13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

«أبو شنب» يغدر بابن بلدة أم الحمام.. غرس السُّمَّ في دمه ونقله من شاطئ المحيسنيات إلى السرير الأبيض

لم يكن يعلم مصطفى العبدالعال، وهو يهمّ بالخروج لصيد هادئ قبيل الفجر على شاطئ المحيسنيات في القطيف، أن خيط السنارة سيسحب معه الألم بدل السمك، وأن وجبة الفجر ستنقلب إلى جرعة سم تنقله إلى العناية الطبية.

كان العبدالعال، ابن بلدة أم الحمام، يستمتع بهوايته المعتادة حين علقت سمكة في سنارته، لم يبدُ عليها ما يثير الشك، لكن حين سحبها، كشف له لمعانها وشاربها الطويل أنها من نوع «أبو شنب» المعروف محليًا بأشواكه السامة.

تحسس القفاز في يده وتهيأ لتحريرها بحذر، غير أن السمكة باغتته بضربة في يده الأولى، ثم ما لبثت أن سددت شوكتها مرة أخرى في اليد الثانية عندما حاول السيطرة عليها. في لحظات، تبدّل هدوء البحر إلى دوار، وتحوّل نسيم الشاطئ إلى صعوبة في التنفس وخفقان قلب متسارع، رافقه شعور بالغثيان وانهيار مفاجئ في الجسد.

وسارع العبدالعال إلى أحد المستشفيات، وهناك كشفت الفحوصات أنه تعرض لتسمم في الدم بفعل السم الذي تحمله أشواك السمكة، وقد وُضِع تحت العناية الطبية، وما زالت حالته تخضع للمراقبة، وسط تحسن تدريجي في صحته.

انتهت مغامرته مع السمكة نهاية غريبة؛ إذ لم تُعد إلى البحر كما يفعل بعض الصيادين، بل كانت من نصيب مجموعة من القطط البرية التي تجمّعت على الشاطئ وكأنها تنتظر وجبتها اليومية.

وتُعد سمكة «أبو شنب» من الأنواع البحرية التي تنتشر على سواحل القطيف، وتتميّز بوجود أشواك سامة. وغالبًا ما تسبب وخزاتها آلامًا شديدة، وتورمًا واحمرارًا في موضع الإصابة، وقد تمتد الأعراض لتشمل الغثيان، والقيء، والدوار، وارتفاع الحرارة، بل وقد تتطور في حالات نادرة إلى تفاعلات تحسسية خطيرة تهدد الحياة.

ويرى مصطفى العبدالعال أن الدرس المستفاد من هذه الحادثة هو أن الخبرة وحدها لا تكفي في مواجهة مفاجآت البحر، فحتى أكثر الصيادين تمرّسًا قد يتعرضون للخطر إن لم يتخذوا احتياطاتهم الكاملة.

ويؤكد عبر «القطيف اليوم» على أهمية ارتداء القفازات الواقية، وفحص الأدوات جيدًا قبل الاستخدام، والانتباه عند التعامل مع أي نوع من الأسماك، مشددًا على أن لحظة غفلة واحدة قد تكلّف الكثير. الصيد متعة، لكن السلامة أولًا.



error: المحتوي محمي