غيّب الموت الجمعة 18 ذو القعدة 1446هـ، «مهدي مكي مهدي العوى»، أحد الوجوه الرياضية في بلدة البحاري بمحافظة القطيف، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الأجيال الرياضية، امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.
بدأ الراحل مسيرته كلاعب كرة قدم نشيط ومحب للرياضة في زمن كانت فيه الحركة الرياضية لا تزال في طورها الأول، وواكب نشأة فرق الحواري التي مهَّدت فيما بعد لتأسيس نادي البحاري التابع للجنة التنمية الاجتماعية، والذي تأسس رسميًا عام 1381هـ.
واصل العوى مشواره الرياضي بعد تأسيس النادي، حيث تفرّغ لاحتضان الأجيال الجديدة وتدريبها، وتحوّل من لاعب إلى مدرب، واستمر على هذا النهج قرابة ثلاثين عامًا دون انقطاع يُذكر، مؤديًا دور الأب والموجّه، ورافعًا راية الرياضة التربوية التي تقوم على القيم والانضباط وروح الفريق.
وتميّز العوى عن غيره من المدربين، فكان أحد أعمدة النادي وشخصية رياضية تحظى بالاحترام والمكانة بين أبناء البلدة، واتصف بشخصيّته الهادئة والحازمة في آن، ورآه الجميع صوتًا مسموعًا، له رأيه المؤثر في ساحة الرياضة ببلدته.
وحافظ العوى على حضوره الميداني والتزامه المستمر، لتبقى صورته محفورة في ذاكرة النادي ومجتمعه كأحد رموزه الأوفياء، سواء لاعبًا أو مدربًا أو قدوة.
وسجّلت الصور التوثيقية التي التُقطت له في فترات متفرقة جانبًا من مسيرته، فوثّقت لحظات حضوره ووجوده مع اللاعبين، وظهر في بعضها وسط لاعبي فريقه، وأخرى وهو يحمل كرة القدم مرتديًا القميص الأصفر، واقفًا بين أبناء جيله، وأحيانًا يتوسط الجيل الناشئ بعين القائد والمربّي.
وأرّخت تلك الصور جانبًا من تاريخه الشخصي، وأسهمت في حفظ جزء من ذاكرة الحركة الرياضية في البلدة ونادي البحاري ونشاطه الرياضي الشعبي، لتكون شاهدًا حيًّا على رجل وهب حياته للرياضة وخدمة مجتمعه.
وخسرت البحاري برحيله وجهًا تربويًا ترك بصمة في قلوب اللاعبين والناشئة وزملائه في الميدان، لكنّ اسمه سيبقى حاضرًا في سجلات الوفاء، وفي كل ملعب حمل فيه الكرة، أو أنشأ فيه جيلًا.
«القطيف اليوم»، التي آلمها نبأ رحيل «العوى»، تقدم أحر التعازي والمواساة إلى أسرته الكريمة وذويه ومحبيه، وتسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان.
