30 , يونيو 2025

القطيف اليوم

تخير للزواج من يحبك!

ها نحن وصلنا اليوم الأول من شهر حزيران/ يونيو 2025م، أحد شهور القيظ وهو يصادف رسميًّا الخامس من ذي الحجة 1446 هجرية.

حضرنا عدة أعراس في الأسبوع الأول من شهر ذي الحجة وكل مرة أحضر زواج شاب أستذكر شيئًا من دروس الحياة. تجارب حياة، من غير مختص، خذ منها ما تراه مناسبًا.

اختر من يحبكَ ويريدك، وليس فقط أنت تريده وتحبه. الذي يحبك لا يبيعك في أول لحظة اختلاف. يضحي، يشتاق، يتعب، يساعد، ويسامح. لا تختار شريككَ أو شريكتك لأنه غنيّ، من عائلة راقية، منظره جميل، متعلم، لديه وظيفة فخمة، أو فيلا رائعة! هذه الصفات والمزايا لا تتعارض ولا تتناقض مع الجمال أو المحبة، كم في الدنيا من جميل في الداخل والخارج!

لا نتكلم في مجتمعنا عن الحبّ الذي فيه تواصل قبل الزواج فإذا قلنا الحبّ نعني ما بعد العقد الشرعي. العلاقات غير الشرعية يقيدها الشرعُ والدين. الحبّ والكيمياء يظهر سريعًا وما جدوى فترة ما قبل الزواج التي تدوم عدة شهور أو سنوات إذا لم يعرف الشابّ إذا كانت الشابة تحبه أم لا؟ وهو يحبها أم لا؟

الحبّ الذي يبني بيتًا من السعادة، ويوازن بين العقل والقلب في تناغم لا يختفي بعد الزواج وإن تحول إلى شكل آخر! تعاون، وفاء، إخلاص، أسرة، وغير ذلك من الأمور! الحبّ هو شخص تراه سندًا وأمانًا عندما تعصف الرياح وتحاول إغراق قارب الزواج في محيط المشاكل. يأتي قبل الزواج أم بعد الزواج لا يهمّ! المهمّ أنه يأتي دون تأخير!

يعطي رسول الله صلى الله عليه وآله عناوين لاختيار الزوجة: "من تزوج امرأةً لدينها وجمالها كان له ذلك سدادًا من عوز". يعني تزوج ذات دين وجمال. لماذا لا أتزوج ذات شهادة دكتوراه؟ تزوج من ترى فيه سعادتك وسعادته! سعادة تبدأ بأقدس عقد، عقد الزواج.

للأسف حرّف الجاهلون معنى الحبّ وجعلوه -كله- في الشهوة والرغبة وعلاقات قبل الزواج! كلّ شيء جميل موجود في الزواج، حتى الحبّ، لو فكرنا في ما قال الله سبحانه وتعالى في وصف الزواج: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، تجتمع فيه السكينة الروحية والهدوء النفسي والجسمي.

فكر، انظر، قرر، اختر ذاتَ دين ومظهر جميل، الزواج شراكة بنسبة 100% للزوج والزوجة، كلاهما يحمل مسؤولية 100% من النجاح والفشل. السعادة تبدأ من الزواج الناجح. لا تصدق من يقول بأنه يستغني عن الزواج! لو ماجت الأرض ما استغنى الشابّ عن زوجة تسعده ولا الشابة عن زوج يسعدها! 

لو وجد مقياس لدرجة الحبّ ودار الأمر بين شخصين، الأول أحبه والثاني يحبني أكثر مما أحبه، من أختار؟ لا تبالي؛ الحبّ كائن حيّ يكبر ويصغر ويموت!

عسى اللَهُ أَن يُجري المَوَدَّةَ بَينَنا
وَيوصِلَ حَبلًا مِنكُمُ بِحِبالِيا
فَكَم مِن خَليلَي جَفوَةٍ قَد تَقاطَعا
عَلى الدَهرِ لَمّا أَن أَطالا التَلاقِيا
وَإِنّي لَفي كَربٍ وَأَنتِ خَلِيَّةٌ
لَقَد فارَقَتْ في الوَصفِ حالُكِ حالِيا
عَتِبتُ فَما أَعتَبتِني بِمَوَدَّةٍ
وَرُمتِ فَما أَسعَفتِني بِسُؤالِيا


error: المحتوي محمي