أوضح الفلكي سلمان آل رمضان أن حساب الدرور يعدّ من أشهر الحسابات المناخية التقليدية التي اعتمد عليها بحارة الخليج العربي قديمًا لمعرفة الطقس خلال رحلاتهم البحرية، مبينًا أن هذا الحساب ذو أصل فارسي - هندي، ويشبه حساب الأنواء في تقسيماته.
وبيّن آل رمضان أن الدر الواحد يمتد 10 أيام، ويبلغ مجموعها 36 درًّا، ولتتوافق مع السنة الشمسية (365 يومًا) تُضاف خمسة أيام تسمى المساريق، تشبه أيام الكبس، وتكمل السنة المناخية.
وأشار إلى أن يوم الأربعاء 6 أغسطس 2025م يوافق الدر الأخير من سنة الدرور، وهي خمسة أيام تعرف بـ نصف الدر، وتُعد من أشد فترات السنة حرارة ورطوبة، وتأتي هذه الفترة في النصف الثاني من العشرة الأولى من أغسطس، وهو ما عنته العرب قديمًا بقولها: «عشرةٌ من آب يذوب المسمار في الباب».
وأوضح آل رمضان أن هذه الأيام تتزامن مع طلوع الذراع ودخول موسم المرزم الذي حذّر منه المزارعون قديمًا بقولهم: «إذا غاب المرزم فالزم» في إشارة إلى توقف الزراعة لفوات موسمها. كما ارتبط طلوع الذراع بمظاهر صيفية شديدة، إذ قيل: «إذا طلع الذراع حسرت الشمس القناع، وأشعلت في الأفق الشعاع، وترقرق السراب في كل قاع، وكنست الظباء والسباع».
وأضاف أن موسم المرزم يبشّر بظهور باكورة الرطب حيث قال القدماء: «إذا طلع المرزم يملأ المحزم»، في إشارة إلى امتلاء ما فوق الحزام بالرطب. وفي الوقت نفسه، تتوسط مجرة درب التبانة السماء ليلًا، حيث أطلق عليها القدامى اسم المجر، وقيل عنها: «ولا جاء المجر على المسر شبع الحصيني والجعر»، ويقصد بالجعر صغار الكلاب التي تشبع مع الثعالب من وفرة الرطب المتساقط.
وأكد آل رمضان أن هذه الأمثال الشعبية تعكس ارتباط الإنسان الخليجي قديمًا بالمواسم الفلكية والمظاهر المناخية، والتي اعتمد عليها في الزراعة والبحر والتنبؤ بالأحوال الجوية.



