حتى نعيش في سعادة واطمئنان وتوفيق بما نقوم به من أعمال في العبادة مع الخالق سبحانه وتعالى، ثم ما نحن عليه من تواصل مع الناس وما تربطنا به من علاقات ومعاملات متعددة الجوانب والأغراض، ومن أجل أن نحسن العاقبة في الدنيا والأخرة، هنا يأتي الصدق، أي نكون صادقين، وكما جاء إن الصدق مرتبط بالإيمان ويحمل صاحبه على قول الحق والوضوح في القول والعمل.
تبنى المجتمعات المتحضرة على أسس وقواعد متينة، قائمة على النزاهة وإتباع مناهج الصدق، وتجنب قول الكذب الذي هو من الكبائر، يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وله الأثر السيئ تجاه إضعاف الثقة بين الأفراد والمجتمعات.
ما أجمل أن نتحلى بالصدق، يكون لنا قلبًا يحمل مشاعر صادقة وذات مصداقية مع علاقاتنا الإنسانية، مبنية على الصراحة والشفافية وقول الحقيقة من دون تزييف وبقدر عال من الانسجام والتقارب مع الآخرين، مما يجعل الجميع في ود ومحبة وسعادة ووئام.
أن نكون على حقيقتنا مع الناس صادقين، يسهم في زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات، وتكون لدينا الإرادة القوية على العمل، وتساعدنا أن نكون بروح الفريق الواحد وأكثر أستعدادًا للمشاركة معًا بالأفكار وصنع بيئة مريحة وآمنة وتعزز الزمالة والصداقة والقدرة على التركيز والإبداع وجودة الإنتاج.
نختم القول: إن الصدق والمصداقية التي منها قول الحقيقة، هي أسس وقواعد مترابطة بعضها البعض، وبالتالي علينا أتباعها والامتثال بها قولاً وعملاً، تجعلنا في مأمن من دواعي إشكالات كثيره، منها التوتر والقلق، والصدق والمصداقية تمنحنا محبة الله عز وجل ثم احترام الناس وثقتهم، وتبني لنا مجتمع ناجح وبناء، يرتقي ويحقق النماء والازدهار للوطن وإلى الأجيال.



