رغم أن محافظة القطيف تُعد واحة زراعية بامتياز، تتناثر فيها بساتين النخيل وتفيض خُضرتها عبر بلدات مترامية، إلا أن واقع التشجير الحضري في شوارعها وطرقاتها لا يزال في طريق قد يكون بالإمكان توجيهه إلى رؤية أكثر علمية وهندسية تُحاكي ما يُعرف في التخصصات الحديثة بـ «هندسة المواقع والمناظر الطبيعية».
القطيف وبفضل الجهود التي تبذلها كافة الجهات وعلى رأسها بلدية محافظة القطيف، تمتلك مقومات عديدة تؤهلها لأن تكون نموذجًا بيئيًا وسياحيًا جاذبًا، إذ تتوفر فيها بنية تحتية متكاملة، وجهود مشكورة تُبذل بالشراكة من كافة الجهات المعنية في سبيل تحسين المشهد البصري العام، ومع ذلك، فإن أعمال التشجير في بعض الأحياء والشوارع لا تزال بحاجة في كثير من المواضع إلى نظرة مختلفة مبنية على أسس علمية توازن بين الجمال، والوظيفة، والتكيف البيئي.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه العديد من المدن السعودية نحو تطوير مشهدها الحضري بما يواكب مستهدفات الاستدامة البيئية، فإن محافظة القطيف قد حققت بالفعل قفزة تنموية وحضارية سبقت فيها الكثير، ولا تزال تشهد تطورًا متسارعًا على مختلف الصعد، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية، والتوسّع العمراني، وتحسين جودة الحياة، غير أن هذه القفزة بحاجة إلى إدماج هندسة المواقع في منظومة التشجير، لتتناسق الجهود وتتكامل من أجل واحة أكثر جمالًا.
إن ما نشهده اليوم في العاصمة الرياض من خلال مبادرة «الرياض الخضراء» يعكس تحولاً نوعيًا في إدارة المشهد الحضري، حيث تحوّلت العاصمة، خلال سنوات قليلة، إلى أنموذج يُحتذى به في مجال التشجير المدروس، بدءًا من اختيار الأشجار المناسبة للبيئة، ومرورًا بتوزيعها وفق احتياجات الطرق، وانتهاءً بتأثيرها الإيجابي على الصحة العامة وجودة الحياة.
الرياض انطلقت من البداية، لكنها اليوم تُبهر زائريها بشوارعها الظليلة، وتجانس المساحات الخضراء مع المرافق العمرانية، ومن هنا، فإن محافظة القطيف برغم إرثها الزراعي وتاريخها البيئي العريق، ما زالت بحاجة إلى الاستفادة من هذا التوجه وهذه التجربة الفريدة للغاية الرياض بقدر الإمكان، وهذا ليس من باب المقارنة، بل من باب الاستفادة من نموذج ناجح أثبت فعاليته.
نحن في القطيف لا نبدأ من الصفر، نملك البنية الطبيعية الخصبة، والتقاليد الزراعية العريقة، والتربة المستعدة للعطاء، ما نحتاجه اليوم هو تطوير هذه الأسس من خلال تبني لمسات هندسية وفنية، تترجم جهود التشجير القائمة إلى واقع أكثر تناغمًا مع البيئة، ويكون ذلك عبر تطبيق مفاهيم «هندسة المواقع والمناظر الطبيعية» وتوجيه أعمال التشجير القائمة نحو أهداف مدروسة بعيدة المدى.
تشجير الطرق والشوارع بطريقة تُبرز جمالها، والاعتناء بمداخل المحافظة والطرق السريعة لتكون واجهة خضراء جذابة، وتحويل المساحات المهملة إلى نقاط بصرية فاعلة بيئيًا وجماليًا، هي بعض من الأفكار التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا إذا ما تم النظر إليها ضمن استراتيجية تستفيد من تجارب المدن والحواضر الأخرى (الرياض، الدمام، الخبر، الظهران...).
وفي ظل الطموح الذي تحمله رؤية المملكة 2030، فإن القطيف لم تعد فقط مؤهلة لأن تكون مركز جذب سياحي بيئي، بل أصبحت بالفعل إحدى محطات السياح الرئيسة في المنطقة الشرقية، ممن يقصدونها لما تشهده من نهضة عمرانية وحضارية لافتة.
هذا التحوّل يعزز الحاجة إلى الالتفات نحو تطوير أعمال التشجير والمسطحات الخضراء، ليس بوصفها ترفًا جماليًا، بل كجزء من هوية عمرانية متكاملة، تتطلب تنفيذًا هندسيًا وعلميًا دقيقًا، يُراعي النهضة المتسارعة التي تشهدها القطيف، ويُسهم في تعزيز التجربة البصرية والبيئية لزوارها وسكانها على حد سواء.
وفي هذا الإطار، نُوجّه رسالة شكر وتقدير إلى بلدية المحافظة المسؤولة عن أعمال التشجير، ونؤكد، أن المسألة لا تتعلق باعتمادات مالية أو توفير موارد، فكل شيء متوفر وأعمال التشجير هي قائمة فعليًا على قدم وساق، وما نقترحه فقط توظيف تلك الجهود بطرق مغايرة، وعبر لمسات فنية وعلمية مختلفة، فالظروف مهيأة، والإمكانيات متوفرة، وما ينقصنا هو الرؤية التنفيذية التي تُحول هذه العناصر إلى واقع يتناسق مع التنمية والنهضة المتسارعة التي تشهدها المحافظة والمنطقة الشرقية بشكل خاص.
فالقطيف ليست بعيدة عن الركب، بل هي في قلب مسار التنمية، وكل خطوة إضافية في هذا الاتجاه تُضيف بعدًا جديدًا من الجمال والاستدامة، وترسّخ مكانة المحافظة أكثر وأكثر كوجهة حضرية بيئية وسياحية رائدة في المملكة.



صور تجسد مشاهد من العاصمة الرياض، ويظهر فيهما التقدم الكبير في أعمال التشجير والتنسيق الحضري على الطرق.
القطيف وبفضل الجهود التي تبذلها كافة الجهات وعلى رأسها بلدية محافظة القطيف، تمتلك مقومات عديدة تؤهلها لأن تكون نموذجًا بيئيًا وسياحيًا جاذبًا، إذ تتوفر فيها بنية تحتية متكاملة، وجهود مشكورة تُبذل بالشراكة من كافة الجهات المعنية في سبيل تحسين المشهد البصري العام، ومع ذلك، فإن أعمال التشجير في بعض الأحياء والشوارع لا تزال بحاجة في كثير من المواضع إلى نظرة مختلفة مبنية على أسس علمية توازن بين الجمال، والوظيفة، والتكيف البيئي.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه العديد من المدن السعودية نحو تطوير مشهدها الحضري بما يواكب مستهدفات الاستدامة البيئية، فإن محافظة القطيف قد حققت بالفعل قفزة تنموية وحضارية سبقت فيها الكثير، ولا تزال تشهد تطورًا متسارعًا على مختلف الصعد، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية، والتوسّع العمراني، وتحسين جودة الحياة، غير أن هذه القفزة بحاجة إلى إدماج هندسة المواقع في منظومة التشجير، لتتناسق الجهود وتتكامل من أجل واحة أكثر جمالًا.
إن ما نشهده اليوم في العاصمة الرياض من خلال مبادرة «الرياض الخضراء» يعكس تحولاً نوعيًا في إدارة المشهد الحضري، حيث تحوّلت العاصمة، خلال سنوات قليلة، إلى أنموذج يُحتذى به في مجال التشجير المدروس، بدءًا من اختيار الأشجار المناسبة للبيئة، ومرورًا بتوزيعها وفق احتياجات الطرق، وانتهاءً بتأثيرها الإيجابي على الصحة العامة وجودة الحياة.
الرياض انطلقت من البداية، لكنها اليوم تُبهر زائريها بشوارعها الظليلة، وتجانس المساحات الخضراء مع المرافق العمرانية، ومن هنا، فإن محافظة القطيف برغم إرثها الزراعي وتاريخها البيئي العريق، ما زالت بحاجة إلى الاستفادة من هذا التوجه وهذه التجربة الفريدة للغاية الرياض بقدر الإمكان، وهذا ليس من باب المقارنة، بل من باب الاستفادة من نموذج ناجح أثبت فعاليته.
نحن في القطيف لا نبدأ من الصفر، نملك البنية الطبيعية الخصبة، والتقاليد الزراعية العريقة، والتربة المستعدة للعطاء، ما نحتاجه اليوم هو تطوير هذه الأسس من خلال تبني لمسات هندسية وفنية، تترجم جهود التشجير القائمة إلى واقع أكثر تناغمًا مع البيئة، ويكون ذلك عبر تطبيق مفاهيم «هندسة المواقع والمناظر الطبيعية» وتوجيه أعمال التشجير القائمة نحو أهداف مدروسة بعيدة المدى.
تشجير الطرق والشوارع بطريقة تُبرز جمالها، والاعتناء بمداخل المحافظة والطرق السريعة لتكون واجهة خضراء جذابة، وتحويل المساحات المهملة إلى نقاط بصرية فاعلة بيئيًا وجماليًا، هي بعض من الأفكار التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا إذا ما تم النظر إليها ضمن استراتيجية تستفيد من تجارب المدن والحواضر الأخرى (الرياض، الدمام، الخبر، الظهران...).
وفي ظل الطموح الذي تحمله رؤية المملكة 2030، فإن القطيف لم تعد فقط مؤهلة لأن تكون مركز جذب سياحي بيئي، بل أصبحت بالفعل إحدى محطات السياح الرئيسة في المنطقة الشرقية، ممن يقصدونها لما تشهده من نهضة عمرانية وحضارية لافتة.
هذا التحوّل يعزز الحاجة إلى الالتفات نحو تطوير أعمال التشجير والمسطحات الخضراء، ليس بوصفها ترفًا جماليًا، بل كجزء من هوية عمرانية متكاملة، تتطلب تنفيذًا هندسيًا وعلميًا دقيقًا، يُراعي النهضة المتسارعة التي تشهدها القطيف، ويُسهم في تعزيز التجربة البصرية والبيئية لزوارها وسكانها على حد سواء.
وفي هذا الإطار، نُوجّه رسالة شكر وتقدير إلى بلدية المحافظة المسؤولة عن أعمال التشجير، ونؤكد، أن المسألة لا تتعلق باعتمادات مالية أو توفير موارد، فكل شيء متوفر وأعمال التشجير هي قائمة فعليًا على قدم وساق، وما نقترحه فقط توظيف تلك الجهود بطرق مغايرة، وعبر لمسات فنية وعلمية مختلفة، فالظروف مهيأة، والإمكانيات متوفرة، وما ينقصنا هو الرؤية التنفيذية التي تُحول هذه العناصر إلى واقع يتناسق مع التنمية والنهضة المتسارعة التي تشهدها المحافظة والمنطقة الشرقية بشكل خاص.
فالقطيف ليست بعيدة عن الركب، بل هي في قلب مسار التنمية، وكل خطوة إضافية في هذا الاتجاه تُضيف بعدًا جديدًا من الجمال والاستدامة، وترسّخ مكانة المحافظة أكثر وأكثر كوجهة حضرية بيئية وسياحية رائدة في المملكة.



صور تجسد مشاهد من العاصمة الرياض، ويظهر فيهما التقدم الكبير في أعمال التشجير والتنسيق الحضري على الطرق.



