نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع، شهدت القطيف أعمال تطوير في شبكة المياه المحلاة، ضمن مشروع كبير لاستكمال تغطية المحافظة بالخدمة، وهو خبر جميل بالطبع لكافة سكان المحافظة، إلا إذا كنت في قائمة الضخ المؤجّل، فهنا تتأجل فرحة أعمال التطوير قليلًا وتتحول مؤقتًا إلى بحث عاجل عن «بديل مائي»، إذا كنت ممن لا يمتلكون خزانًا احتياطيًا، أو خزانات كبيرة.
وبما أننا في «القطيف اليوم» نتلقى نفس السؤال في كل مرة من قبل البعض «ويش نسوي إذا انقطع الماي»، قررت، وبعد سيل من الأسئلة والملاحظات الواردة من القراء والمتابعين، أن أكتب هذا المقال، لعلّ الإجابة هذه المرة تصل قبل أن تصل رسائل العائلة «مافي ماي.. أحد يعرف رقم سيارة تعبي».
أعلم أن الحديث عن الصهاريج في مقال رأي قد يبدو غريبًا بعض الشيء، لكن عندما ينقطع الماء، لا وقت للشاعرية، ولا مكان للفلسفة، والموضوع لا يحتمل الانتظار حتى يأتيك وحي الإنقاذ.
أول ما يحدث، تبدأ رحلة البحث عن «صديق الفرصة الذهبية»، بمجرد أن ينقطع الماء، تُمسك بهاتفك أو تفتش في القروبات، تبحث عن أي رقم جوال لأي صهريج متاح، وتفرح حين تجد رقمه، ولكن البعض يقول ما إن تتصل لهذا الصدق حتى تتلقى الصدمة «تبغى الماي بـ ٣٠٠ أو ٤٠٠»، وهنا تبدأ «معركة الماء»، حيث لا يكون التحدي في إيجاد الصهريج، بل في محاولة استغلال الموقف، وهذا حدث مع البعض وليس الكل، ويمكن يكون سائق الوايت مو فاضي وحب يصرّف المتصل على قولتنا، لأنه مزحوم طلبات أخرى.
في مثل هذه اللحظات، لا تضيع وقتك في التردد، بل افتح التطبيق أو الجوال وبلّغ حسب نوعية البطل، فإن كان الصهريج يتبع مؤسسة مصرحة ويمارس الاستغلال في الأسعار، فالجهة المعنية هنا هي شركة المياه الوطنية، ولا تتردد أبدًا في التبليغ عليه.
أما إذا كان سائق الصهريج من نوع «تعال صديق» المتجول، فهنا يأتي دور البلدية، لأنه عمليًا يمارس مهنة البيع المتجول بشكل مخالف سواء بيع ماء أو خضروات أو غيره، ويستغل مثل هذه المواقف بطريقة لا يمكن السكوت عنها، ويجب التبليغ عليه حتى يتم ردعه.
وباختصار، لا تجعل احتياجك للماء وقودًا للابتزاز، فالتبليغ لا يُنقص من أخلاقياتك شيئًا، لكنه يُنقص كثيرًا من عدد المستغلين، وبلاغك في هذه الحالة ليس فقط تصرفًا سليمًا، بل هو واجب وطني وديني واجتماعي.
طيب، ما هو الحل النظامي الذي لا يوقعنا في فخ بعض المستغلين، هنا نعود للمنطق، وهو الطلب من مؤسسة أو شركة نظامية ومرخصة، أو تطبيق الشركة الوطنية للمياه وهو موجود، وربما يسكن في جوالك دون أن تنتبه له.
بضغطة زر واحدة يمكنك طلب صهريج رسمي بسعر يقارب أربعين ريالًا، وهو أقل من سعر كيلو الهامور في سوق السمچ، ويُفترض أن يصلك خلال خمس ساعات.
طيب وإذا تأخّر، ببساطة ترفع شكوى من داخل التطبيق نفسه وتتابعها كما هو منصوص عليه، ولا تقلق فلن يقول لك أحد «ارجع لنا بعد أسبوع».
الكلام أعلاه موجه لمن سألني عن الحل الرسمي، فهذا هو الحل الرسمي المتاح، ومن المؤسف فعلًا أن نتركه ونهرول خلف من يريد أن ينشىء سوق سوداء، ونحن نعيش في عام ٢٠٢٥م، وكل وسائل الردع النظامية للاستغلاليين متاحة للجميع.
ونحن نحسن الظن، طبعًا، بأن المقاول (المسؤول عن توفير الصهاريج) ما راح يكون نايم وقت الصيانة، أكيد عنده منبّه خاص لكل جدول تطوير، ويصحى قبل وقف الضخ، بساعات وهو يجهّز خطة طوارئ تفصيلية، فيها حتى عدد الصهاريج المتوقع طلبها ونوع الهوز، ومقاول المياه هنا، لا نقصد شخصًا بعينه، لكن المفترض أن مقاول المياه يعلم مسبقًا أن هناك صيانة، وهنا يجب وضع خطة لتجنب حدوث أي انتظار طويل، ومن المفترض أن يكون هذا هو الحاصل عمليًا.
فكما أن على المقاول أن يكون مستعدًا، فعلى الجهة المشرفة عليه ألّا تغفل عن أهمية المبادرة بإرسال رسائل توعوية مبكرة، لا أن تترك البعض يكتشف الخدمات التي تقدمها الشركة بالصدفة، أو عبر أحد قروبات الشويكة أو حلة محيش، بل يجب عليها أن تسوّق خدماتها بشكل احترافي، كما تفعل جميع الشركات الخدمية الوطنية وبقية الأجهزة في الدولة، والتي أثبتت جدارة وكفاءة عالية، وأصبحت أنموذجًا يُحتذى به في هذا الشأن.
وتخيّل معي، لو أن إشعارًا وصلك يقول «نذكّرك بإمكانية طلب صهريج مياه الآن، قبل لا تحتاج»، أليس ذلك أفضل من رسالة «لدينا أعمال تطوير في الشبكة....إلخ، ونشكرك لتفهّمك».
فخلاصة الكلام، حين تنقطع المياه، لا تكتفِ بالتحلّي بالصبر، تحلَ أيضًا بالتطبيق، واحذر أن تكون ضحية لبائع يظن أن الطوارئ موسمه الذهبي، وكن واعيًا، وكن من أولئك الذين يملكون الخطة (والتطبيق)، لا من الذين يبحثون عن حل بعد إغلاق كل الحنفيات (طبعًا احنا نسميها بلبلة مو حنفية).
وبالمناسبة لا تنتظر حتى تسمع صوت «البلبلة تسعل» لتتأكد أن الماء انقطع، ولا تسأل جيرانك «عندكم ماي وإلا مثلنا»، افتح التطبيق بدلًا من فتح باب النقاش مع عمّتك في قروب العائلة (الله يرحم عماتي وهنيئًا لمن لديه عمة عايشة الله يخليها)، وجرّب طلب الصهريج مثلما تطلب فطورك وعشاك من مطعم تراث الأجداد، بس الفرق هنا التطبيق يوصّل ماء، مو عصيدة أبو أميرة.
وبما أننا في «القطيف اليوم» نتلقى نفس السؤال في كل مرة من قبل البعض «ويش نسوي إذا انقطع الماي»، قررت، وبعد سيل من الأسئلة والملاحظات الواردة من القراء والمتابعين، أن أكتب هذا المقال، لعلّ الإجابة هذه المرة تصل قبل أن تصل رسائل العائلة «مافي ماي.. أحد يعرف رقم سيارة تعبي».
أعلم أن الحديث عن الصهاريج في مقال رأي قد يبدو غريبًا بعض الشيء، لكن عندما ينقطع الماء، لا وقت للشاعرية، ولا مكان للفلسفة، والموضوع لا يحتمل الانتظار حتى يأتيك وحي الإنقاذ.
أول ما يحدث، تبدأ رحلة البحث عن «صديق الفرصة الذهبية»، بمجرد أن ينقطع الماء، تُمسك بهاتفك أو تفتش في القروبات، تبحث عن أي رقم جوال لأي صهريج متاح، وتفرح حين تجد رقمه، ولكن البعض يقول ما إن تتصل لهذا الصدق حتى تتلقى الصدمة «تبغى الماي بـ ٣٠٠ أو ٤٠٠»، وهنا تبدأ «معركة الماء»، حيث لا يكون التحدي في إيجاد الصهريج، بل في محاولة استغلال الموقف، وهذا حدث مع البعض وليس الكل، ويمكن يكون سائق الوايت مو فاضي وحب يصرّف المتصل على قولتنا، لأنه مزحوم طلبات أخرى.
في مثل هذه اللحظات، لا تضيع وقتك في التردد، بل افتح التطبيق أو الجوال وبلّغ حسب نوعية البطل، فإن كان الصهريج يتبع مؤسسة مصرحة ويمارس الاستغلال في الأسعار، فالجهة المعنية هنا هي شركة المياه الوطنية، ولا تتردد أبدًا في التبليغ عليه.
أما إذا كان سائق الصهريج من نوع «تعال صديق» المتجول، فهنا يأتي دور البلدية، لأنه عمليًا يمارس مهنة البيع المتجول بشكل مخالف سواء بيع ماء أو خضروات أو غيره، ويستغل مثل هذه المواقف بطريقة لا يمكن السكوت عنها، ويجب التبليغ عليه حتى يتم ردعه.
وباختصار، لا تجعل احتياجك للماء وقودًا للابتزاز، فالتبليغ لا يُنقص من أخلاقياتك شيئًا، لكنه يُنقص كثيرًا من عدد المستغلين، وبلاغك في هذه الحالة ليس فقط تصرفًا سليمًا، بل هو واجب وطني وديني واجتماعي.
طيب، ما هو الحل النظامي الذي لا يوقعنا في فخ بعض المستغلين، هنا نعود للمنطق، وهو الطلب من مؤسسة أو شركة نظامية ومرخصة، أو تطبيق الشركة الوطنية للمياه وهو موجود، وربما يسكن في جوالك دون أن تنتبه له.
بضغطة زر واحدة يمكنك طلب صهريج رسمي بسعر يقارب أربعين ريالًا، وهو أقل من سعر كيلو الهامور في سوق السمچ، ويُفترض أن يصلك خلال خمس ساعات.
طيب وإذا تأخّر، ببساطة ترفع شكوى من داخل التطبيق نفسه وتتابعها كما هو منصوص عليه، ولا تقلق فلن يقول لك أحد «ارجع لنا بعد أسبوع».
الكلام أعلاه موجه لمن سألني عن الحل الرسمي، فهذا هو الحل الرسمي المتاح، ومن المؤسف فعلًا أن نتركه ونهرول خلف من يريد أن ينشىء سوق سوداء، ونحن نعيش في عام ٢٠٢٥م، وكل وسائل الردع النظامية للاستغلاليين متاحة للجميع.
ونحن نحسن الظن، طبعًا، بأن المقاول (المسؤول عن توفير الصهاريج) ما راح يكون نايم وقت الصيانة، أكيد عنده منبّه خاص لكل جدول تطوير، ويصحى قبل وقف الضخ، بساعات وهو يجهّز خطة طوارئ تفصيلية، فيها حتى عدد الصهاريج المتوقع طلبها ونوع الهوز، ومقاول المياه هنا، لا نقصد شخصًا بعينه، لكن المفترض أن مقاول المياه يعلم مسبقًا أن هناك صيانة، وهنا يجب وضع خطة لتجنب حدوث أي انتظار طويل، ومن المفترض أن يكون هذا هو الحاصل عمليًا.
فكما أن على المقاول أن يكون مستعدًا، فعلى الجهة المشرفة عليه ألّا تغفل عن أهمية المبادرة بإرسال رسائل توعوية مبكرة، لا أن تترك البعض يكتشف الخدمات التي تقدمها الشركة بالصدفة، أو عبر أحد قروبات الشويكة أو حلة محيش، بل يجب عليها أن تسوّق خدماتها بشكل احترافي، كما تفعل جميع الشركات الخدمية الوطنية وبقية الأجهزة في الدولة، والتي أثبتت جدارة وكفاءة عالية، وأصبحت أنموذجًا يُحتذى به في هذا الشأن.
وتخيّل معي، لو أن إشعارًا وصلك يقول «نذكّرك بإمكانية طلب صهريج مياه الآن، قبل لا تحتاج»، أليس ذلك أفضل من رسالة «لدينا أعمال تطوير في الشبكة....إلخ، ونشكرك لتفهّمك».
فخلاصة الكلام، حين تنقطع المياه، لا تكتفِ بالتحلّي بالصبر، تحلَ أيضًا بالتطبيق، واحذر أن تكون ضحية لبائع يظن أن الطوارئ موسمه الذهبي، وكن واعيًا، وكن من أولئك الذين يملكون الخطة (والتطبيق)، لا من الذين يبحثون عن حل بعد إغلاق كل الحنفيات (طبعًا احنا نسميها بلبلة مو حنفية).
وبالمناسبة لا تنتظر حتى تسمع صوت «البلبلة تسعل» لتتأكد أن الماء انقطع، ولا تسأل جيرانك «عندكم ماي وإلا مثلنا»، افتح التطبيق بدلًا من فتح باب النقاش مع عمّتك في قروب العائلة (الله يرحم عماتي وهنيئًا لمن لديه عمة عايشة الله يخليها)، وجرّب طلب الصهريج مثلما تطلب فطورك وعشاك من مطعم تراث الأجداد، بس الفرق هنا التطبيق يوصّل ماء، مو عصيدة أبو أميرة.



