استيقظت هذا الصباح على رسالة واتساب «رسمية جدًا» من رقم مقطوع عن الخدمة.
المرسل يعرّف نفسه بـ«المهندس ماهر الـ» من شركة الكهرباء، وكأن الشركة الموقرة قررت أن تعتمد على الواتساب بدلًا من مكاتبها وفروعها وتطبيقاتها وموقعها الإلكتروني المعروف.
المهندس المزعوم أراد مني أن أوضح عدد العدادات وقوة الأمبير المطلوب، لرفع طلبي واعتماده، وكأن تركيب العدادات أصبح مثل طلب وجبة سريعة عبر تطبيقات التوصيل.
المضحك المبكي أن هذا الشخص لديه بيانات مسبقة لا أعرف كيف حصل عليها بأنني في طور بناء منزل جديد، وحاول استغلال هذه المعلومة لتمرير لعبته، ولو استمررت معه، فلن يطول الأمر حتى يرسل «إيصال دفع» و«فاتورة» مزيفة بهدف الاحتيال.
أصدقائي، شركة الكهرباء لا تبيع خدماتها عبر أرقام مجهولة ولا عبر «واتسابيات» مقطوعة.
الحذر واجب، فالعصابات تتفنن، والضحايا يُستهدفون بطرق تبدو أحيانًا ساذجة، لكنها خطيرة.
باختصار، إن وصلتك رسالة تبدأ بـ«السلام عليكم أستاذي العزيز معك المهندس»، فلا تفكر كثيرًا، فقط ابتسم، ثم بلّغ، لأننا لا نريد لواتساب أن يتحول إلى شركة عدادات النصب والاحتيال.
وعلى الإنسان أن يتحلى بالفطنة في مثل هذه الأمور، وأن يتردد مليون مرة قبل الدخول في أي تعامل مالي مع مجهولين.
ولا يثق بأي تعامل عبر الواتساب أو مواقع لا يعرفها أصلًا، ولا ينساق خلف طلبات تقديم رمز تحقق أو كود.
فالمشورة واجبة، والحذر سبيل النجاة، وحتى لا يقع أحد فريسة سهلة لمثل هذه الأساليب الرخيصة، أبلِغ فورًا عن هذه الأرقام ولا تتردد.



