سلط حساب «العمارة السعودية» الرسمي على منصة X الضوء على عمارة القطيف، بوصفها نموذجًا معماريًا ذكيًا في استثمار موارد البيئة المحلية، والتكيّف الفطري مع قسوة المناخ الحار والرطب، من خلال اعتماد أساليب تهوية تقليدية، واستخدام خامات تتماشى مع طابع المنطقة، في مشهد يزاوج بين التراث والابتكار.
وأشارت التغريدة إلى أن عمارة القطيف تتميز بفكر هندسي متقدّم يُجيد تحقيق معادلة الاستدامة دون أن يُخلّ بجماليات التصميم، ويستحضر الطابع المحلي بروح معمارية تنسجم بانسيابية مع الإنسان والمكان.
وقدّمت الصور المرافقة للتغريدة تصورًا بصريًا متقدمًا، يدمج بين البناء الطيني، والواجهات ذات الملمس التراثي، ومفردات مألوفة في الذاكرة القطيفية، مثل: الأقواس المدببة، والنوافذ الضيقة، والروشان الخشبي، وسترة السطح التي تحمي من وهج الشمس وتسمح بتدفق الهواء الطبيعي.
ويظهر في التصاميم تطويعٌ ذكي للألوان الترابية، وتوزيعٌ دقيق للفتحات بما يقلل من امتصاص الحرارة، ما يعكس فهمًا معماريًا عميقًا لطبيعة البيئة البحرية في القطيف، بما تحمله من ارتباط بالماء والنخيل والملح والطين.
وفي قراءة أوسع للصور، يتجلّى التوجه الحديث نحو تخطيط عمراني يعزّز التفاعل الاجتماعي، من خلال دمج المقاهي، والمساحات العامة، والمتاجر، بطريقة تُعيد إحياء دور «الأحياء» والميادين الشعبية، ولكن بروح عصرية تستجيب لحاجات الأجيال الجديدة.
هذه التصاميم لا تعيد إنتاج التراث بصورته الكلاسيكية، بل تُعيد تفسيره، لتخلق توازنًا بين الأصالة والحداثة، وبين الذوق المحلي واللغة العالمية للعمارة.
وتستعيد القطيف بهذا التوجه موقعها كواحة شرقية غنية بتاريخها الزراعي والتجاري، حيث تبرز عمارتها بوصفها سجلًا حيًا لعلاقة الإنسان بالمكان، في قالبٍ يواكب مفاهيم العمارة الحديثة دون أن يغترب عن جذوره.
وتتبنّى منصة «العمارة السعودية» عبر حسابها على منصة X وسم #نستلهم_ونلهم، لتقدّم من خلاله رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الاعتبار للهوية العمرانية السعودية بكل تنوّعها، وتسليط الضوء على نماذج إقليمية كعمارة القطيف، بوصفها مصدر إلهام حضري وجمالي للمشاريع المستقبلية في المملكة.






