عندما يسدل الليل سدوله، وتخفت ضوضاء الحياة، تجتمع الأرواح الطيبة في جلسةٍ معتادةٍ تجمع نخبة من المثقفين والأصدقاء، كلٌ منهم يحمل في جعبته تجربة، ورؤية، وفكرة تُثري الحوار وتفتح أبواب التأمل بين رائحة القهوة ودفء الوجوه ابتسامة أحدهم وطاقة المكان الإيجابية.
في إحدى هذه الأمسيات، طرح أحدهم سؤالًا بسيطًا وعميقًا: ما اللحظة التي تشعر فيها أنك في ذروة السعادة؟
ساد صمت لثوانٍ ثم انطلقت الآراء كالشلال، عذبة، صادقة، وملهمة.
السعادة في الصداقة
قال أحدهم: "أبلغ درجات السعادة أعيشها في جلسةٍ أخويةٍ مع أصدقاء يشبهونني في الذوق، في الفكر، وحتى في الهوايات. نتحدث عن أسفارنا، نوصي بعضنا بأماكن تستحق العناء، ونضحك على تفاصيل مغامراتٍ لا تُنسى".
السعادة في العطاء
أجاب آخر: "لا شيء يضاهي لحظة أن تُحلّ مشكلة لشخص لجأ إليك. كلما كانت المحنة أعقد، وكلما شاركته لحظة الفرج، شعرت بسعادة لا توصف".
السعادة في الكلمة
تحدّث عاشق الشعر قائلًا: "في مجلس الأدب والشعر، حين تتعانق القوافي ويتبارى الشعراء، أعيش قمة السعادة. الكلمة تهز القلب، وتحيي الروح".
السعادة في القرب من الله
أحد الأصدقاء يقول "حين أدخل مسجد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو أزور مقامًا شريفًا، أشعر بسعادة روحانية تُحيي يقيني، وتعيد ترتيب أولوياتي وتعرفني بهويتي
■ السعادة في النجاح والإنجاز
ومنهم من شاركنا آراءه، قائلًا تحقيق الأهداف، أو تجاوز تحدٍ طويل، أو حتى قراءة كتاب يُشعل فكري، وكأنني في سفر طويل أجول في تلك الصفحات حتى نهايتها. كلّها كانت لحظات أجمع المشاركون أنها تمنحهم نشوة داخلية خاصة.
السعادة في القيم الأصيلة
بر الوالدين، صدقة الخفاء، النفقة على الأسرة، الإحسان للناس. تلك كانت مفاتيح السعادة التي ذكرها البعض، مؤكدين أن السعادة لا تُشترى، بل تُعاش بالنيّة الطيبة والفعل النبيل.
في نهاية النقاش، ساد شعور مشترك بأن السعادة لا تأتي من الخارج، بل من الداخل. هي ليست لحظة عابرة، بل شعور دائم بالامتنان، بالاتصال الحقيقي مع الذات، بالله، ومع الآخرين السعادة ليست محطة نصل إليها بل رفيق درب نسير معه.
عزيزي القارئ:
ما اللحظة التي تبلغ فيها ذروة السعادة؟
شاركنا رأيك، فقد تكون كلمتك نورًا لقلبٍ يبحث عن طريقه.



