
من جزيرة تاروت، عبرت القصيدة «جسد على حبل غسيل» حدود اللغة والجغرافيا، لتحطّ في مدينة ريميني الإيطالية، حاملةً شاعرها علي عبدالباقي آل قمبر إلى منصة التتويج بالمركز الأول في فئة الشعر الفردي بجائزة بودلير العالمية، إحدى أبرز الجوائز الشعرية التي تنظمها منصة ريميني الأدبية ضمن مهرجان «فيرا»، في دورتها الثالثة لعام 2024، بمشاركة أكثر من 400 شاعر من مختلف أنحاء العالم.
وخطّ الشاعر آل قمبر قصيدته الفائزة في لحظة تأمل فجرية عام 2021، مستلهمًا من نافذته مشهدًا للشروق وهو يتسلل شيئًا فشيئًا، ليرسم لوحته الشعرية بألوان لغوية خارجة عن المألوف، تشكّل بوحًا خاصًا، وتجسيدًا لحالة وجدانية تنقل القارئ من العادي إلى الفذ، ومن المرئي إلى المتخيَّل.
يقول الشاعر في أحد مقاطع القصيدة:
أنشرُ جسدي صباحًا على حبلٍ من الصمت، مبللًا بدمعات الليل… فأعرف أن صوتكِ جاء على موعده، قطرةً قطرةً للأعلى، مراياكِ دموعي…
ويرى آل قمبر أن تجربته الشعرية تذهب إلى ما وراء اللحظة الآنية، نحو المكان المتخيّل، حيث تتقاطع الكلمة مع المشهد، والصورة مع الشعور. هذه النزعة لم تأتِ من فراغ؛ فهو شاعر مصوّر، يؤمن بأن عدسة الكاميرا تشحذ الخيال، كما أن القصيدة تُبنى برؤية بصرية مسبقة.
ويقول: «هناك أثر مباشر للتصوير على القصيدة، إذ أن كليهما يستلهمان المشهد، لكن الشعر يخلقه من عدم، بينما الصورة توثقه».
وعن شعوره بالفوز، عبّر آل قمبر بقوله: «هذه التجربة الدولية وضعتني في مواجهة جمهور قارئ مختلف، متذوق، ومهتم بالشعر من خلفية ثقافية عميقة، وأنا سعيد بأن اسمي، وصوتي، ونتاجي الشعري، يمثل الأدب العربي ومجتمع القطيف في محافل كهذه، وكل إنجاز شخصي هو بالضرورة إنجاز وطني».
وأشار إلى أن القصيدة نفسها أدرجت ضمن «كتاب الأنطولوجيا الخاصة» في جائزة فيدريكو الدولية بمدينة أوغستا الإيطالية، باعتبارها من النصوص الأكثر تأثيرًا، بتحكيم نخبة من كبار النقّاد، بينهم الدكتور حافظ حيدر، المرشح السابق لجائزة نوبل.
وتعد جائزة بودلير، التي تحمل اسم الشاعر الفرنسي الشهير شارل بودلير، من أبرز الجوائز الأوروبية التي تحتفي بالتجديد والتمرد الشعري، وتشكل منصة عالمية تمنح الجوائز في مجالات متعددة، منها: الشعر الفردي، المجموعات الشعرية، وفن الفيديو-شعر.
وتُمنح الجوائز خلال مهرجان أدبي سنوي يقام في مدينة ريميني الإيطالية، ضمن فعاليات ثقافية تستقطب أصواتًا شعرية من مختلف الثقافات.
عن آل قنبر
علي عبدالباقي آل قمبر هو شاعر من مواليد جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، يكتب القصيدة الموزونة وقصيدة النثر، ويهتم بالتصوير الفوتوغرافي، وهو عضو في منتدى الصهيل الأدبي، وفي جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وشارك في العديد من المحافل الأدبية المحلية والدولية، محققًا حضورًا لافتًا في ساحة الشعر العربي المعاصر.
ونال عدة جوائز محلية ودولية، أبرزها المركز الأول في جائزة بودلير للشعر لعام 2024 بمدينة ريميني الإيطالية، والمركز الثالث في أوسكار المبدعين العرب في مصر عام 2025، ووسام الجدارة في الشعر ملحقًا برسالة نقد في السيميائية من الأكاديمية الدولية للفن والشعر في روما عام 2014، كما أُدرج اسمه وقصيدته ضمن شعراء الأنطولوجيا الخاصة بجائزة فيدريكو الدولية، ونال درع الفوز عن عمله الفوتوغرافي «أُنس» من جماعة التصوير الضوئي بالقطيف عام 2020.