننتظرها كل صباح. بل ذهبنا إلى أكثر من ذلك، فعندما يتأخر علينا أحدهم بالإرسال، وتطول فترة انقطاعه، نتوجس خشيةً من أن يكون هناك شيء قد وقع – لا سمح الله – فنبادر بالتواصل لتطمئن عليه قلوبنا.
أعود إلى واقع محتوى البطاقات وأتساءل:
هل البطاقات المليئة بالتفاؤل تعكس واقعنا الحقيقي؟ هل نحن فعلًا نعيش في عالم مليء بالسلام والأمان والاطمئنان؟ أم أن هذه البطاقات مجرد محاولة للهروب من واقعنا المليء بجميع أشكال القلق والخوف والإحباطات التي تلف عالمنا من أقصاه إلى أقصاه؟
ربما تكون الإجابة أن هذه البطاقات هي مزيج من الحقيقة والأمنيات والطموحات؛ فنحن نعيش في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، ولكننا أيضًا نمتلك القدرة على نشر الفرح والسرور، وبث الأماني والأحلام. وربما تكون هذه البطاقات الصباحية تذكيرًا لنا بأن الحياة ليست دائمًا بائسة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل، وأن الحياة مدٌّ وجزر، تارةً ترتفع وتارةً تنخفض. والأماني القلبية والأدعية الطيبة هي مفاتيح صباحية نبدأ بها يومنا ببعض الارتياح، وكأنها زادٌ يحملنا إلى نهاية النهار، يرافقنا في رحلتنا، ويمنحنا القوة والشجاعة لمواجهة الصعاب.
مع السنين، كبرنا في العمر، وغادرنا من هذه الدنيا عددٌ من الأصدقاء، ولا تزال الدعوات الصباحية الجميلة تتوالى. ولكن، وللأمانة، أصبح المحتوى يفقد بعضًا من بريقه. فنحن نكبر، وعلى عكس ما يظنه الشباب، بأن كبار السن قد وصلوا إلى سن التقاعد وها هم يقضون أوقاتهم بعيدًا عن المشاكل وصخب الحياة، وأنهم يتراسلون بدعوات صباحية بهيجة، لا يعلمون مقدار الألم الذي يتضاعف كلما تقدموا في العمر.
ربما الحال ليس لجميع من يكبرون، ولكن الغالبية العظمى – وخصوصًا المرهفي الإحساس – تراهم يضعون أيديهم فوق قلوبهم كلما طلّ عليهم فجرٌ جديد. فقد أصبحوا لا يحملون مشاكلهم الخاصة فحسب، بل يضيفون عليها مشاكل أبنائهم وأحفادهم، وآبائهم إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، بل ويمتد شقاؤهم وهواجسهم إلى أصدقائهم وأقربائهم ومعارفهم. يتحسسون أحوال الكبير والصغير، ويتأثرون بخيباتهم وعثرات حياتهم.
وتأتينا بطاقات الصباح كالمعتاد: «اللهم فرح يملأ قلوبنا، وفرج يزيل همومنا»، «صباح الابتسامة إلى القلوب الطيبة النقية». لا أقول إن الدنيا قد خلت من أصحاب النوايا الطيبة، بل على العكس، فإنهم كثر، ولكنهم في عمر الكبر تراهم مشغولين في حالهم ومشاكلهم، وبطاقة الدعاء الصباحية بلسم يداوي جراحهم، وتضعهم على سكة التفاؤل، أو تعيد إليهم بريق الحياة.
إن هذه البطاقات الصباحية، التي كانت يومًا ما تحمل لنا الأمل والفرح، أصبحت الآن تذكرنا بأيام مضت، وبأصدقاء غادروا، وبأحلام لم تتحقق. إنها تذكرنا بأن الحياة ليست دائمًا سهلة، وأن الألم والتحديات جزء لا يتجزأ من رحلتنا.
ولكن، رغم كل هذا، لا نزال نرسل ونستقبل هذه الدعوات الصباحية، لأنها تذكرنا بأننا لسنا وحدنا، وبأن هناك من يهتم بنا، ومن يريد أن يرى السعادة في أعيننا. إنها تذكرنا بأن الحياة ليست دائمًا سيئة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل.
إن كبار السن، الذين يعيشون في ظل هذه التحديات، يظلون يحملون في قلوبهم الأمل والفرح رغم كل ما يعانونه. إنهم يرسلون ويستقبلون هذه البطاقات الصباحية، لأنها تذكرهم بأن الحياة ليست دائمًا سيئة، وأن هناك دائمًا أملًا في غدٍ أفضل.”



