
احتفلت محافظة القطيف باليوم العالمي للمتاحف 2025، في مشهد يعكس ارتباطها العميق بالتراث والهوية، وذلك بالتزامن مع احتفاء المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة العالمية، تحت شعار: “المتاحف جسور بين الماضي والمستقبل”.
واختارت القطيف حيّ الديرة الأثري بجزيرة تاروت موقعًا رمزيًا للاحتفاء، وسط أجواء تراثية تعبق بعبق الماضي وملامح الأصالة، بجوار القلعة التاريخية الشامخة، ليكون المكان شاهدًا على ذاكرة الأجيال.
وشارك في الفعالية متحف “أصالة الديرة” الذي فتح أبوابه للزوار، مستعرضًا مقتنياته المتنوعة، وسط حضور لافت من الزوار والمهتمين بالتراث، إضافة إلى متطوعين ساهموا في إحياء هذه المناسبة من خلال عرض عشرات المقتنيات الشخصية في معرض رمزي أُطلق عليه “متحف البيت”، ضمّ أكثر من 80 قطعة شملت صورًا قديمة، وآلات وأجهزة تراثية، ومجلات وأواني منزلية من حقب مختلفة.
وقدّم المشاركون شروحًا عن أهمية حفظ التراث، فيما شكّلت القطع المعروضة مساحة تفاعلية بين الأجيال، ربطت الماضي بالحاضر، وأبرزت قيمة المتاحف كجسور ثقافية في ذاكرة المجتمع.
وتُعدّ محافظة القطيف من أبرز المناطق الغنية بالمتاحف الشخصية، إذ تضم العشرات منها، من بينها ما لا يقل عن أربعة متاحف حاصلة على تراخيص رسمية، وتفتح أبوابها للجمهور بشكل منتظم، وتتنوع في محتواها بين التراث البحري، والأدوات المنزلية، والوثائق، والمخطوطات.
ويُحتفى باليوم العالمي للمتاحف في المملكة والعالم في 18 مايو من كل عام، بوصفه مناسبة عالمية تسلط الضوء على دور المتاحف كمؤسسات ثقافية وتعليمية تسهم في حفظ التراث الإنساني وتعزيز الهوية الوطنية. وقد أُعلن هذا اليوم رسميًا لأول مرة عام 1977م من قِبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM).
ويأتي احتفاء المملكة بهذا اليوم تأكيدًا لتوجهها نحو تنمية القطاع الثقافي بما يتسق مع مستهدفات رؤية 2030، حيث تعمل هيئة المتاحف على تطوير منظومة متكاملة للمؤسسات المتحفية، وإنشاء متاحف حديثة، وتحسين تجربة الزوار، وتعزيز فرص العمل، ودعم المبادرات المجتمعية التي تكرّس الوعي الثقافي والتاريخي.
وتطمح المملكة إلى جعل المتاحف فضاءات حيّة تتيح التفاعل المجتمعي، وتقدّم محتوى معرفيًا غنيًا يلبّي مختلف الاهتمامات، بما يعزّز مكانة الوطن على الخارطة الثقافية العالمية، ويحفظ إرثه العريق للأجيال القادمة، وهو ما ساهمت فيه البلدية عبر تنظيمها لهذه الفعالية.