13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

وهج كرة اليد المحلية.. إلى أين؟

تستحق كرة اليد في وطننا المعطاء أن تحظى بالاهتمام والرعاية بما يتناسب ونجاحاتها، التي حققتها أنديتها ومنتخباتها بمختلف الدرجات، وبما تطمح الوصول إليه من تطلعات تنافسية على المستوى العالمي، وهي التي تأتي في المرتبة الثانية بعد كرة القدم بين جميع الألعاب وبلا جدال.

يأتي ذلك أولاً، من خلال توجيه البوصلة نحو الأندية ذات المداخيل القليلة، وفي الوقت نفسه هي الرافد الأول للمنتخبات الوطنية، فضلاً عن تميزها في المنافسات المحلية وغيرها، بالعمل على تقييمها، وتلمس احتياجاتها، والتي تقل في بعضها عن تلبية احتياجات ومقومات اللعبة.

اتحاد اليد الموقر في تشكيله الجديد، برئاسة الأستاذ حسن هلال، يدرك تمامًا ما تعانيه هذه الأندية من شح الموارد، وضعف البنية التحتية، وهو الذي زار بعضها، قبل فترة وجيرة، واطلع على ذلك بتفاصيله المملة عن كثب، وأسباب عجزها عن استيفاء المتطلبات التي تنص عليها لوائح الاتحاد، فضلاً عن الوزارة، فتخفق تارة في تحقيق النسب الأدنى من الحوكمة والكفاءة، وغير ذلك مما يعجزون عن الوفاء به، وهو ما يعرقل حضورها، وبالتالي اتخاذ إجراءات قانونية ضدها من قبل اتحاد اللعبة إلى حين الوفاء بالتزاماتها.

ليست لدي فكرة تامة عن الأنظمة الآن، بالقدر الذي أجزم فيه تمامًا أنه بإمكان الاتحاد تفهم الأمر، وتطويع الاشتراطات، بعد التماس العذر لهذه الأندية، وليس آخرها نادي مضر، أحد أضلاع التفوق في اللعبة، وهنا لا نطلب أن يكون ذلك "خارج النظام" Out - Policy-، وإن كان بالإمكان العمل بذلك وفقًا لظروف يحددها ويضمنها الاتحاد في نظامه، وهو الأمر المتبع على مستوى مختلف الأنظمة الإدارية المعمول بها. 

لا يمكن أن تقارن هذه الأندية بالأندية ذات الوفرة المادية، والدعم اللا محدود، ولكن بما يشفع لها، من مكانة في خارطة كرة اليد، وأيضًا بما تضخه مدارس هذه الأندية من لاعبين للمنتخبات الوطنية كما ذكرنا آنفًا، فضلاً عن استقطابات الأندية المحلية الأخرى منها، من لاعبين ومدربين، وإداريين وإعلاميين، الأمر الذي يشكل ظاهرة لافتة. 

فكيف لأندية تفتقر للموارد اللازمة، أو الدعم من طيفها ومنتسبيها أن تكون لها تلك القواعد البشرية، رغم المعاناة وقلة الحيلة والضعف المادي، والذي يحاولون الارتقاء به، فيفشلون، أو أنهم يحققون ما لا يسد رمق الألعاب واللاعبين. 

محدثكم يود هنا من الاتحاد الموقر ورئيسه الشاب الأستاذ حسن هلال أن يلتمس العذر لهذه الأندية عن إخفاقها في تحقيق الكفاءة المالية، والتي ربما تخوض المسابقات دون تمثيل من كامل أسماء لاعبيه، محليين وأجانب، أضف إلى ذلك، الأندية التي انسحبت، ربما للسبب ذاته أو أسباب أخرى تعجزها عن تلبية متطلبات كرة اليد، خاصة في ظل التسابق المحموم لاستقطاب اللاعبين، سواء المحليين من الأندية، أو اللاعبين المميزين الأجانب، وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة للبقاء في حلبة المنافسة، أو السقوط، إما بالضعف الفني، أو القصور المادي الحاد. 

لهذا نرى أنه لا مناص من إعادة النظر في هذا الأمر، ولهذه الأندية التي يشفع لها وجودها الفني المميز، بما يبقيها بين الأندية المنافسة التي تطمح للبطولات، وبالتالي ما يبقي المسابقات بطابعها المشوق، مشاركة مع الزخم الجماهيري الذي كان له الأثر الكبير في تميز لعبة اليد، وزيادة الراغبين بمشاهدتها أو الحضور لها مباشرة. 

لا نريد أن نخسر هذه الأندية، أكان ذلك بابتعادها عن المنافسة، وبالتالي انحدار اللعبة لديها، ومن ثم جفاف منابعها، أو ربما إلغاء اللعبة نهائيًا، كما فعلت بعض الأندية، وهو الأمر أيضًا الذي نريد من اتحاد اليد الموقر أن يأخذ الأمر على محمل الجد، والعمل على إعادة الأندية المنسحبة، والعدول عن قراراتها، وإعادة اللعبة كما كانت، وأملنا في اتحاد اليد كبير، بأن يدرس الأمر ويتدارك ما حصل، ويسمح بتسجيل اللاعبين، مراعيًا وضع بعض هذه الأندية، على أن يتابع معها حال الكفاءة المالية فيها، حتى الانتهاء منها. 

بالتوفيق لاتحادنا الموقر الجديد ورئيسه الشاب الطموح حسن نصر هلال وفريقه.


error: المحتوي محمي