25 , مايو 2025

القطيف اليوم

من القديح.. الطفلة فاطمة ادعيبل تفتدي أوجاع أخيها بـ«خلاياها الجذعية».. آخر العنقود تحدَّت السكلسل بـ: أهم شيء سلامة حسن

سطَّرت الطفلة فاطمة محمد ادعيبل واحدة من قصص "سند الأخوة"، فعلى الرغم من صغر سنها وطراوة عودها فقد كانت مثالًا حيًا للآية الكريمة: "سنشد عضدك بأخيك"، بالخلايا الجذعية لأخيها الأكبر منها سنًا "حسن"، مخففة عنه آلام تكسر الدم وأوجاع "السكلسل".

مولود بـ"السكلسل".. وآلام العاشرة أشد وطأة
"حسن" ابن الثانية عشرة، ولِد وهو يحمل أوجاع السكلسل، كأطفال كثر آخرين في محافظة القطيف، وكغيره أيضًا من المصابين بهذا المرض حاول أن يتعايش معه كطفل، فتلونت أيامه بين "آه" المرض حينًا، ولعب الأطفال حينًا آخر، إلى أن بلغ العاشرة من عمره، وبدأت نوبات الألم تصرخ بشكل متكررٍ في جسده الصغير.

بعد أن تكاثرت الأوجاع على جسده الصغير، عاش "حسن" رحلة التنويم المتكررة في المستشفى، وأصبح يعاني كثيرًا مع آلام مرضه، وهنا عرض طبيبه حلًا على والديه.

الحل متبرعٌ بالخلايا
يقول الوالد محمد ادعيبل: "أخبرنا الطبيب بأنه يجب علينا رفع طلب لزراعة الخلايا الجذعية له، كما يجب أن نجد له متبرعًا تكون خلاياه مطابقة لخلايا ابني "حسن"، وأشار علينا بأنه من الأفضل أن يكون المتبرع من العائلة؛ الأقرب فالأقرب".

فداه خلايا إخوته
عرض الأبوان على أبنائهم أن يكون أحدهم "المنقذ" لأخيه، فوجدا القبول والترحاب في أنفسهم الصغيرة، يقول "ادعيبل":  تكلمنا كأبوين مع إخوته، وهم ثلاث أخوات وأخ، وكلهم أبدوا استعدادهم لينهوا معاناة أخيهم مع هذا المرض".

ويضيف: "بعد ستة أشهر تقريبًا صدرت الموافقة، وبدأنا بمراحل العلاج لتجهيزه لعملية الزرع، حيث بدأت مراحلها الفعلية والتنويم في المستشفى بتاريخ 6 أبريل 2025م.

فاطمة الأقرب.. والأقرب
فاطمة ابنة العاشرة هي الابنة الخامسة في أسرتها، وحسن هو الأخ الذي يسبقها في الترتيب مباشرة فترتيبه الرابع بين إخوته، وقد شاء الله أن تكون فاطمة الأقرب له في التبرع كما هي الأقرب له في الترتيب.

يقول والدهما: "عندما صدرت الموافقة على عملية زرع الخلايا الجذعية ذهبنا إلى المستشفى وأخضعنا للتحاليل، وقد أظهرت النتائج مطابقة أخته فاطمة معه بنسبة 100%".

أهم شيء سلامته
كيف تقبلت فاطمة وهي ما زالت برعمًا طريًا أن تتبرع لأخيها، تقول ببراءتها لـ«القطيف اليوم»: "قلت أهم شيء أن أخي يقوم بالسلامة، فعندما أخبرنا أبي وأمي بالأمر سألت مباشرة عن العملية وعندما عرفت رحبت بالفكرة". 

وكيف تشعرين الآن بعد نجاح العملية؟.. تجيب: "أشعر بسعادة كبيرة خاصة أنهم أخبروني بأنني أسهمت في شيء سيؤدي -إن شاء الله- إلى شفاء أخي".

ويلتقط والدها طرف الحديث منها قائلًا: "حظيت فاطمة بالتقدير من الطاقم الطبي، فأكثرهم كان متفاجئًا من عمرها، وكانوا يقولون لها أنتِ تقومين بعمل عظيم، وهي تدرك ذلك وتقول أعلم أن الله سبحانه وتعالى سيكافئني من عنده، وهو الأهم بعد شفاء أخي".

ويضيف: "فرحت أكثر بعملها عندما أتى الكادر الطبي وقام بتكريمها ببعض الهدايا ففرحت وشعرت بالسعادة لذلك التقدير وإن كان بسيطًا".

التجربة باختصار
يختصر "ادعيبل" تجربة ابنته في عملية التبرع بقوله: "كانت تجربة سهلة جدًا، هي فقط شعرت ببعض الألم البسيط بعد عملية التبرع لدرجة أن عملية التبرع تمت يوم الثلاثاء 16 أبريل، عند الساعة 8:00 صباحًا، وقد احتاجت لتخدير كامل، وبعد ساعة انتهت العملية، واحتاجت لساعة أخرى من أجل الإفاقة، وقد شعرت بآلام بسيطة، لكنها نظرًا لحالتها الصحية التي تعد ممتازة أخرجوها من المستشفى في نفس اليوم".

واختتم حديثه بقوله: "بعد تجربة ابنتنا أنا أشجع كل شخص بأن يبادر إلى التبرع للعمليات من هذا النوع، فقد أثبتت لنا التجربة أنه لا تأثير لها على المتبرع".


error: المحتوي محمي