لا أعرف لماذا بعض الأشخاص يتركون أثرًا إيجابيًّا في حياتنا، دون أدنى قرابة، وآخرين لنا صلة قريبة بهم يتركون أثرًا مدمرًا؟ سرّ من أسرار الحياة على ما يبدو!
على مفترق طرقات الذاكرة تذكرت رجلًا التقيته يوم كنت صبيًّا -شيخًا من أهل العراق- في رحلاتي مع أخي المرحوم ملا أحمد الوحيد إلى الأحساء. كان الشيخ لطيفًا معي وقصّ عليّ قصصًا ذات معانٍ عميقة لكن في طريقة طفولية. أكثر من خمس وخمسين سنة وبعض القصص حاضرة في ذهني! كنت أستمع له وأستأنس لما يرويه ومما قصَّ علي حكايةً جمعت بين مساوئ شرب الخمر وسفاح القربى وخطورة رفقاء السوء.
القصة مختصرة تقول إنه: كان في إحدى القرى شابّ طيب معتدل السلوك أقنعه أقرانه أن يجرب شرب الخمر. لم يقاوم الشاب رغبتَهم فعاقرَ الخمر. صار يشرب الخمر بصحبتهم ويعود لأهله فاقدًا لكثيرٍ من قواه العقلية والجسدية.
ذات ليلةٍ فتحت له أخته الباب وكان مخمورًا فما كان منه إلا أن قام بارتكاب الفاحشة معها. حملت أخته من جراء ذلك الفعل ووضعت أنثى. قامت بتربيتها إلى أن كبرتْ بعيدًا عن الناس. ماتت الأمّ ولم يُعرف للمولودة أبًا لأنها أتت من سفاح. ابتعد الرجل - الأخ - عن أهله، تزوج ووُلد له ابن ثمّ مات من إفراطهِ في شرب الخمر.
كبر الصبيّ والبنت، لا يعرفان عن بعضهما شيئًا، إلى أن كان عرسٌ في القرية. خرج الشاب ليتفرج حيث صادف وجود البنت في العرس. تعارف الاثنان ونشأت بينهما علاقةُ ودٍ ثمّ زواج.
ينهي الشيخ حكايته بقوله: إن الشاب والشابة تزوجا من بعضهما ولم يكونا يعلمان أنهما أخٌ وأختٌ وأبناء أخ وأخت وهكذا للخمرة مساوئ لا يمكن للمرء توقعها فيجب على المرء عدم تناولها.
الآن -القارئ الكريم والقارئة الكريمة- هل تعلم أن سفاح القربى -Incist- يُرتكب ضد البنات من قِبل -بعض- الآباء في الولايات المتحدة الأمريكية؟ تشير التقديرات إلى وجود ما لا يقل عن 100,000 حالة سفاح قربى في الولايات المتحدة سنويًا، على الرغم من عدم وجود نظام إبلاغ فعال، وقد تمر معظم الحالات دون الإبلاغ عنها. ما السبب يا ترى؟
تذكر إحدى الدراسات أنه بين عامي 1980 و2022م، أفادت حوالي 15% من العائلات في الولايات المتحدة بوقوع حادثة سفاح محارم، بينما تعرض حوالي 46% من ضحايا الاغتصاب من الأطفال للاغتصاب من قبل أحد أفراد أسرهم. لم يُبلغ سوى 20% من ضحايا سفاح المحارم عن الجريمة إلى جهات إنفاذ القانون.
كشفت نتائج دراسة أن 60% من مرتكبي جرائم سفاح القربى كانوا مدمنين على الكحول، وأن 40% منهم ارتكبوا أول جريمة سفاح قربى لهم وهم تحت تأثير الكحول. وتشير النتائج أيضًا إلى أن الآباء الذين شربوا الكحول قبل وقوع أول حادثة سفاح قربى سيستمرون في تعاطي الكحول مباشرة بعد وقوع الحادثة.
يمكنك أن تطّلع على المزيد من الإحصائيات عن سفاح القربى من الشبكة العنكبوتية - موضوع شائك جدًا! ربما في الحكاية خيال لكن الإحصائيات لا تكذب!



