حكاية من الممكن أنت أيضًا سمعت مثلها. حكاية عن عمل أنشأه الأب في الزمان البعيد. بدأ الوالد العمل من الصغر وكان همه الأول أن يكون من يعمل معه المساند والشريك في النجاح، لا يؤخر الراتب ولا يطرد العامل من أجل تخفيف كلفة التشغيل. العمل يمشي بالبركة ومحبة الناس ورضا الله سبحانه وتعالى والربح الجيد.
لم يدرس في المدارس الحديثة عن كيفية تطوير العمل وتقليل المصاريف. يعمل بالنية السليمة والقلب الطيب وخبرة الحياة منذ سنوات الطفولة. سنة بعد سنة ازداد عدد الفروع وتوسعت المنشأة. حتى جاءت لحظة توفي فيها الوالد رحمه الله وجاء من بعده ابنه "الشاطر" الذي تخرج في جامعات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية.
صار الآن الابن كبيرًا يفهم إدارة عمليات الأعمال التجارية، وصناعة القرارات المهمة. وضع أول اهتماماته تخفيض الكلفة. فصل بعض الموظفين القدامى، أغلق بعض الفروع، ركز على بعض المنتجات دون غيرها. كلّ شيء جيّد لكن البركة التي يعمل بها الوالد الأب ذهبت.
تأخرت رواتب الموظفين عدة أشهر، اختفت المنتجات المطلوبة من الرفوف، ظهرَ منَافسون جدد. لم يعد الزبون أهم شيء إنما أرقام الربح والخسارة. لم يعد التطوير والتحديث الرقم الأول في الأولويات خوفًا من زيادة الكلفة.
باختصار ذهبت بركة "الشايب" وذهبت معها المؤسسة كلها التي تعب عليها وتركها لابنه "أبو العرّيف". الناس يتحدثون عن "بركة الشايب" الذي كان لا يؤخر رواتب الموظفين ولا يهتم كثيرًا بتخفيض التكلفة إنما يهتم بالبركة. يقولون: الله يرحمه، فرق كبير جدًّا بينه وبين ابنه! كبير جدًّا!
الحكاية التي قرأتَها من نسج خيالي تمامًا، لكنها حكاية منشأة كلنا نعرفها، نسمع عنها، نعاصرها. منشأة تبدأ بالتسامح والطيبة وخدمة الناس والربح المعقول ثم تموت تحت سياط الأنانية والتفرد بالرأي. يختلف الإخوة، يتفرد واحد منهم بالإدارة، أفكار من خارج الصندوق كما يقولون.
يبدو أن الكلام صحيح؛ البركة في الربح القليل والصدق والأمانة وخدمة الناس. في مراعاة الإنصاف وعدم أخذ الربح من المؤمن زائدًا على مقدار الحاجة. الناس يقولون: التجارة شطارة لكن التجارة أمانة وصدق وسماحة وتوفيق من رب العالمين. عن رسول الله صلى الله عليه وآله "الخير عشرة أجزاء أفضلها التجارة إذا أخذ الحقّ وأعطى الحقّ". لاحظ: "إذا أخذَ الحقّ وأعطى الحقّ" وليس على المطلق. الأحاديث في التجارة كثيرة جدًّا لأن العمل فيها يقتضي التعامل مع الناس. مؤسف عندما يغلب العشر تسعة أعشار ويخسر التاجر!
إذا كنت القارئ الكريم تفكر في ابتداع عمل ومنشأة تكبر مع الزمن، اقرأ حكايات الناجحين العصاميين والفاشلين. كلّ صنف منهم في حكاياتهم دروس. عندما تقرأ سيرة الفاشلين ترى أن أخلاقهم سقطت قبل سقوطهم المادي وسبقت انهيار إمبراطوريات أعمالهم. تسقط إمبراطوريات المال والأعمال حالما تفقد منظومة القيم والأخلاق الضرورية من أجل بقائها واستدامتها.
لم يدرس في المدارس الحديثة عن كيفية تطوير العمل وتقليل المصاريف. يعمل بالنية السليمة والقلب الطيب وخبرة الحياة منذ سنوات الطفولة. سنة بعد سنة ازداد عدد الفروع وتوسعت المنشأة. حتى جاءت لحظة توفي فيها الوالد رحمه الله وجاء من بعده ابنه "الشاطر" الذي تخرج في جامعات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية.
صار الآن الابن كبيرًا يفهم إدارة عمليات الأعمال التجارية، وصناعة القرارات المهمة. وضع أول اهتماماته تخفيض الكلفة. فصل بعض الموظفين القدامى، أغلق بعض الفروع، ركز على بعض المنتجات دون غيرها. كلّ شيء جيّد لكن البركة التي يعمل بها الوالد الأب ذهبت.
تأخرت رواتب الموظفين عدة أشهر، اختفت المنتجات المطلوبة من الرفوف، ظهرَ منَافسون جدد. لم يعد الزبون أهم شيء إنما أرقام الربح والخسارة. لم يعد التطوير والتحديث الرقم الأول في الأولويات خوفًا من زيادة الكلفة.
باختصار ذهبت بركة "الشايب" وذهبت معها المؤسسة كلها التي تعب عليها وتركها لابنه "أبو العرّيف". الناس يتحدثون عن "بركة الشايب" الذي كان لا يؤخر رواتب الموظفين ولا يهتم كثيرًا بتخفيض التكلفة إنما يهتم بالبركة. يقولون: الله يرحمه، فرق كبير جدًّا بينه وبين ابنه! كبير جدًّا!
الحكاية التي قرأتَها من نسج خيالي تمامًا، لكنها حكاية منشأة كلنا نعرفها، نسمع عنها، نعاصرها. منشأة تبدأ بالتسامح والطيبة وخدمة الناس والربح المعقول ثم تموت تحت سياط الأنانية والتفرد بالرأي. يختلف الإخوة، يتفرد واحد منهم بالإدارة، أفكار من خارج الصندوق كما يقولون.
يبدو أن الكلام صحيح؛ البركة في الربح القليل والصدق والأمانة وخدمة الناس. في مراعاة الإنصاف وعدم أخذ الربح من المؤمن زائدًا على مقدار الحاجة. الناس يقولون: التجارة شطارة لكن التجارة أمانة وصدق وسماحة وتوفيق من رب العالمين. عن رسول الله صلى الله عليه وآله "الخير عشرة أجزاء أفضلها التجارة إذا أخذ الحقّ وأعطى الحقّ". لاحظ: "إذا أخذَ الحقّ وأعطى الحقّ" وليس على المطلق. الأحاديث في التجارة كثيرة جدًّا لأن العمل فيها يقتضي التعامل مع الناس. مؤسف عندما يغلب العشر تسعة أعشار ويخسر التاجر!
إذا كنت القارئ الكريم تفكر في ابتداع عمل ومنشأة تكبر مع الزمن، اقرأ حكايات الناجحين العصاميين والفاشلين. كلّ صنف منهم في حكاياتهم دروس. عندما تقرأ سيرة الفاشلين ترى أن أخلاقهم سقطت قبل سقوطهم المادي وسبقت انهيار إمبراطوريات أعمالهم. تسقط إمبراطوريات المال والأعمال حالما تفقد منظومة القيم والأخلاق الضرورية من أجل بقائها واستدامتها.



