30 , يونيو 2025

القطيف اليوم

منتزه القطيف في الثمانينيات وجهة العيد الكبرى في المنطقة.. صور

في مشهد نابض من ذاكرة الزمن الجميل، توثّق صور أرشيفية نادرة من ثمانينيات القرن الماضي وجهة العيد في محافظة القطيف، حيث كان المنتزه الترفيهي الكبير على شارع أحد، والساحة المجاورة له، يشكّلان معًا ملتقى متكاملًا للأطفال والشباب والعائلات خلال أيام عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك.

ولم يكن الإقبال على هذا الموقع حكرًا على أهالي القطيف فحسب، بل كان يتوافد عليه الزوار من الدمام والخبر إلى رأس تنورة وغيرها، ليصبح بذلك أحد أبرز مراكز الترفيه الموسمية وأكثرها حيوية في تلك المرحلة.

وتُظهر إحدى الصور ألعاب العيد التقليدية التي كانت تشكّل معالم أساسية في المنتزه، وأبرزها الدولاب الهوائي الشهير، إلى جانب لعبة السلاسل الدوّارة التي كانت تدور حول نفسها بأصوات الضحك المتعالية، في وقت كانت فيه الأرض الترابية البسيطة كافية لصناعة لحظة فرح جماعية لا تُنسى، إلى جانب توافد العائلات واصطفاف الأطفال في مشهد طبيعي وبسيط يعكس روح المجتمع حينذاك، ويجسّد المعنى الحقيقي للعيد واللقاء والبهجة.

وتبرز في جانب آخر من تلك الذاكرة المصورة، الساحة الترابية المجاورة تمامًا للمنتزه، والتي تقع في الجهة الغربية منه ويفصل بينهما شارع فرعي، وكانت هذه الساحة تحديدًا تمثل وجهة مختلفة لا تقل متعة، فقد تحوّلت في أيام العيد إلى موقع لتأجير الدراجات النارية الصغيرة، وهذه التجربة، رغم بساطتها، كانت واحدة من أكثر الأنشطة شعبية بين الأطفال والشباب، إذ كانوا يتوافدون على تلك الساحة ليستأجروا الدراجات من شباب آخرين جاؤوا بدراجاتهم الخاصة لتأجيرها بشكل عفوي وبأسعار رمزية، دون حواجز تنظيمية.

وتُظهر الصورة مجموعة من الفتية، يقودون دراجاتهم أو ينتظرون دورهم على جانب الساحة، فيما يمكن ملاحظة عمارة المرزوق الشهيرة في خلفية المشهد، وهي معلم بصري بارز في شارع أحد لا يزال قائمًا حتى اليوم، أما هذه الساحة، التي تضم أرض ملاعب نادي الترجي السابقة، فقد كانت ساحة مفتوحة للفرح والانطلاق وتجارب القيادة الأولى ولحظات لا تُنسى من السعادة والمرح.

ولم يعد الفرق بين الماضي والحاضر يُقاس بتطوّر المكان فحسب، بل انعكس أيضًا في ملامح الحياة ذاتها، إذ كانت بهجة العيد تُصنع من حديد لعبة دوّارة بسيطة أو دراجة نارية عادية، بينما باتت اليوم ترتبط بتطورات حديثة جدًا، وتذاكر محجوزة عبر تطبيقات، ومجموعة من الضوابط التي وإن كانت ضرورية، إلا أنها حجّمت تلك العفوية التي صنعت طفولة أجيال كاملة.




الصور من أرشيف متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي


error: المحتوي محمي