13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

رسالة واتساب تضع القطيف في عين شاعر كويتي.. من بساتينها أبيات ومن شارع أُحد رمز

نشرت صحيفة الجريدة الكويتية في زاويتها الشهيرة “درايش” قصيدة حملت عنوان «المرور في سما القطيف» بقلم الشاعر الكويتي وضّاح، وهو الاسم المستعار للشاعر نشمي مهنا، في مشهد شعري عابر للحدود، ردًا على رسالة “واتساب” تلقاها من صديقه الشاعر السعودي أحمد الملا (من الأحساء)، الذي وجّهه بدعوة لزيارة القطيف.

خلفية القصة
وجاءت القصيدة لتجسد حالة وجدانية خاصة، حيث حوّل الشاعر رسالة إلكترونية عابرة إلى نص أدبي متكامل، حاملاً بين أبياته مشاعر الصداقة، والحنين، والانجذاب إلى المكان، فهي ليست مجرد رد على دعوة، بل لوحة شعرية تجوب فضاء القطيف، ترسم ملامحها ببساتينها ونخيلها، وتستحضر عبق الصيف والشتاء معًا.

في قلب النص

كتب وضّاح:

«لو طرّت عالي في سماي
مالي ببساتين القطيف!»

ويضع القارئ بهذين السطرين مباشرة في قلب التجربة، حيث يمتزج التحليق في فضاء الخيال بالهبوط في أرض الواقع المليئة بالكرم والجمال. 

ويواصل الشاعر ليجعل من “شارع أُحد” في القطيف رمزًا غاليًا، ومن نخيلها ومياهها عنوانًا للصفاء:

«بين النخل ينبوع ماي
مثلك، وفي مشيه لطيف».

القطيف في عين شاعر كويتي

تكمن فرادة القصيدة في كونها جسرًا أدبيًا بين الكويت والقطيف، فالكاتب الكويتي يصف مدينة سعودية بلسان المحب الزائر. يراها من خلال أصدقائه، ومن خلال ما تختزنه في ذاكرته الجمعية من معاني الكرم والصفاء، كما أن استدعاء المواسم (الصيف والشتاء والخريف) يعكس بعدًا وجدانيًا يوحي بديمومة العلاقة وامتدادها عبر الزمن.

تفاعل ثقافي عابر للحدود

ولم تقتصر القصيدة على النشر الورقي في صحيفة الجريدة فقط، بل جرى تداولها في موقع الصحيفة الإلكتروني ومنصاتها على وسائل التواصل، لتلقى صدى واسعًا بين القراء والمتابعين من الخليج، بوصفها نصًا يلخّص التفاعل الثقافي بين شعراء المنطقة، ويؤكد أن الأدب لا يعرف حدودًا جغرافية.

القصيدة:

لو طرْت عالي في سماي 
مالي ببساتين القطيف!

متْعَدّي الدنيا وراي 
وأحس بجناحي خفيف 

طيّاري ما يسمع نداي 
لو قلت له نزّلني "ضيف"! 

"شارع أُحُد" غاية مناي 
قلبي يمر من فوق... طيف 

ما قلت لك في يوم... 
جاي أنا الشتا وفصل الخريف 

أنا أخوك إفهم عماي 
ضيفك أنا في كل صيف 

بين النخل ينبوع ماي 
مثلك، وفي مَشْيَه لطيف 

يا العَذْب يا بحّات ناي 
يا ليل يا الورد الكثيف! 

يا الأحمدي بْساطك هواي 
يا رمز للمعنى الشريف 

ذكّرني فيك اللي معاي: 
قلبٍ على الجُرْف المخيف!



error: المحتوي محمي