تقدّمت زهراء الضامن، الأكاديمية الكفيفة القادمة من سنابس بمحافظة القطيف، بخطوات واثقة نحو الطاولة، تلمس بين يديها الطين البارد وكأنها تعانق صديقًا قديمًا. لم يكن فقدان البصر عائقًا، بل كان دافعًا لتجعل من أناملها عيونًا، ومن إحساسها بوصلةً تبصر بها العالم وتعيد تشكيله كيفما شاءت روحها.
ونظّم قسم العلاقات العامة والإعلام بوحدة الخدمات الاجتماعية الداعمة بالقطيف، بالتعاون مع جمعية البر الخيرية بسنابس، دورة فنية حول فنون الفخار وصناعة المجسمات، فجعلت زهراء من القاعة مسرحًا لعزيمة تتخطى كل قيود، وعلى مدى يومين، الأربعاء والخميس ٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ، جلست خمس وعشرون متدربة من ذوات الإعاقة ومن عامة المجتمع يتأملن كيف تصوغ الكفيفة من الطين حياة.
ورفعت زهراء قطعة الطين بين يديها في اليوم الأول، وبدأت تُعرّف المتدربات على أدوات الفخار وأنواعه، تصف تفاصيله بلغة من عاشره طويلًا، وكأنها ترى بأصابعها ما قد تعجز العين عن ملاحظته، أما اليوم الثاني، فقد تحوّل إلى رحلة عملية، حيث راحت تشكّل المجسمات وتلونها بألوان خاصة، فيما شاركت المتدربات بإنجاز مجسم للبنت، كان شاهدًا على ما يحدث حين يتلاقى الفن مع الإرادة.
وتحدثت المشاركات عن تجربة غير عادية، عن مساحة جديدة فتحت لهن للتعبير والإبداع، عن طاقة جعلتهن يؤمنّ أن الإعاقة ليست إلا وهماً أمام قوة الإرادة، فالدورة لم تكن درسًا في الفخار فقط، بل كانت درسًا في الحياة نفسها، حيث تصبح المعرفة النظرية امتدادًا لتجربة عملية لا تُنسى.
واختُتمت الدورة بمشهد مؤثر، إذ وقفت الإدارة تقدّم شهادات التقدير لجمعية البر الخيرية بسنابس، وللمدربة التي أبهرت الجميع، وللمتدربات اللواتي خضن التجربة، ولم يكن التصفيق في ختام اليوم مجرد تحية، بل كان اعترافًا ببطولة امرأة أغلقت عينيها عن النور، ففتحت للعالم أبوابًا جديدة من الضوء.


ونظّم قسم العلاقات العامة والإعلام بوحدة الخدمات الاجتماعية الداعمة بالقطيف، بالتعاون مع جمعية البر الخيرية بسنابس، دورة فنية حول فنون الفخار وصناعة المجسمات، فجعلت زهراء من القاعة مسرحًا لعزيمة تتخطى كل قيود، وعلى مدى يومين، الأربعاء والخميس ٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ، جلست خمس وعشرون متدربة من ذوات الإعاقة ومن عامة المجتمع يتأملن كيف تصوغ الكفيفة من الطين حياة.
ورفعت زهراء قطعة الطين بين يديها في اليوم الأول، وبدأت تُعرّف المتدربات على أدوات الفخار وأنواعه، تصف تفاصيله بلغة من عاشره طويلًا، وكأنها ترى بأصابعها ما قد تعجز العين عن ملاحظته، أما اليوم الثاني، فقد تحوّل إلى رحلة عملية، حيث راحت تشكّل المجسمات وتلونها بألوان خاصة، فيما شاركت المتدربات بإنجاز مجسم للبنت، كان شاهدًا على ما يحدث حين يتلاقى الفن مع الإرادة.
وتحدثت المشاركات عن تجربة غير عادية، عن مساحة جديدة فتحت لهن للتعبير والإبداع، عن طاقة جعلتهن يؤمنّ أن الإعاقة ليست إلا وهماً أمام قوة الإرادة، فالدورة لم تكن درسًا في الفخار فقط، بل كانت درسًا في الحياة نفسها، حيث تصبح المعرفة النظرية امتدادًا لتجربة عملية لا تُنسى.
واختُتمت الدورة بمشهد مؤثر، إذ وقفت الإدارة تقدّم شهادات التقدير لجمعية البر الخيرية بسنابس، وللمدربة التي أبهرت الجميع، وللمتدربات اللواتي خضن التجربة، ولم يكن التصفيق في ختام اليوم مجرد تحية، بل كان اعترافًا ببطولة امرأة أغلقت عينيها عن النور، ففتحت للعالم أبوابًا جديدة من الضوء.





