قدّمت الفنانة التشكيلية أفراح حسين خليفة الحساوي من مدينة سيهات في محافظة القطيف، حضورًا لافتًا في معرض «روازن 5» للأعمال الصغيرة، بلوحتين حملتا عنوان «طفولة»، لتعيد عبرهما استحضار مشاهد براءة الطفولة وما تحمله من دفء عاطفي وحنين إلى البدايات.
واعتمدت الحساوي في لوحتيها أسلوبًا تجريديًا هندسيًا يميل إلى التكعيبية، حيث جسّدت طفلتين تجلسان في هيئة ساكنة، بملامح مختزلة تكاد تخلو من التفاصيل، لتترك مساحة واسعة لتأويل المتلقي. في اللوحة الأولى، تتقدّم طفلة وحيدة يجاورها فانوس مضيء، ليشكّل الفانوس رمزًا للذاكرة الجمعية، وأيقونة تحيل إلى زمن البساطة حين كان الضوء اليدوي يرافق ليالي القرية.
أما اللوحة الثانية، فقدّمت ثنائية الطفولة عبر جلوس فتاتين متجاورتين، متشابهتين في الملامح والهيئة، وكأنهما توأمان يرمزان إلى الصداقة أو الأخوّة. اللون الأزرق بدرجاته المختلفة شكّل خلفية واسعة تعكس صفاءً داخليًا وهدوءًا وجدانيًا، فيما جاءت ألوان الملابس البنفسجي والأخضر لتضيف حيوية وتوازنًا بصريًا إلى المشهد.
وتميّزت الحساوي بالقدرة على المزج بين البساطة والعمق، فجعلت من تقليل التفاصيل ميدانًا لإبراز الجوهر، حيث تتحول الطفولة هنا من مجرد صورة إلى رمز للحياة النقية. استخدام الفانوس في سياق العمل أضاف بعدًا رمزيًا آخر، يحيل إلى الطفولة كمنارة داخلية تنير الذاكرة حتى في عتمة الأيام.
وجاءت مشاركة الفنانة ضمن النسخة الخامسة من معرض «روازن» الذي أقيم في دار نورة الموسى للثقافة والفنون بالأحساء، جامعًا 45 فنانًا وفنانة من القطيف بأعمال صغيرة بمقاس (50×50). وقدّم المعرض لوحات متنوّعة بين التجريد والبورتريه والزخرفة، مستلهمًا اسمه من «الروزنة» الشعبية القديمة، ليكون نافذة صغيرة على عوالم واسعة من الإبداع.



